الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands
كشفت دراسة علمية جديدة أن مستوى البحر في المحيط الهندي بدأ بالارتفاع المتسارع قبل عقود مما كان يُعتقد، حيث بدأت وتيرة الزيادة منذ عام 1959، أي قبل ما تشير إليه بيانات الأقمار الصناعية أو سجلات محطات القياس.
البحث، الذي أجراه فريق من الجامعة الوطنية في سنغافورة وجامعة نانيانغ التكنولوجية، اعتمد على تحليل عينات مرجانية من جزر المالديف، مكَّنت العلماء من بناء سجل زمني يمتد لمئة عام، يعود إلى أوائل القرن العشرين.
المرجان كـ”آلة زمن”
اعتمد الفريق على دراسة مقاطع عرضية من المرجان، تشبه حلقات نمو الأشجار، لتوثيق التغيرات السنوية في مستويات البحر.
ووجدت النتائج أن المرجان سجَّل تسارعًا واضحًا في ارتفاع البحر منذ منتصف القرن الماضي، متزامنًا مع زيادة درجات الحرارة العالمية وذوبان الجليد بفعل النشاط البشري.
ارتفاع مقلق وتهديد مباشر
منذ خمسينيات القرن الماضي، ارتفع مستوى البحر في المحيط الهندي بنحو 30 سم، وهو ما يشكل خطرًا مباشرًا على ملايين البشر في المناطق الساحلية المنخفضة، عبر زيادة الفيضانات وتآكل الشواطئ وتغلغل المياه المالحة إلى مصادر المياه العذبة، فضلًا عن تهديد النظم البيئية الحساسة كغابات المانغروف والشعاب المرجانية.
تأثيرات عالمية
ولا تقتصر تبعات هذه التغيرات على آسيا وحدها، إذ تؤثر مستويات البحر في المحيط الهندي على أنماط الطقس والمياه والأمن الغذائي والمخاطر المناخية في مناطق مختلفة من العالم.
وتوفر هذه البيانات الطويلة الأمد أدوات دقيقة لتطوير النماذج المناخية، ما يساعد في تحسين التنبؤات وخطط الحماية، خاصة في دول جنوب شرق آسيا.
المراجع الموثوقة للطبيعة
أكدت الدراسة موثوقية المرجان كسجل طبيعي للتغيرات البيئية، حيث أظهرت المقارنة بين بيانات المرجان وقياسات الأقمار الصناعية ومحطات المد والجزر تطابقًا ملحوظًا.
ويعزز ذلك إمكانية استخدامه لتتبع التغيرات في مستويات البحر، وكذلك الظواهر المناخية الحادة مثل موجات الحر أو فترات البرودة والجفاف.
رسالة تحذير
خلص الباحثون إلى أن ارتفاع مستوى البحر في المحيط الهندي بدأ مبكرًا وبوتيرة أسرع مما كان متصورًا، وهو ما يستدعي تعزيز جهود التكيف وحماية المجتمعات الساحلية المعرضة للخطر، مؤكدين أن المرجان لا يحفظ التاريخ البحري فحسب، بل يقدم إنذارًا مبكرًا لمستقبل أكثر تهديدًا.
نقلا عن موقع المستقبل الأخضر
No comments:
Post a Comment