الاحتلال يصعّد سياساته الاستيطانية ويصادر 400 دونم بين أريحا ورام الله

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands

أقدمت سلطات الاحتلال على الاستيلاء على نحو 400 دونم من الأراضي الزراعية الواقعة بين مدينتي أريحا ورام الله، في خطوة جديدة ضمن سياسة التوسع الاستيطاني التي تستهدف السيطرة على المزيد من أراضي الضفة الفلسطينية المحتلة.

وحسب معهد الأبحاث التطبيقية "أريج"، فإن ما يقارب 393 دونماً من أراضي بلدة الطيبة شمال شرق رام الله صودرت لصالح مستوطنة "ريمونيم"، إضافة إلى تخصيص مساحات أخرى لمستوطنة "عوفرا". هذه الأرقام تلتقي مع تقديرات محلية أشارت إلى أن الاستيلاء طال نحو 400 دونم، ما أثار موجة غضب في أوساط الأهالي والمزارعين.

الدكتور حسين حمايل، محافظ أريحا والأغوار، اعتبر أن هذه الخطوة تأتي في إطار "السباق الزمني الذي تقوم به إسرائيل للاستيلاء على الأرض الفلسطينية، ضاربة بعرض الحائط كافة القوانين الدولية والاتفاقيات الموقعة بين الجانبين".

وأضاف: "الاستيلاء يأتي بأسلوب البلطجة والقوة ضد شعب أعزل، تُسلب فيه كل حقوقه حتى استخدام أرضه. فالأراضي الفلسطينية باتت إما مصادرة أو ممنوع الدخول إليها لزراعتها أو قطف ثمارها".

المستشار القانوني في محافظة أريحا الدكتور هاني زبيدات، وصف القرار بأنه "انتهاك صارخ للقانون الدولي"، موضحاً أن "المصادرة الدائمة لأغراض الاستيطان أو الضم أو التوسع ممنوعة منعاً باتاً وفق اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، التي تحظر على دولة الاحتلال الاستيلاء على الممتلكات الخاصة في الأراضي المحتلة إلا في حال وجود ضرورة عسكرية ملحّة ومؤقتة".

وأشار أيضاً إلى أن "المادة (46) من لوائح لاهاي لعام 1907 تنص بوضوح على أنه لا يجوز للدولة المحتلة أن تصادر الممتلكات الخاصة".

هذا الاستيلاء ليس الأول من نوعه، بل يندرج ضمن سلسلة مصادرات متتالية في الضفة الغربية، منها:

- 744 دونماً في قرية المغيّر وخربة جيبيت شمال شرق رام الله لصالح بؤرة استيطانية.

- 441 دونماً في قرى شبتين ودير عمار ودير قديس غرب رام الله.

- 426 دونماً في منطقة الأغوار قرب أريحا خصصت لمشاريع استيطانية ورعي للمستوطنين.

الهيئة الفلسطينية لمقاومة الجدار والاستيطان وصفت ما جرى بأنه "جريمة استيطانية جديدة"، فيما حذّر ناشطون من أن "الاستيلاء على 400  دونم يعني حرمان عشرات العائلات من مصدر رزقها الوحيد، وزيادة معدلات البطالة والفقر".

ويرى مراقبون أن هذه الإجراءات تعكس نهجاً ممنهجاً لتوسيع المستوطنات وربطها بشبكة طرق التفافية، بما يؤدي إلى عزل القرى الفلسطينية عن محيطها وتقويض فرص التنمية.