نحو بيئة نظيفة وجميلة

test

أحدث المقالات

Post Top Ad

Your Ad Spot

Thursday, July 17, 2025

بحيرة طبريا في خطر.. تغيّر المناخ يعمّق الجفاف وسط توقعات غامضة

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands



عاد الحديث مجددًا عن بحيرة طبريا، ذات الأهمية البيئية والدينية، بعد تسجيل تراجع جديد في منسوب مياهها، وسط تحذيرات علمية من تداعيات التغير المناخي، ونقاشات دينية تربط بين جفاف البحيرة وعلامات الساعة.

فعلى مدى السنوات الماضية، حذر خبراء المياه من انخفاض غير مسبوق في مستويات البحيرة، مؤكدين أن التغير المناخي، وارتفاع درجات الحرارة، وتكرار عمليات الضخ، تشكّل الأسباب الرئيسة وراء هذا الانحسار. ومع ذلك، فإن أهمية بحيرة طبريا تتجاوز الجوانب البيئية، حيث تمثل مصدرًا رئيسيًا للمياه العذبة في المنطقة، وتحتل مكانة روحية مميزة لدى أتباع الديانات السماوية الثلاث.

موقع استراتيجي وأهمية إقليمية ...

تقع البحيرة تحت هضبة الجولان المحتل وسهل الجليل الشرقي، وتُعرف أيضًا باسم "بحر الجليل". وتُستخدم مياهها في الشرب والزراعة، وتغذي مناطق في فلسطين وإسرائيل والأردن. تغطي البحيرة مساحة تبلغ نحو 166 كيلومترًا مربعًا، ويصل عمقها إلى حوالي 213 مترًا تحت مستوى سطح البحر.

تاريخيًا، لعبت البحيرة دورًا محوريًا، بدءًا من تأسيس مدينة طبريا على يد الرومان، مرورًا بالفتوحات الإسلامية والمعارك الصليبية، ووصولًا إلى الحكم العثماني، وانتهاءً باتفاقيات تقسيم النفوذ الفرنسي-البريطاني مطلع القرن العشرين. وفي مفاوضات السلام بالعام 2000، طالبت سوريا بالوصول إلى البحيرة، وهو مطلب ساهم في تعثر المفاوضات.

مخاطر متزايدة لجفاف البحيرة...

تشير بيانات مصلحة المياه الإسرائيلية إلى أن منسوب بحيرة طبريا شهد تراجعًا ملحوظًا خلال العقود الأخيرة. ففي عام 2001، سجل أدنى مستوى بلغ 214.87 مترًا تحت سطح البحر، متجاوزًا ما يُعرف بـ"الخط الأسود" الذي يحدد نقطة الخطر عند 214.4 متر.

ورغم تحسن المنسوب في السنوات التالية، إلا أن مستواه الحالي يبلغ حوالي 211.3 متر تحت سطح البحر، أي أقل بأكثر من 3 أمتار من مستوى الامتلاء الكامل، رغم أنه أعلى بقليل من أدنى مستوياته التاريخية.

وتعزو الدراسات الحديثة هذا التراجع إلى مزيج من العوامل، أبرزها ارتفاع درجات الحرارة، قلة الأمطار، زيادة التبخر، وضخ المياه المستمر من البحيرة إلى محطات تحلية وشبكات توزيع المياه، بما في ذلك الضخ نحو الأردن.

مكانة دينية وروحية ...

تُعد بحيرة طبريا موقعًا ذا رمزية دينية كبيرة في الديانات الثلاث. في اليهودية، تُعرف باسم "كينيرت" أو "بحر الجليل"، وتحتل مدينة طبريا المجاورة مكانة دينية مهمة. وفي المسيحية، ارتبطت البحيرة بمعجزات السيد المسيح كالمشي على الماء ومعجزة صيد الأسماك. أما في الإسلام، فقد ورد ذكر البحيرة في أحاديث نبوية تُعدّ جفافها من علامات اقتراب يوم القيامة.

ومع تراجع مستويات المياه، تعود هذه الروايات إلى الواجهة، خاصة بين بعض المسلمين الذين يرون في جفاف البحيرة إشارة اقتراب الساعة، رغم التفسيرات العلمية التي تربط الجفاف بالتغير المناخي والنشاط البشري.

في النهاية، وبين التحذيرات العلمية والروايات الدينية، تظل بحيرة طبريا اليوم في قلب أزمة مائية حقيقية، قد تكون مؤشرًا لما ينتظر المنطقة من تحديات مناخية خطيرة مستقبلاً.

المصدر :BBC بالعربي

No comments:

Post a Comment

بيت لحم: إرجاع شاحنتين إسرائيليتين محملتين بنفايات هدم وبناء إلى الداخل المحتل

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands  تمكنت سلطة جودة البيئة بالتعاون مع الارتباط العسكري الفلسطيني ، من ارجاع شاحنتين إسرائيليتين محملتين بنف...

Post Top Ad

Your Ad Spot

???????