الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands
مع ظهور سمك السلور الأفريقي (Clarias gariepinus) في المياه العراقية حذر خبراء البيئة من انتشار هذا النوع الدخيل على المياه العراقية، نظرا لخطورته على التنوع البيولوجي، وعلى التوازن البيئي الهش في المسطحات المائية بالعراق، وخصوصا في الأهوار.
ويتميز سمك السلور الأفريقي بخصائص تجعله شديد الخطورة، فهو ذو جسم أسطواني خالٍ من الحراشف ورأس عظمي كبير و4 أزواج من الشوارب، ويمكنه الوصول لأحجام ضخمة، تصل إلى 1.7 متر و60 كيلوغراما، كما أن قدرته على التنفس الهوائي تسمح له بالبقاء خارج الماء والعيش في بيئات قليلة الأكسجين.
يُعرف السلور بقدرته على التغذي على كل شيء تقريبا، ويمكنه الزحف على اليابسة، وينمو بسرعة ويتكاثر بغزارة ويتحمل الظروف البيئية القاسية، كما يتراكم فيه الزئبق، الذي يعد من المعادن الثقيلة ذات التأثيرات الصحية والبيئية الخطيرة.
وتعد بعض أنواع السلور، من الأنواع الغازية التي تنتشر بسرعة وتنافس الأنواع المحلية على الموارد، كما قد تصبح تلك الأسماك المحلية وبيضها ويرقاتها طعاما لها، مما يؤثر على تكاثرها وتعدادها.
ورغم أن أسماك السلور بشكل عام تقوم بدور بيئي مهم في السيطرة على بعض الأنواع وتحجيم أعدادها وتحسين جودة المياه، فإن فرط انتشارها قد يؤدي إلى اختلالات في التركيبة البيئية والتنوع البيولوجي، خصوصا في بيئة فقيرة وهشة.

نوع دخيل
يحذر رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية، رعد حبيب الأسدي، من الانتشار المتزايد لسمكة السلور الأفريقية في البيئة المائية العراقية، مؤكدا أنه يهدد التوازن البيئي على المدى البعيد.
وقال الأسدي للجزيرة نت إن سمكة السلور تعتبر دخيلة على البيئة العراقية، حيث دخلت حديثا لتنافس الأنواع المحلية على الغذاء، مما ينذر بحدوث خلل في النظام البيئي المائي، مشيرا إلى أنه تم توثيق وجود نموذج واحد من هذا النوع في الناصرية، بالإضافة إلى نماذج أخرى تم توثيقها في بغداد وهور الحويزة.
وعزا الأسدي دخول هذه الأسماك إلى العراق لعدة أسباب، منها قيام بعض دول الجوار مثل سوريا وتركيا باستزراع هذه الأنواع في نهري دجلة والفرات، لافتا إلى إمكانية دخولها عبر الأحواض أو مع أسماك الزينة، خصوصا أن هناك أنواعا عديدة من أسماك الزينة تباع في الأسواق، مما قد يساهم في انتشار هذا النوع الغازي.
وأعرب عن أسفه لعدم وجود خطة حالية للسيطرة على انتشار هذا النوع في الأهوار العراقية، مشيرا إلى عدم وجود اهتمام أو تفاعل من قبل الجهات المعنية، داعيا إلى ضرورة المتابعة وتشكيل فرق متخصصة لمتابعة الأنواع الغازية والدخيلة على البيئة المائية العراقية للحد من انتشارها.
No comments:
Post a Comment