الأراضي المقدسة الخضراء /GHL
يقول الناشط المكسيكي بيتر روسيت في حركة طريق الفلاحين –"لا فيا كمبسينا"- إن الزراعة البيئية اليوم أصبحت نمطاً عالمياً، فحركات مختلفة ومنظمات عالمية تريد ان تمتلك زمام الامور فيما يتعلق بالزراعة البيئية، لأن الزراعة الحالية لها آثارها السلبية على البيئة وعلى مستويات الإنتاج المستدام، وعلى صحة الإنسان.
وعرّفت العديد من منظمات وحركات الفلاحين والحركات الاجتماعية، الزراعة البيئية، على أنها حركة مقاومة ضد نظام الزراعة الحالي والشركات الزراعية العابرة للقارات.
وفلسطينيا فإن الزراعة البيئية تعني الزراعة ضمن النظام البيئي والحفاظ على الموارد واستدامتها بموازاة حماية الارض من الاستيطان والتهويد وضياعها بالمصادرة من الاحتلال، وذلك بالتزامن مع القضاء على الاقطاعيات الجديدة وديمومة صغار المزارعين كفاعلين أساسيين في سلسلة الدفاع عن الارض وحمايتها.
"مزرعة جدلة" مثالاً، وهي مزرعة بيئية انشأتها ليندا مصطفى (39عاما) من قرية القبيبة شمال غرب القدس.
ليندا الاخصائية النفسية والحاصلة على شهادة بكالوريوس علم نفس، فرعي علم اجتماع، أطلعت مجلة وطن على سبب تسمية مزرعتها التي تعمل بها الى جانب عائلتها، وكيف تحولت الى مزرعة بيئية وماهي تطلعاتها للمستقبل.
تقول: "بحثت مطولا على اسم للمزرعة له مدلولات تراثية ويكون جميل في ذات الوقت فوقع الاختيار على اسم جدلة وهو مفرد جدايل".
وتتابع "بدأنا العمل على انشاء المزرعة عام 2015 بشراء الارض وتعميرها والبدء بزراعتها بأشجار زيتون وعنب وتين، ولكن اتجهت لأسلوب الزراعة العضوية منذ البداية بغرض الاكتفاء الذاتي وتوفير منتوجات صحية وآمنة للأسرة".
مستدركة "تبلورت فكرة الزراعة البيئية منذ ما يقارب العامين، حيث تعرفت على المهندس سعد داغر وحصلت على دورة في اساسيات الزراعة البيئية وتبنيت الاسلوب".
المزرعة الآن في بداياتها نقوم كعائلة بزراعة المنتجات الموسمية البيئية ونقوم بتوزيع الفائض على الاهل والأصدقاء والجيران، لكن بفعل التكاليف العالية لاستصلاح الارض وشراء الادوات ولوجود اهداف مستقبلية لتطوير المزرعة قررنا مؤخرا ان نقوم بتسويق المنتوجات الفائضة عن حاجتنا وان نتبنى الية الانفاق على المزرعة من عوائد التسويق، تقول ليندا.
وتؤكد أن حب الزراعة وعشق الارض هو ما دفعهم كعائلة لانشاء هذه المزرعة، ايماناً منهم بأن حب الارض والعمل بها هو الرابط القوي والمتين الذي يبقيهم على هذه الارض وفي حدود هذا الوطن.
وحول المشاكل التي واجهتهم في بداية انشاء المزرعة، تقول ليندا: تمثلت المشاكل بضعف المعرفة والخبرة عن وسائل الزراعة، ولكن تغلبنا على ذلك بالبحث المستمر عن المعلومات الصحيحة سواء بالقراءة او الالتحاق بالدورات وعن طريق الاطلاع على خبرات الاشخاص في عذا المجال.
اضافة الى شح المياه في المنطقة والتكلفة العالية في الري وهذا يؤثر على الزراعة بشكل كبير ويحد من الاصناف التي ممكن ان تزرع لذلك نتقيد بالزراعة الموسمية.
اما بالنسبة لتسويق المنتوجات، قمنا بالتوجه للتسويق مؤخرا بغرض توفير مورد مادي لسد احتياجات المزرعة وتطويرها عبر صفحة المزرعة على موقع "الفيس بوك و"الانستغرام".
ولفتت ليندا الى أن عائلتها مكونة من 8 افراد، لكل منهم مهمته بالزراعة او العناية بالمزروعات وتصوير المزرعة والتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والمزرعة تتكون من 3دنومات وجزء منها حديقة جميلة.
وتتطلع ليندا في الوقت الحالي لانشاء بيت بلاستيكي بهدف التوسع بالزراعة ولكنه مكلف بعض الشيء، وسنقوم بإنشاء قن صغير/ لتربية بعض الدجاج والحيوانات الجميلة.
وأضافت "سنقوم ببداية فصل الربيع بفتح مجال للزيارة والاستمتاع بجمال الطبيعة بالمزرعة كما انني سأقوم بالدمج بين مهنتي وتخصصي وبين هوايتي بالزراعة، وذلك بعمل تفريغ نفسي وجلسات استرخاء ونشاطات مختلفة لنعكس اسلوب الحياة البسيط والجميل بعيدا عن ضغط العمل والتوتر بالرجوع للارض والتواصل معها والاستمتاع بجمالها".ط
عن وكالة وطن للأنباء
No comments:
Post a Comment