نحو بيئة نظيفة وجميلة

test

أحدث المقالات

Post Top Ad

Your Ad Spot

Wednesday, September 25, 2024

تأثير التلوث الضوئي على الكائنات الحية أعقد مما ظن العلماء

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands 


تواجه الحيوانات الليلية خطرا كبيرا بوجود التلوث الضوئي، وتعد 70% من الكائنات الحية متأقلمة تماما مع الأجواء الليلية بشكل مثالي منذ ملايين السنوات للتنقل والبقاء على قيد الحياة، إلا أن الضوء الاصطناعي مثل إنارة الشوارع عكّر صفو هذا الظلام عليها، فأثر بشكل سيئ على النمط والسلوك الحياتي، وأيضا على البنية البيولوجية.

وفي دراسة حديثة نُشرت في دورية "بيولوجي ليترز"، كشف العلماء عن تأثير واضح للتلوث الضوئي على العنكبوت الغازل المداري، وهو أحد العناكب المنتشرة في القارة الأسترالية، إذ لاحظ العلماء أن أدمغة هذه العناكب تتقلص بشكل ملحوظ، خاصة في المناطق المتعلقة بالرؤية في الدماغ، مع غموض حول التأثيرات السلوكية لهذا التغير البيولوجي.

ويشير الباحثون إلى أنه في البيئات التي تتعرض للتلوث الضوئي المكثف، تحتاج الحيوانات إلى أدمغة أكبر وأكثر تعقيدا للتعامل مع التحديات التي تفرضها الحياة في المناطق الحضرية، وإذا تعرض نمو الأدمغة للتوقف لأسباب معينة، فإن التأقلم والنجاة يصبحان أكثر صعوبة، وفي حين تركّز معظم الدراسات السابقة على الحيوانات الكبيرة، تهدف هذه الدراسة إلى فهم تأثير التلوث الضوئي على الكائنات الأصغر مثل الحشرات.

أثر التلوث الضوئي على العناكب

يتواجد العنكبوت الغازل المداري الأسترالي بكثرة في الحدائق، سواء في المناطق الحضرية أو الريفية، وهو مثال ملائم لدراسة تأثير التلوث الضوئي على الكائنات الصغيرة، ويبني هذا النوع من العناكب شباكه في الأماكن المضاءة جيدا، مثل تحت أعمدة الإنارة، وقد أظهرت دراسات سابقة أن العناكب الحضرية التي تبني شباكها تحت الأضواء تصطاد عددا أكبر من الحشرات، لكنها تبلغ مرحلة النضج بشكل أسرع وتصبح أصغر حجما مع مرور الوقت، وينتج عنها كذلك عدد أقل من النسل.

وللتحقق من تأثير التلوث الضوئي على نمو الدماغ، أخذ الباحثون عناكب صغيرة من حدائق مظلمة نسبيا، وربوها في ظروف معملية تحت رقابة مستمرة، وعاشت بعض هذه العناكب في الظلام، في حين تعرّض بعضها الآخر لإضاءة ليلية تعادل إنارة الشوارع.

وبعد بضعة أسابيع من وصول العناكب إلى مرحلة البلوغ، أجرى الباحثون فحصا لأدمغتها باستخدام تقنية "التصوير الطبقي المبرمج المكروي"، وأظهرت النتائج أن العناكب التي تعرّضت للضوء الاصطناعي كانت أدمغتها أصغر حجما، خاصة في المناطق المرتبطة بالرؤية.

ويُعد هذا اكتشافا مهما بالنسبة للحيوانات اللافقارية، ويعكس ما جرى توثيقه في الحيوانات الفقارية سابقا، ويفترض الباحثون أن الإنارة الاصطناعية الليلية ربما تعرقل نمو أدمغة العناكب أو تجبرها على تقليل الاستثمار في الأجزاء البصرية في أدمغتها. 

المصدر :الجزيرة 

No comments:

Post a Comment

الزراعة المنزلية في شمال قطاع غزة... أم فارس "فلاحة" للمرة الأولى

 الأراضي المقدسة الخضراء /GHLands مشى خطوتين ولمس نبتة زرعها البارحة خرج نسغ من يديه إلى عروقها خرجت من عينيه أوراق إلى غصونها وحين أراد الع...

Post Top Ad

Your Ad Spot

???????