الأراضي المقدسة الخضراء /GHLands
تستنكر وزارة السياحة والآثار شروع سلطات الاحتلال الإسرائيلي بسقف صحن الحرم الابراهيمي الشريف في مدينة الخليل في تعد غير مسبوق على موقع مسجل على قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو كتراث ديني وثقافي فلسطيني وانساني عالمي. فهذا الاعتداء يمس بشكل خطير بالقيم العالمية الاستثنائية للحرم الإبراهيمي الشريف وبأصالته وسلامته، ويمس بالحقوق الدينية والثقافية للشعب الفلسطيني. ويأتي هذا الاعتداء كجزء من المشاريع الاستيطانية التي تسعى الى تهويد الحرم الابراهيمي الشريف ومحيطه وفرض السيطرة الكاملة عليه بإقامة مسارات ومصعد كهربائي في وقت سابق لتسهيل وصول المستوطنين للحرم، مما سوف يتسبب في تشويه وتغير معالمه التاريخية والدينية ويمس بقدسيته وبأصالته الحضارية، ويصادر الحقوق الدينية والثقافية لأصحاب الأرض الأصلين وإمكانية ممارسة حقوقهم الدينية والوصول اليه بحرية وأمان. علما أن سلطات الاحتلال لديها هذا المخطط منذ سنوات وتم التصدي له والاعتراض عليه من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، صاحبة الولاية القانونية والشرعية والإدارية على الحرم.
ويأتي هذا التعدي في تحد لقرارات اليونسكو المتعاقبة والتي طلبت من إسرائيل كقوة محتلة العدول عن مثل هذه الخطط والتي تؤثر بشكل سلبي على القيم العالمية الاستثنائية وسلامة وأصالة الحرم الابراهيمي الشريف كجزء أساسي من موقع التراث العالمي للبلدة القديمة في الخليل، وتمس بالحقوق الدينية والثقافية للشعب الفلسطيني.
ويأتي هذا الاعتداء ضمن سلسلة ممنهجة من الاعتداءات والأنشطة التهويدية الاستيطانية غير الشرعية للاحتلال الإسرائيلي للاستيلاء على البلدة القديمة في الخليل ومعالمها ومقدساتها وتهويد الحرم الابراهيمي الشريف ومحيطه وفرض السيطرة الكاملة عليه من خلال إقامة مشاريع وانشطة غير شرعية لخدمة أجندات سياسية استيطانية للاحتلال الإسرائيلي وخلق واقع جديد على حساب الهوية والتراث الثقافي والديني الفلسطيني وتدنيس للحرم والتعدي على الحقوق الثقافية والدينية الفلسطينية. وتعتبر الوزارة هذه الممارسات خرقا فاضحا للقانون والاتفاقيات الدولية التي تنص على حماية الحقوق الثقافية والدينية والمدنية خاصة الاتفاقية الدولية لحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي لسنة 1972، واتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949 واتفاقية لاهاي لسنة 1954 الخاصة بحماية الممتلكات الثقافية أثناء النزاع المسلح.
تحمل وزارة السياحة والآثار سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامة الحرم الابراهيمي الشريف ومحيطه باعتبارها قوة الاحتلال الموجودة على الأرض بحكم الحال، و تعتبر ما تقوم به من تعدي سافر على الحرم الابراهيمي ومحيطه قرصنة إسرائيلية غير شرعية للسيطرة على الحرم ومساس بالحقوق الدينية والثقافية للشعب الفلسطيني، وخطوة استفزازية لمشاعر المسلمين والذي قد يقود الى تصعيد وضع البلدة القديمة في الخليل والمتوتر بطبيعته بسبب سياسات الاحتلال التهويدية وفرض سياسات عنصرية ضد السكان الأصليين ومصادرة املاكهم وحقوقهم الثقافية والدينية.
وتدعو الوزارة المجتمع الدولي ومنظمة «اليونسكو» ولجنة التراث العالمي التابعة لها، والمنظمات الدولية ذات العلاقة للتدخل ووقف هذا الاعتداء وتناشد بشكل خاص مدير عام اليونسكو، للتحرك السريع لاتخاذ التدابير الفورية لوقف التعدي على موقع التراث العالمي، وإلزام إسرائيل كقوة محتلة بتنفيذ كافة قرارات اليونسكو التي اتخذتها للحفاظ على سلامة وأصالة ممتلك التراث العالمي وعلى قيمه الإنسانية الاستثنائية. وتدعو الوزارة الى ضرورة توفير حماية خاصة للحرم الابراهيمي الشريف والبلدة القديمة في الخليل في إطار القانون والمعاهدات الدولية بما يكفل حماية الأرض والتراث الفلسطيني والإنساني.
وتجدر الاشارة الى أن دولة فلسطين سجلت البلدة القديمة في الخليل والحرم الابراهيمي الشريف على قائمة التراث العالمي وعلى قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر في عام 2017، بسبب السياسات الاستيطانية والمخاطر التي تتعرض لها البلدة القديمة في الخليل والحرم الابراهيمي من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
No comments:
Post a Comment