???????

Wednesday, June 25, 2025

لماذا لم يتزاوج لقلق فصايل هذه السنة؟

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands



في فصايل وهي قرية زراعية شمال مدينة أريحا بالأغوار الفلسطينية، عزف زوجا لقلق يخضعان لمراقبة عدد من خبراء الحياة البرية عن التزاوج والتفقيس وهو أول فشل لعملية التكاثر منذ حط الزوجان في تلك المنطقة منذ سنوات.

  تنبه واحد من الباحثين البيئيين الى خلو عش زوجي اللقلق من البيض  هذا العام. كان الامر غريبا، خاصة ان  هذين الزوجين كانا في السنوات الماضية يخرجان للطبيعة عدة فراخ.

فمنذ عام 2017 يخضع  زوجي اللقلق هذين  الى مراقبة حثيثة من قبل خبراء الحياة البرية  ضمن جولات ميدانية يقوم بها المدير التنفيذي لجمعية الحياة البرية في فلسطين عماد الأطرش برفقة مختصين آخرين الى ذلك العش.

في ذلك العام بنى هذا الطائر عشه أول مرة في المنطقة، ومنذ ذلك الوقت بدأت الأنثى بوضع البيض في نفس المكان.

لكن خلو العش هذا العام جعل الأطرش يتساءل بغرابة، لماذا لم يحدث تزاوج بين الزوجين هذا العام؟

لدى الأطرش، وهو مهتم بعلم البيئة والطيور، عدة احتمالات لذلك.

يقول، من الاحتمالات المنطقية لذلك، هي عدم مقدرة الذكر التزاوج مع الأنثى،  لكن لا يستبعد الأطرش ذاته أن للطبيعة دور أساسي في ذلك، فارتفاع درجات الحرارة يمكن أن يكون له دور في عدم تزاوج زوجي الطائر هذا العام.

إن قصة هذين الزوجين بالنسبة للأطرش، يجب أن تلقى تفسيرات علمية لعدم تزاوجهما.

عدا عن كونه لم يحظ هذا الموسم بفرصة تفقيس فراخ جديدة، مر الطائر ذاته في رحلة قاسية في سنوات متقطعة سابقة، عندما اعتدى طائر “المينا” على عشه، وأكل بيوضه، إضافة إلى تطفل العامل البشري عليه.

يبدأ التزاوج في العادة عند طائر اللقلق بين العاشر حتى الخامس عشر من شهر نيسان من كل عام، تصل عدد البيوض التي تضعها  الأنثى أحيانا إلى ثلاثة، وتحتاج إلى مدة تصل أقصاها  35 يوما للتفقيس.

لكن في حالة هذين الزوجين لا تفقيس قادم.

هل يمكن لعامل بشري أن تكون له يد في ذلك؟!.

لا يستبعد الأطرش تلك الاحتمالية المنطقية، بأن يكون “عابثين بالطبيعة” كما وصفهم، قد اقتربوا من عش الزوجية للطائر لتصويره باستخدام طائرة مسيرة “درون”.

خلال مراقبته لهذا العش في الأعوام الماضية، سجلت عدة محاولات من مواطنين حاولوا الوصول إلى عشه. اشار الاطرش الى  سلوك  اللقلق، فيما إذا اقترب منها عنصر بشري تنأى عن التزاوج، بل أنها تهجر بيوضها إذا كانت موجودة.

 يعيش الزوجان هذا الموسم في نفس العش، لكنهما متباعدان، وكل الأسباب التي أوردها الأطرش منطقية لتوصل هذين الزوجين إلى حالة عدم استقرار أسري فعلا.

إن هذه الحالة هي فعلا من الحالات التي يجب دراسة سلوكها.

تشتهر طيور اللقلق الأبيض بهجرتها السنوية، وتعتبر احدى رحلات هجرة الطيور في سماء فلسطين المثيرة.

تبدأ طيور اللقلق رحلتها السنوية في أواخر الصيف وأوائل الخريف، ويمر معظمها عبر فلسطين بين سبتمبر ونوفمبر، وتعود مجددا بين مارس وأبريل.

يبني اللقلق عشه من أغصان الشجر الطرية، يكون متوسط قطره مترا واحدا. وهو من الطيور المهاجرة خلال رحلة الهجرة الخريفية، ويقيم في موقعين أساسيين في الضفة الغربية واحد في “كفر راعي قضاء جنين، وفصايل قضاء أريحا.

يظل طائر اللقلق حتى منتصف شهر نيسان في كل عام، ثم يغادر المنطقة، لكن هناك شريحة من هذه الطيور تتأخر مغادرتها المنطقة حتى شهر حزيران، بسبب عدم نضجها بشكل يساعدها على التحليق لمسافات طويلة.

تبقى الطيور التي يقل عمرها عن عامين في المنطقة، ولا تهاجر مع شبيهاتها.

يقول الأطرش: “وثقت عام 2016 سرب يتكون حوالي أربعة آلاف طير من اللقلق ظل مقيما في منطقة كفر راعي قضاء جنين”.

تزداد احتمالية بقاء هذا القسم في المنطقة  ومكوثها لسنوات، مثل هذين الزوجين الذان صارا هذا الموسم من القصص الغريبة.

في حالة مثل هذه، وبعد شهر ونصف من تاريخ تفقيس البيوض، تكون الفراخ قادرة على الطيران لوحدها،  لكن يظل اعتمادها على الابوين.

يقول الأطرش، إذا غادر الفرخ عش الابوية  يبدأ بالطيران، لكن يظل اعتماده في مأكله على والديه، ولا تكون له عودة إلى ذلك العش، غير أنه يظل قريبا من المنطقة.

يبدأ عمر النضج لدى اللقلق عند العامين، وقتها يبدأ ببناء العش والاستقلال، وبالعادة يبني تلك الأعشاش على رؤوس أعمدة الهواتف والكهرباء.

يصل متوسط وزن الطائر لــ4 كيلوغرامات، ويصول طوله من منقاره حتى نهاية ذيله ما بين 100-115 سم.

لا يصنف اللقلق ضمن الطيور التي تألف الإنسان، ولذلك يستغل مكبات النفايات، كونها واحدة من أهم المغذيات الرئيسية له. يتغذى على الزواحف، وبقايا الجيف، وأمعاء الدجاج والطيور.

رغم كل هذه الصفات التي ينظر إليها الإنسان بنظرة سلبية، يحظى اللقلق بصفة قال عنها الأطرش “انها أجمل الصفات بين الطيور، فخلال أيام الحر، يحمل الطائر أغصان الشجر المليئة بالورق، ويبللها من مياه البرك ثم يعود بها إلى العش ليروي ظمأ فراخه”.نقلاً عن موقع سوسنة 

No comments:

Post a Comment