نحو بيئة نظيفة وجميلة

test

أحدث المقالات

Post Top Ad

Your Ad Spot

Thursday, June 12, 2025

أكياس ورقية في المخابز.. محاولة للحد من التلوث البلاستيكي في فلسطين

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands



 في اليوم الواحد يستهلك مخبز المحتسب الآن ما بين 150-220 كيسا ورقيا لتغليف الخبز الطازج والساخن للمستهلكين في قرية دار صلاح.

قبل ذلك بوقت قصير وفي ذات القرية دخلت الأكياس الورقية أيضا للاستخدام كبديل عن البلاستيكية مخبز التنور العربي الذي يقدم خبز الطابون والفطائر .

وهذان المخبزان، هما ضمن 12 مخبزا بدأت في الأشهر الماضية استخدام الأكياس الورقية في تسويق منتجاتها للمواطنين في قريتي دار صلاح، وهندزة في بيت لحم في محافظة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، ضمن مشروع ممول من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (undp)، وتنفيذ “إيكو فلسطين”.

 خلال السنوات الماضية، بات التحول في استخدام الأكياس الورقية كبديل عن البلاستيكية ولو بشكل محدود أكثر واقعية بعد أن أصبحت في متناول شريحة من المواطنين في بعض محافظات الضفة الغربية.

وليست الفكرة في الأساس حديثة، فبعد البحث تبين أن مبادرة مماثلة قد انطلقت على نطاق محدود قبل ست سنوات  من أحد المخابز في نابلس.

 لكن ليس هناك اي معلومات محدثة عن ديمومتها.

وينظر الى توسع الرقعة الجغرافية لمخابز تتبنى هذه الفكرة الصديقة للبيئة مؤشرا يراه مختصون أنه الطريق الصحيح للحد من التلوث البلاستيكي.

 ويبلغ معدل إنتاج الفرد في فلسطين من النفايات الصلبة حوالي 1 كغم/يوم، إذ يتراوح  من  0.93-2.78 كغم/يوم في المناطق الحضرية، و0.73 – 1.14 كغم/يوم في المناطق الريفية، فيما يبلغ إنتاج النفايات في مخيمات اللاجئين حوالي 0.72 كغم/يوم.

والبلاستيك أحد أهم مكونات النفايات الصلبة في فلسطين، ويشكل ما نسبته 16.4% من مجموع المخلفات الصلبة في الضفة الغربية، في حين تشكل مخلفات البلاستيك ما نسبته 14.0% من مجموع المخلفات الصلبة في قطاع غزة، حسب تقديرات صدرت عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني وسلطة جودة البيئة في وقت سابق من العام 2023.

تعطي هذه الأرقام انطباعا واضحا عن حجم الكارثة التي تحل على البيئة الفلسطينية من مخلفات البلاستيك لوحدها، وكل هذه الأرقام في زيادة إنتاج البلاستيك، هي نتيجة واقعية لزيادة عدد السكان.

تواجه هذه الكميات الضخمة من مخلفات البلاستيك المستخدم في فلسطين، أمامها معضلة  التدوير وإعادة الاستخدام، فبحسب بيان سابق  صدر عن الجهاز المركزي للإحصاء، وسلطة البيئة، فأن عملية المعالجة تقتصر فقط على  محافظتي أريحا والقدس من قبل منشآت خاصة.

يأتي مشروع استخدام الأكياس الورقية في بعض مخابز جنوب الضفة الغربية  كجزء أساسي في محاولات إسعاف البيئة من التلوث الذي يفتك بها من مخلفات الأكياس البلاستيكية.

يقول محمد ربايعة مالك مخبز التنور العربي: “أن تبيع يوميا 50 كيسا ورقيا، يعني تخفيف عبء التلوث عن الطبيعة”.

ويقول مدير المشروع محمد أبو عرة” مر المشروع في مراحل مبنية على أسس علمية،  كالرجوع إلى مستشارين بيئيين، ودراسة المشروع، وحملات توعوية، وعرضه على المؤسسات الرسمية والأهلية والتي أبدت استعدادها للتعاون، بهدف إنجاحه وإطالة عمره”.

يشي مشهد تراكم مخلفات البلاستيك على جوانب الطرق وفي كل مكان في محافظات الضفة الغربية، بمستقبل  سوداوي  كونه أحد أهم الشواهد الواقعية لواحدة من أشكال التلوث البيئي الناتج عن النفايات الصلبة في الضفة الغربية. والوضع في غزة أصبح أكثر كارثية إذ اعيد استخدام البلاستيك كوقود للأعمال اليومية بعد انحسار الوقود والكهرباء خلال أشهر الحرب.

تعتبر الأرض الزراعية خاصة في منطقة الأغوار شرق الضفة الغربية من أكثر المستقبلات للبلاستيك الذي يتبقى بعد عمليات الزراعة او يحرق ومن ثم يتسلل رماده الى باطن الارض.

 وفي جهود فردية أو مؤسساتية على حد سواء، تُطلق بين الفترة والأخرى مبادرات لاستخدام الأكياس الورقية بدلا من الأكياس البلاستيكية.

في هذا المشروع، صممت الأكياس الورقية بحجمين مختلفين، متناسبة مع احتياجات المواطنين للتسوق.

