الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands
تشارك دولة فلسطين في اليوم الدولي للهواء النظيف من أجل سماء زرقاء تحت شعار (معا من أجل هواء نظيف) الذي اقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 7/ سبتمبر من كل عام، والذي يعد فرصة هامة لتسليط الضوء على أهمية الحد من تلوث الهواء والذي يصنف كأكبر خطر على الصحة البيئية على مستوى العالم.
وبهذه المناسبة تؤكد سلطة جودة البيئة على ان الهواء النظيف حق أساسي لكل فرد ومن حق كل انسان العيش في بيئة سليمة ونظيفة والتمتع بأكبر قدر ممكن من الصحة العامة والرفاه، كما جاء في المادة 5 من قانون رقم 7 لسنة 1999م بشأن البيئة، وتعمل سلطة جودة البيئة بجهود حثيثة لحماية البيئة وصحة الانسان وتحسين نوعية الهواء، من خلال تحديد مقاييس ضبط نسب ملوثات الهواء كما يحددها القانون رقم 7 لسنة 1999م بشأن البيئة لضبط نسب ملوثات الهواء التي قد تسبب الأذى والضرر للصحة العامة أو الرفاه الاجتماعي أو البيئة.
في هذا السياق، تؤكد سلطة جودة البيئة على أهمية تظافر الجهود الوطنية والدولية لمواجهة التحديات البيئية التي تفرضها الممارسات الضارة وتلوث الهواء، نظرا للحاجة الملحة إلى شراكات أقوى، وزيادة الاستثمار، وتقاسم المسؤولية للتغلب على مشكلة تلوث الهواء، فحسب الدراسات فان هناك ما يقدر بنحو 6.7 مليون حالة وفاة مبكرة بسبب تلوث الهواء الداخلي والخارجي لا سيما في البلدان النامية، كما يؤثر تلوث الهواء بشكل غير متناسب على النساء والأطفال وكبار السن -خاصة الفئات السكانية ذات الدخل المنخفض -حيث يتعرض هؤلاء في كثير من الأحيان لمستويات عالية من تلوث الهواء المحيط وتلوث الهواء الداخلي من الطهي والتدفئة بالوقود الخشبي والكيروسين.
وفي فلسطين التي تعاني كباقي دول العالم من تلوث الهواء وخاصة بسبب التأثيرات السلبية للاحتلال الإسرائيلي المستمر على بيئتنا الفلسطينية، حيث ان العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة شكَل تدميرا مباشراً للبيئة بكافة مكوناتها ومنها الهواء الذي اصبح ملوثا نتيجة القصف المتواصل وما ينتج عنه من انتشار للغازات والملوثات والغبار، وفي الضفة الغربية يساهم التوسع الاستيطاني والصناعي في تفاقم مستويات التلوث في البيئة الفلسطينية، حيث عمد الاحتلال إلى نقل وانشاء العديد من المصانع التي تبث الغازات السامة بجوار التجمعات السكانية الفلسطينية، كما اقام العديد من الكسارات التي ينتج عنها انتشار كبير للغبار بمختلف احجامه إلى الهواء المحيط بالإضافة الى تجريف الأراضي واقتلاع الأشجار وانشاء الطرق الالتفافية وتدمير الطرق والبنى التحتية وحرق المنازل والأشجار وتهريب النفايات الصلبة والالكترونية الى المدن والقرى الفلسطينية.
وفي إطار دورها الثابت في حماية البيئة الفلسطينية، عملت سلطة جودة البيئة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والمؤسسات الحكومية والأهلية على محاربة تلوث الهواء عبر مكافحة تهريب النفايات الإسرائيلية وإغلاق المكبات العشوائية، ومخالفة المنشآت الصناعية التي تتسبب في تلويث الهواء.
كما تقوم السلطة ومن خلال مكاتبها الفرعية في كافة محافظات الوطن بتنفيذ مسوحات ميدانية لقطاع المحاجر ومناشير الحجر، من أجل الوقوف على الوضع البيئي لهذه المنشآت، ومطالبة أصحابها بإصلاح أية أضرار بيئية تصدر عن تلك المنشآت، مع اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين.
كما ينفذ مفتشو سلطة جودة البيئة جولات دورية لقياس الغازات المنبعثة من المصانع ومحيطها، وكذلك محطات الوقود ومواقف الباصات والسيارات العمومية، للتأكد من مستويات الانبعاثات ومدى التزامها بالحدود المسموح بها.
تسعى سلطة جودة البيئة إلى تعزيز مفاهيم الوعي البيئي وتوعية وإرشاد أصحاب المشاريع والعاملين فيها حول الأضرار البيئية والصحية الناتجة عن الانبعاثات الصناعية، وتشجيعهم على استخدام تقنيات الإنتاج النظيف للحد من الانبعاثات الضارة.
تأتي هذه الجهود الوطنية ضمن رؤية شاملة لسلطة جودة البيئة نحو تحقيق بيئة نظيفة وآمنة للأجيال القادمة فنحن جمعيا نتشارك نفس الهواء ونتنفسه؛ وبالتالي تقع على عاتقنا جميعا مسؤولية حماية غلافنا الجوي وضمان هواء صحي ونظيف للجميع، من خلال الالتزام بالحفاظ على البيئة وتقليل مصادر التلوث قدر الإمكان.
No comments:
Post a Comment