الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands
أبحر، اليوم الأحد، من ميناء برشلونة الإسباني "أسطول الصمود العالمي"، في محاولة جديدة لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 18 عامًا. ويضم الأسطول عشرات السفن المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى جانب مئات النشطاء من مختلف أنحاء العالم، بينهم شخصيات سياسية وحقوقية بارزة.
ويشارك في الحملة نشطاء من 44 دولة، من بينهم الناشطة البيئية السويدية جريتا ثونبرغ، ورئيسة بلدية برشلونة السابقة آدا كولاو، والنائبة البرتغالية ماريانا مورتاجوا، إضافة إلى نواب أوروبيين آخرين.
مهمة غير مسبوقة
يصف المنظمون هذه المبادرة بأنها "أكبر مهمة تضامن بحري في التاريخ"، إذ يشارك فيها نحو 50 سفينة تنطلق من برشلونة، على أن تنضم إليها أخرى من تونس وموانئ مختلفة في البحر المتوسط مطلع سبتمبر/أيلول المقبل. ومن المقرر أن تصل القافلة إلى غزة في منتصف الشهر ذاته، إذا لم يتم اعتراضها من قبل قوات الاحتلال.
وقال الناشط البرازيلي ثياجو أفيلا في مؤتمر صحفي: "هذه المهمة تضم عددًا أكبر من الأشخاص والسفن مقارنة بجميع المحاولات السابقة مجتمعة، وهي تعبير عن حركة تضامن عالمية آخذة في الاتساع مع الشعب الفلسطيني".
أهداف وتحديات
تؤكد اللجنة المنظمة للأسطول أن الهدف الرئيسي هو فتح ممر إنساني إلى غزة، ووقف ما وصفته بـ"الإبادة الجماعية المستمرة" بحق الفلسطينيين. كما شددت على أن أي اعتداء إسرائيلي محتمل على القافلة سيُعتبر "جريمة حرب" بموجب القانون الدولي.
بدوره، دعا المتحدث باسم الأسطول سيف أبو كشك الحكومات إلى الضغط على الاحتلال لضمان مرور القافلة، مشددًا على أن المخاطر التي قد يواجهها النشطاء لا تُقارن بالمعاناة اليومية التي يعيشها سكان القطاع المحاصر. وأضاف أن هذه الحملة مستلهمة من صمود الفلسطينيين، وتهدف إلى تعزيز حركة تضامن عالمية تواجه القمع أينما كان.
![]() |
الناشطة جريتا ثونبرغ |
مشاركة جريتا ثونبرغ
وتُعد مشاركة الناشطة السويدية جريتا ثونبرغ لافتة، إذ سبق أن اعتُقلت في يونيو الماضي بعد اعتراض الاحتلال لسفينة شراعية صغيرة كانت تقلها غرب غزة، قبل أن تُرحَّل إلى فرنسا. كما شاركت في محاولة أخرى على متن سفينة "حنظلة"، واتهمت إسرائيل حينها بـ"اختطاف النشطاء في المياه الدولية".
وقالت ثونبرغ في تصريحات حديثة: "لو التزمت الحكومات بواجبها في حماية القانون الدولي ومنع جرائم الحرب، لما كان هناك داعٍ لوجود هذه المهمة. لكن تقاعسها جعلنا مضطرين للتحرك بأنفسنا". وأضافت أن نشطاء من 44 دولة سينظمون احتجاجات وتظاهرات متزامنة مع إبحار الأسطول، دعمًا للقضية الفلسطينية.
استمرار المحاولات رغم القمع
ويمثل "أسطول الصمود" امتدادًا لمحاولات سابقة بدأت عام 2010 مع "أسطول الحرية" وسفينة "مافي مرمرة" التركية، التي تعرضت لهجوم دموي إسرائيلي. ومنذ ذلك الحين تكررت المبادرات عبر سفن مثل "الضمير" و"مادلين" و"حنظلة"، لكن الاحتلال اعترضها جميعًا.
ويأتي هذا التحرك في ظل أزمة إنسانية خانقة يعيشها قطاع غزة، حيث يمنع الاحتلال منذ مارس/آذار الماضي دخول المساعدات عبر المعابر، ولا تسمح الشحنات المحدودة التي تُدخل بتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان، في وقت تتعرض فيه معظم قوافل الإغاثة للنهب تحت حماية الجيش الإسرائيلي.
ويؤكد المنظمون أن الأسطول لا يحمل مساعدات إنسانية فقط، بل يسعى أيضًا لإيصال رسالة سياسية وأخلاقية للعالم مفادها أن "الصمت والتواطؤ مع استمرار الحصار يعني المشاركة في جريمة الإبادة".
No comments:
Post a Comment