الأراضي المقدسة الخضراء/GHL
من يتابع عواجل الأخبار.. قد لا ينتبه إلى مسألة هي غاية في الخطورة.. لا بُد أن نذكر بها بينما العالم المنافق يجتمع في دبي ضمن قمّة المناخ (كوب 28) ليُناقش آثار التغييرات المناخ على قطاع المياه، بينما يسكت نفس العالم عن استهداف المنشآت المائية وتعطيش أهلنا في غزة والأخطر أن لهذه السياسة تاريخ طويل نلخصه هنا منذ 1997 وحتى 2023 !
في الحرب الأخيرة دُمّرت 50% من الآبار الصالحة للاستخدام مثل بئر أبو حصيرة وبئر سيفة وبئر غبن ومعظم آبار منطقة جباليا كما تم تدمير خزّان المياه في تل الزعتر كما تم تدمير 30 كيلومتر طولي من شبكات المياه والصرف الصحي وبالإضافة إلى تدمير محطة محطة تحلية مياه البحر في خان يونس وتدمير محطة عامر للضخ.
فهل هذه أول مرّة يتم استخدام الماء كسلاح؟ باختصار: لا طبعًا!
من الجدير بالذكر أن الوضع المائي كان صعبًا حتى قبل بدء الحصار على غزّة عام 2007 بعشرة أعوام وتحديدًا في عام 1997 وصف البنك الدولي الوضع المائي في غزة باعتباره "حالة طوارئ" وقد بدأ الوضع بالتفاقم مع بدء الحصار عام 2007.
بعد الحصار، في 4 ديسمبر 2008 نشر معهد جنيف للسلام بأن "الماء تحول إلى سلاح في صراع الشرق الأوسط" ومع اندلاع حرب 2008 تفاقم الوضع أكثر مما جعل الوضع مع نهاية الحرب كارثيًا بما يتعلق بعملية التخلص من المياه العادمة في قطاع غزة، والإمداد بمياه الشرب.
في العدوان على الغزّة خلال نوفمبر 2012 تم تدمير 12 بئرًا للمياه وفي ومع انتهاء نشرت "الأمم المتحدة" تقريرًا بعنوان "غزة عام 2020 - مكان ملائم للعيش ؟" يتوقع بأن خزان المياه الجوفيّة في قطاع غزة لن يكون صالحًا للاستخدام عام 2016 وأن استهلاك المياه سوف يزداد بنسبة 60% وبالتالي فإن الوضع سيكون صعبًا جدًا.
رغم كُل التحذيرات، تم استهداف آبار المياه في حرب 2014 التي استمرت 55 يومًا حيث أشارت تقارير بأن القصف الإسرائيلي طال 9 آبار مياه وعشرات الخطوط وشبكات المياه في المنطقة الشرقية من مدينة غزة.
لم يتغيّر واقع استهداف المنشآت المائية حتى في المواجهة التي اندلعت مايو 2021 ، حيث أشار تقرير للـيونيسيف حينها بأن حوالي نصف شبكة المياه تضررت وكان هناك نحو 800,000 شخص لا يسعهم الحصول على المياه من الشبكة بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بالآبار والخزانات الجوفية ومحطات تحلية المياه ومحطات الصرف الصحي وشبكات توصيل المياه ومحطات الضخ، مما يعرض الأطفال لخطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه.
والان في عام 2023 .. يستمر استهداف المنشآت المائية وهي (جريمة حرب)
يجب أن تتوفر فورًا وإلى الأبد!
No comments:
Post a Comment