نحو بيئة نظيفة وجميلة

test

أحدث المقالات

Post Top Ad

Your Ad Spot

Saturday, November 30, 2024

البحر المتوسط جف قبل 6 ملايين سنة.. فهل يعود؟

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands



قبل نحو ستة ملايين سنة، حدث حدث غير عادي أعاد هيكلة البحر الأبيض المتوسط ​​ومياهه، وقد أدت هذه الظاهرة، المعروفة باسم أزمة الملوحة المسينية، إلى تحويل البحر إلى حوض ملحي ضخم.

ولكن كيف استقرت مليون كيلومتر مكعب من الملح في قاع البحر الأبيض المتوسط ​​في مثل هذا الوقت القصير؟ ظل هذا الأمر لغزا حتى الآن.

تمكّن فريق دولي من العلماء من حل لغز يتعلق بأن البحر الأبيض المتوسط عانى من الجفاف

 وفقدان معظم مياهه قبل ملايين السنين، مما أسفر عن تراكم طبقة من الملح يبلغ سمكها نحو 3

 كيلومترات في قاع البحر.

وبحسب الدراسة المنشورة مؤخرا على موقع "نيتشر كومونيكيشن" وقادها علماء من المركز

 الوطني الفرنسي للبحث العلمي، فإن هذا الجفاف حدث على مرحلتين إثر انغلاق جزئي ثم كلي

 لمضيق جبل طارق الذي يفصل المتوسط عن المحيط الأطلسي، مما أدى إلى تبخر 70% من مياه

 المتوسط وانخفاض مستواه بحوالي الكيلومتر.

أزمة الملوحة المسينية

في سبعينيات القرن الماضي، اكتشف الجيولوجيون طبقة عملاقة من الملح في قاع البحر الأبيض

 المتوسط، وأظهرت الأبحاث لاحقا أن هذه الطبقة تشكلت في العصر المسيني بين 5.97 و5.33

 ملايين سنة، عندما أدت حركة الصفائح التكتونية إلى رفع القشرة الأرضية في منطقة مضيق

 جبل طارق. وانجر عن هذا الحدث الجيولوجي غلق المنفذ المائي الوحيد الذي يربط البحر

 الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي.

وأدى هذا الحدث الاستثنائي، الذي عرف باسم "أزمة الملوحة المسينية"، إلى ترسيب ما يقرب

 من مليون كيلومتر مكعب من الأملاح المتبخرة، وهي كمية كافية لتغطية الأعماق السحيقة للبحر

 الأبيض المتوسط ​​بطبقة من الملح يصل سمكها إلى ثلاثة كيلومترات. لكن كيفية تراكم هذه الكمية

 الهائلة من الملح في قاع المحيط الأبيض المتوسط ​​خلال فترة زمنية قصيرة، ظلت مجهولة حتى

 الآن.

يقول المؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة جيوفاني ألوازي، في حوار خاص مع الجزيرة نت، إنه

 "على الرغم من أن وجود رواسب ملحية عملاقة في حوض البحر الأبيض المتوسط كان معروفًا

 منذ عقود، فإن ما بقي لفهمه هو ما إذا كان تكوين هذا العملاق الملحي قد أدى أيضًا إلى انخفاض

 كبير في مستوى سطح البحر الأبيض المتوسط".

وأضاف الباحث في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي أن العلماء وضعوا سيناريوهين لتشكل

 هذه الترسبات، يتمثل الأول في "أن تكون رواسب الملح العملاقة قد تراكمت بسبب الإغلاق

 الجزئي لمضيق جبل طارق، نتيجة ارتفاع الغلاف الصخري للأرض في منطقة جبل طارق، مما

 منع الملح المذاب في البحر الأبيض المتوسط من التدفق إلى المحيط الأطلسي، وأدى إلى زيادة

 الملوحة في البحر الأبيض المتوسط، وفي النهاية إلى ترسب بلورات الملح وتراكمها على قاع

 البحر، لبناء طبقة ملحية يبلغ سمكها من 2 إلى 3 كيلومترات".

أما السيناريو الثاني، فيتمثل -وفق ألوازي- في "انغلاق مضيق جبل طارق بالكامل بسبب ارتفاع

 الغلاف الصخري، مما أدى إلى فصل كامل بين المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط. وفي

 هذا السيناريو، يكون الملح قد ترسب مع انخفاض مستوى سطح البحر الأبيض المتوسط بمقدار

 كيلومتر واحد".

مراحل الجفاف وتراكم الأملاح

استمرت مرحلة الجفاف الأولى حوالي 35000 سنة، وخلال هذه الفترة، حدث ترسب الملح حصريًا في شرق البحر الأبيض المتوسط،  وكان هذا بسبب تقييد تدفق البحر الأبيض المتوسط ​​إلى المحيط الأطلسي، مما أدى إلى نشوء حوض مملوء بالمحلول الملحي في الشرق.

