الاحتلال يهدم وحدة إكثار البذور في الخليل.. ضربة لمشروع السيادة الغذائية الفلسطيني

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands

في الحادي والثلاثين من تموز الماضي، أقدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي على هدم وحدة إكثار البذور البلدية التابعة لبنك البذور في مدينة الخليل، دون أي إخطار مسبق. تمتد هذه الوحدة على مساحة عشرة آلاف متر مربع، بينها أربعة آلاف مزروعة بالخضروات الصيفية، وكانت تشكل ركيزة أساسية في تجديد مخزون البنك وحماية الأصناف المهددة بالانقراض.

وتوضح منسقة البنك، المهندسة جنات حميدات، أن عملية الهدم تسببت بخسارة 15 صنفاً من المحاصيل المزروعة ميدانياً، ما يعني فقدان موسم إنتاج كامل. لكنها أكدت أن المخزون المحفوظ داخل البنك لم يتأثر، مشيرةً إلى خطة طوارئ يجري تنفيذها مع مزارعين وشركاء محليين لتعويض النقص وإعادة تأهيل الوحدة بطاقة أكبر في المواسم المقبلة.

ما هو بنك البذور البلدية؟
تأسس البنك عام 2010 بمبادرة من اتحاد لجان العمل الزراعي وبشراكة محلية ودولية، ليكون أول مركز فلسطيني مخصص لحفظ وإكثار وتوزيع البذور البلدية. يضم اليوم نحو 80 نوعاً من الخضروات والمحاصيل الحقلية والنباتات الطبية والأشجار المهددة بالانقراض، من بينها 16 نوعاً نادراً مثل البلوط الفلسطيني والخروب.

يعمل البنك وفق نظام الزراعة البيئية المستدامة، بدءاً من اختيار أفضل المواقع للزراعة، مروراً بمراحل الاستخلاص والفحص المخبري، وصولاً إلى التخزين على ثلاث مستويات (قصير، متوسط، وطويل الأمد عند -4 درجات مئوية). وتُعرف هذه البذور بقدرتها العالية على مقاومة الجفاف والأمراض والتقلبات المناخية.

وفي خطوة ذات أهمية عالمية، أرسل البنك العام الماضي عينات من 24 صنفاً من بذوره إلى بنك سفالبارد العالمي في النرويج، حيث تُحفظ على المدى الطويل ضمن مخزون احتياطي عالمي، ما يعكس اعترافاً دولياً بقيمة التراث الزراعي الفلسطيني.

الهدم الأخير لم يكن مجرد تدميرٍ لوحدة زراعية، بل استهداف مباشر لمشروع وطني يسعى إلى تعزيز السيادة الغذائية الفلسطينية وحماية التنوع الحيوي في وجه سياسات الاحتلال.