نحو بيئة نظيفة وجميلة

test

أحدث المقالات

Post Top Ad

Your Ad Spot

Wednesday, October 16, 2024

لن يترك الفلسطينيون أرضهم أبدًا

 الأراضي المقدسة الخضراء /GHLands


على مدار العام الماضي، أسفر العنف الإبادي الإسرائيلي عن مقتل ما يقرب من 42,000 فلسطيني في غزة. وتشير التقديرات إلى أن العدد الحقيقي للضحايا يزيد عن 180,000. وفي نفس الوقت، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي مرارًا بشنّ هجمات دامية على الضفة الغربية، ما أسفر عن مقتل أكثر من 740 فلسطينيًا.

وفي الشهر الماضي، وسّعت القوات الإسرائيلية العنف إلى لبنان، حيث قُتل أكثر من 500 شخص في الثالث والعشرين من سبتمبر/أيلول. وفي غضون أسبوعين فقط، قتلت إسرائيل أكثر من 2,000 شخص في لبنان.

دمرت القوات الإسرائيلية أحياءً كاملة في غزة، وقامت بجرف الطرق بالجرافات، وقصف البنية التحتية ومنشآت الخدمات العامة، وتدمير المباني السكنية. تم تدمير المرافق الصحية والتعليمية، وكذلك محطات المياه ومحطات توليد الكهرباء والألواح الشمسية. باختصار، حاولت إسرائيل القضاء على كل ما يدعم الحياة في غزة.

أمرت إسرائيل الفلسطينيين بإخلاء غالبية مناطق القطاع، مما دفعهم إلى التجمع في 16٪ فقط من مساحته. تم تطبيق نفس الإستراتيجية في أجزاء من الضفة الغربية، والآن في لبنان.

يُقال للناس إن بإمكانهم العودة عندما تنتهي "العمليات العسكرية" الإسرائيلية. لكننا نعلم جميعًا أن الهدف من هذه المجازر هو إخلاء الأرض لاستيطانها. حدث هذا من قبل، خلال النكبة عام 1948، ولم يُسمح للفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم رغم وجود قرار من الأمم المتحدة يطالب بذلك. ولهذا السبب، لن يغادر الفلسطينيون.

قد يبدو لبعض الغرباء أن ارتباط الفلسطينيين بأرضهم غير مفهوم. إنه أمر غير مفهوم بشكل خاص للصهاينة الذين طردوا الكثير منا، آملين أن ننتقل إلى مكان آخر في العالم العربي، ونتكيف هناك. لكن الشعب الفلسطيني لم يتخلَّ عن حقه الشرعي في أرضه منذ أكثر من سبعة عقود.

السؤال عن سبب رفض الفلسطينيين مغادرة منازلهم وأراضيهم رغم القصف المستمر والمداهمات، وتوسع المستوطنات والتجريد الاقتصادي، هو سؤال عميق وشخصي وجوهري بالنسبة للهوية الفلسطينية. لا يتعلق الأمر بالجغرافيا أو ملكية العقارات فحسب، بل هو ارتباط عميق بالأرض نُسج في نسيج التاريخ الفلسطيني والثقافة والذاكرة الجمعية. نعم، هناك عناد في هذا القرار، ولكنْ هناك أيضًا فهم عميق أن مغادرة الأرض تعني قطع صلة استمرت لأجيال.

بالنسبة للفلسطينيين، للأرض مكانة خاصة في ثقافتهم ووعيهم الجماعي. شجرة الزيتون هي رمز مثالي لذلك. فالزيتون شجرة عريقة، قوية، ومتجذرة بعمق، تمامًا كالشعب الفلسطيني. تعتني العائلات بهذه الأشجار كما تعتني بتراثها. وعملية حصاد الزيتون وعصره وتحويله إلى زيت ثم مشاركته مع الأحباء هي فعل من أفعال المحافظة على التراث.

ولهذا السبب، يحب الجيش الإسرائيلي والمستوطنون مهاجمة بساتين الزيتون الفلسطينية. تدمير شجرة زيتون ليس مجرد هجوم على سبل عيش الفلسطينيين، بل هو هجوم على هويتهم. وتنعكس محاولة إسرائيل لمحو هذه الهوية في حربها المستمرة على أشجار الزيتون الفلسطينية. فمنذ عام 1967 وحتى عام 2013، اقتلعت إسرائيل حوالي 800,000 شجرة زيتون.

الارتباط بالوطن موجود حتى بيننا نحن الفلسطينيين في الشتات. لقد وُلدتُ في نابلس بالضفة الغربية المحتلة، لكنني نشأت خارج فلسطين. ورغم البعد، لم أشعر يومًا بأنني انفصلت عن الأرض الفلسطينية.

No comments:

Post a Comment

الأمين العام: التنوع البيولوجي حليف البشرية، وبقاء كوكبنا على المحك

 الأراضي المقدسة الخضراء /GHLands أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش أن التنوع البيولوجي هو حليف للبشرية، وأنه "يتعين علين...

Post Top Ad

Your Ad Spot

???????