نحو بيئة نظيفة وجميلة

test

أحدث المقالات

Post Top Ad

Your Ad Spot

Friday, August 15, 2025

غزة على حافة الانفجار البيئي: القنبلة الكربونية المؤجلة

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands



حذرت دراسة أكاديمية دولية جديدة من أن العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة تسببت في إطلاق "قنبلة كربونية" هائلة، مع انبعاثات غازات دفيئة تتجاوز 32 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، أي أكثر من إجمالي الانبعاثات السنوية لـ102 دولة.

الدراسة، التي أعدها فريق من باحثين من بريطانيا وغانا والولايات المتحدة وأوكرانيا ونشرت على منصة SSRN البحثية التابعة لشركة "إلسيفير"، أوضحت أن الانبعاثات المباشرة منذ بدء الحرب بلغت نحو 1.898 مليون طن، معظمها ناجم عن استهلاك كميات ضخمة من وقود الطائرات الحربية الإسرائيلية ورحلات الإمداد العسكرية الأمريكية، حيث حُرق جزء كبير منها على ارتفاعات عالية، ما ضاعف الأثر المناخي.

وأشار التقرير إلى أن نصف الانبعاثات من وقود الطائرات جاء مناصفة بين الطيران الحربي الإسرائيلي ورحلات الدعم اللوجستي الأمريكية. كما ساهمت عمليات الشحن العسكري الجوي والبحري، التي نقلت نحو 50 ألف طن من الإمدادات، في توليد أكثر من نصف مليون طن من الانبعاثات.

على الأرض، شاركت نحو 250 دبابة و500 مركبة قتال مشاة يوميًا، مستهلكة ما يقارب 23 مليون لتر من الوقود، فيما أضاف تدمير محطة الكهرباء الوحيدة في غزة واعتماد السكان على مولدات الديزل نحو 131 ألف طن إضافية.

ولم تقتصر الدراسة على فترة الحرب الحالية، بل شملت الانبعاثات السابقة والمتوقعة، إذ قُدرت انبعاثات بناء شبكة أنفاق حماس الممتدة 500 كيلومتر بنحو 264 ألف طن، بينما أضاف "الجدار الحديدي" الإسرائيلي على حدود غزة 293 ألف طن أخرى.

أما القنبلة الكربونية الأكبر، بحسب الدراسة، فلم تُطلق بعد، إذ من المتوقع أن تولد عمليات إعادة إعمار ما بين 156 ألف و200 ألف مبنى مدمّر أو متضرر في غزة نحو 26.8 مليون طن من الانبعاثات، نتيجة الاستخدام المكثف للإسمنت والخرسانة والصلب. كما أن إعادة بناء 3,600 منزل مدمر في جنوب لبنان ستضيف 367 ألف طن أخرى، إلى جانب آلاف الأطنان الناتجة عن جبهات قتال أخرى في المنطقة.

وأشارت الدراسة إلى أن التصعيد في البحر الأحمر أدى إلى زيادة انبعاثات بعض خطوط الشحن البحري بنسبة وصلت إلى 63%.

كما سلطت الضوء على "ثغرات خطيرة" في النظام الدولي لمحاسبة الانبعاثات العسكرية، حيث لا تقدم معظم الجيوش، بما فيها الجيش الإسرائيلي، بيانات شفافة، في ظل عدم إلزامية الإفصاح الكامل في إطار اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.

وقال باتريك بيغر، مدير الأبحاث في معهد المناخ والمجتمع وأحد معدي الدراسة، إن "إعادة الإعمار بهذا الحجم تعتمد على مواد ذات بصمة كربونية مرتفعة، ما يجعلها تحديًا مناخيًا بحد ذاته"، مؤكدًا أن معالجة الانبعاثات العسكرية لا تتطلب معاهدات جديدة، بل قرارات من مؤتمر الأطراف وتوجيهات من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ لإدراجها كبند منفصل في التقارير الدولية.

ويخلص معدو الدراسة إلى أن الحرب على غزة ليست مجرد كارثة إنسانية، بل هي أيضًا مثال صارخ على الكيفية التي تفاقم بها الحروب العدوانية أزمة المناخ، مما يزيد من هشاشة المجتمعات في مواجهة ارتفاع درجات الحرارة عالمياً.

No comments:

Post a Comment

مستعمرون يقتلعون أشجار زيتون وعنب في رام الله ونابلس

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands هاجم مستعمرون، صباح اليوم الجمعة، أراضي المواطنين في كلٍّ من قرية دوما جنوب نابلس وقرية أبو فلاح شمال ش...

Post Top Ad

Your Ad Spot

???????