 خلاله وُزع حسب أبو عرة، 214200 كيسا ورقيا بالحجم الكبير، و 75000 كيسا  بالحجم المتوسط وزعت على المخابز.

أخذت عملية تصميم هذه الاكياس بعين الاعتبار كافة التفاصيل من ناحية صحية وجودة الصنع. يقول أبو عرة “إن ما كتب على الأكياس كان كيّا وليس طباعة بالحبر”.

وتصميم هذه الأكياس كان بالرجوع إلى مؤسسة المواصفات والمقاييس الفلسطينية.

قال المحتسب” إن استخدام الأكياس الورقية بالشكل الحالي يبقى الخبز الساخن صحيا”.

لا يؤدي استخدام الأكياس الورقية إلى نتائج كارثية على البيئة الفلسطينية على المدى البعيد،  فكما وصفها أبو عرة أنها أقل ضررا من الأكياس البلاستيكية، وفي أسوا الأحوال، فإنها قابلة للتحلل مع مرور الزمن.

يقول مواطنون من دار صلاح إنهم بدؤوا يميلون لاستخدام الأكياس الورقية بدلا من البلاستيكية، حفاظا على الصحة الشخصية والبيئة.

يشير البيان الذي صدر عن الجهاز المركزي وسلطة البيئة، الى انه يتم إعادة تدوير أقل من 10% من  كمية البلاستيك. 

وغالبا ما ينتهي المطاف بما يقدر بنحو 19-23 مليون طن في البحيرات، والأنهار والبحار في العالم.

وعاما بعد عام، يزداد الطلب على البلاستيك وهي نتيجة واقعية لارتفاع عدد السكان في العالم.

والأرقام الرسمية التي صدرت عن معهد الأبحاث التطبيقية “أريج” تؤكد ذلك.

بمناسبة اليوم العالمي للتخلص من الأكياس البلاستيكية، قال معهد الابحاث التطبيقية “أريج”، في ورقة موقف بعنوان “مواجهة تلوث البلاستيك في فلسطين وعالميا”ً صدرت العام الماضي، أن إنتاج العالم من البلاستيك ارتفع من 0.50 مليون طن في عام 1950 إلى 400.3 مليون طن في عام 2022، وذلك بدافع أساساً من الطلب على المنتجات ذات الاستخدام الواحد.

أدت هذه الزيادة الدراماتيكية إلى تدهور بيئي كبير، حيث يتم تدوير أقل من 10% من نفايات البلاستيك عالميًا. تتراكم ملايين الأطنان من نفايات البلاستيك في البيئات الطبيعية كل عام، مما يشكل تهديدات جدية للتنوع البيولوجي والصحة العامة.

تستهلك المخابز في الضفة الغربية، كميات كبيرة من الأكياس البلاستيكية، نظرا لبيعها سلعة أساسية في البيت الفلسطيني، وبحسب “أريج”، فإن القطاعات التجارية/المؤسسات تساهم بنسبة 25-30% من إجمالي حجم البلاستيك في فلسطين.

تشير بيانات المسوح الاقتصادية الفلسطينية للعام 2023 إلى أن عدد المنشآت العاملة في مجال صناعة المنتجات اللدائنية (البلاستيك) في القطاع الخاص والقطاع الأهلي في الضفة الغربية (باستثناء j1)، بلغ 193 منشأة، ويشتغل في هذا القطاع 2,770 عاملاً، فيما بلغ إجمالي القيمة المضافة لقطاع الصناعات البلاستكية حوالي 84 مليون دولار العام 2023.

أما بخصوص إجمالي قيمة الواردات الفلسطينية المرصودة من البلاستيك ومصنوعاته، فقد بلغ 291 مليون دولار خلال العام 2023، مقارنة بـ 324 مليون دولار خلال العام 2022.

إن زيادة الإقبال  في استخدام الأكياس الورقية، بدلاً من البلاستيكية يعني التخفيف ولو بشكل نسبي من تعمق ازمة التلوث البيئي في الضفة الغربية.

يقول أبو عرة: “حصلنا بعد المرحلة الاولى على تغذية راجعة عن الأكياس(..)، مثلا كان هناك تغييرا في جودة الورق بحيث تصبح أكثر متانة”.

رغم كل هذه الأرقام عن المشروع، ما زالت الطريق أمام استبدال الأكياس الورقية بالأكياس البلاستيكية طويلا، خصوصا أن شريحة من المواطنين ما زالت تطلب أثناء تسوقها الأكياس البلاستيكية.

لكن عادل المحتسب قال لــ”سوسنة”، إن الطلب على استخدام الأكياس البلاستيكية في مخبزه، انخفض لــ60%، لصالح الأكياس الورقية. تقرير خاص لموقع سوسنة 

No comments:

Post a Comment

ابتكار بيئي.. فطر يوفّر بدائل قابلة للتحلل الحيوي للبلاستيك والرغوة

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands فتح العلماء في جامعة ماكماستر آفاقًا جديدة في تصميم التكنولوجيا باستخدام الفطريات، وتحديد الموادًا يُظهر ...

Post Top Ad

Your Ad Spot

???????