أما المرحلة الثانية فكانت مختلفة تماما، فعلى مدى أقل من عشرة آلاف عام، تراكمت كميات كبيرة من الملح في مختلف أنحاء منطقة البحر الأبيض المتوسط.

وقد تسبب حدث تبخري سريع في انخفاض حاد في مستوى سطح البحر – 1.7-2.1 كيلومتر في الشرق، وحوالي 0.85 كيلومتر في الغرب – لدرجة أن حوض البحر الأبيض المتوسط ​​فقد ما يصل إلى 70٪ من إجمالي حجم المياه.

وعلاوة على ذلك، لم يحدث التغيير على هذا النطاق الضخم دون عواقب وخيمة، فقد كانت آثار الانخفاض المذهل في مستوى سطح البحر بعيدة المدى ولم تقتصر على البيئة البحرية نفسها.

فقدان المياه في البحر الأبيض المتوسط ​​والحياة البرية :

بحسب ألوازي، فإن انخفاض مستوى سطح البحر في غرب البحر الأبيض المتوسط خلال أزمة

 الملوحة المسينية "أدى إلى إنشاء جسر بري بين جزر البليار والبر الرئيسي الأوروبي، مما مكن

 للثدييات الأوروبية مثل القوارض والماعز أن تسير على طوله وتستعمر جزر البليار".

وأضاف، في حديثه للجزيرة نت، أن ارتفاع الملوحة في المتوسط أحدثت "أزمة تنوع بيولوجي

 واسعة النطاق، حيث لم ينجُ سوى 86 من الأنواع المتوسطية المتوطنة البالغ عددها 779 قبل

 أزمة الملوحة".

فقدان المياه في البحر الأبيض المتوسط ​​والحياة البحرية

كما فرضت أزمة الملوحة الميسينية تحديات كبيرة على الحياة البحرية في حوض البحر الأبيض المتوسط.

كانت الظروف شديدة الملوحة غير ملائمة لعيش معظم الكائنات البحرية، مما أدى إلى انقراض جماعي للأنواع التي لم تتمكن من التكيف.

ومع ذلك، تشير الأدلة إلى أن بعض الكائنات الحية المتطرفة (الكائنات الحية القادرة على البقاء في بيئات شديدة الملوحة) تمكنت من الاستمرار خلال هذه الفترة.

وتشير السجلات الأحفورية إلى أن جيوباً معزولة من المياه الأقل ملوحة، أو ما يسمى بالملاجئ، ربما كانت موجودة، وكانت توفر موائل مؤقتة لأنواع معينة. وترسم هذه الجيوب صورة للقدرة على الصمود في ظل بيئة من الضغوط البيئية الشديدة.

ويعتقد العلماء أن ذلك ساهم في إثارة الانفجارات البركانية القريبة بسبب تفريغ قشرة الأرض،

 فضلاً عن توليد تأثيرات مناخية عالمية بسبب الضغط الشديد الناجم عن انخفاض مستوى سطح البحر.

وأوضح المؤلف الرئيسي للدراسة أنه عندما "فقدان البحر الأبيض المتوسط نسبة كبيرة من كتلته

 المائية من خلال التبخر، مارس الغلاف الصخري لمنطقة البحر الأبيض المتوسط (الغلاف

 الصخري هو الطبقة الخارجية الصلبة للأرض) ضغطا كبيرا أدى إلى تشكل الصهارة (الصخور

 المنصهرة) في الوشاح الأساسي. وبالإضافة إلى تسهيل تشكل الصهارة في الوشاح، فإن الضغط

 جعل من السهل على الصهارة أن ترتفع عبر الصخور الصلبة للغلاف الصخري، وتثور على

 السطح".

ويعتقد العلماء أن مثل هذه الأحداث الاستثنائية يمكن أن تحدث مجددا حينما تتكرر العوامل نفسها،

 إلا أن تلك الاحتمالات -بافتراض صحتها- لن تحدث في الوقت القريب أبدا، لكن عبر ملايين السنوات.

والأرض في النهاية كوكب مرن جيولوجيا، وخلال ملايين السنوات تحركت قاراتها فتبعادت أو

 تصادمت، لتصنع أكبر الجبال والهضاب وأوسع الوديان والبحار والمحيطات.

No comments:

Post a Comment

سمنة كبيرة

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands الاسم العلمي : Turdus viscivorus   الاسم بالانجليزية : Mistle Thrush  الاسم الآخر : سمنة الدبق , سمنة اله...

Post Top Ad

Your Ad Spot

???????