الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands
قالت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أولغا تشيريفكو إن مدينة غزة "على بعد ساعات من تدهور كارثي وإغلاق المزيد من المرافق" إذا لم يتم تأمين الوقود على الفور.
جاء ذلك في حوار مع أخبار الأمم المتحدة في ختام زيارة للمدينة، استمرت بضعة أيام، حيث شاهدت
الوضع "المروع للغاية" في الملاجئ المكتظة بالنازحين داخليا، فيما يستمر تدفق السكان الفارين من
القصف على مناطق أبعد شمالا.
وقالت السيدة تشيريفكو إن نقص الوقود لا يزال حرجا للغاية ويؤثر على المرافق المنقذة للحياة، بما في
ذلك المعدات في المستشفيات ومرافق المياه والصرف الصحي. وقالت إن مضخات المياه توقفت في أحد
المواقع التي زارتها يوم أمس الأربعاء بسبب نفاد الوقود، مضيفة أنه ما لم يتغير الوضع بحيث يُسمح
بدخول المزيد من الوقود إلى القطاع وللمنظمات الإنسانية باستعادة الوقود من مخازنها، فإن المزيد من
المرافق ستغلق حتما.
وفي حديثه في المؤتمر الصحفي اليومي، أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن محاولة
فريق أممي لاستعادة الوقود من رفح قد نجحت، وتم نقل حوالي 280 ألف لتر إلى موقع أسهل للوصول
في منطقة دير البلح. لكنه ذكّر الصحفيين بأن الوقود لم يدخل القطاع منذ 110 أيام الآن.
ونقلا عن مكتب أوتشا، قال: "في حين أن هذا يمنح بعض الوقت، إلا أنه بعيد كل البعد عن أن يكون كافيا
لاستمرار عمليات إنقاذ الأرواح. يجب السماح بدخول الوقود الذي تم شراؤه من الخارج إلى غزة. ما لم
يحدث هذا قريبا جدا، ستتوقف المستشفيات وسيارات الإسعاف ومحطات تحلية المياه وشبكات الهاتف و
غيرها من الخدمات الحيوية".
حوادث مروعة وغير مقبولة على الإطلاق
وقالت المتحدثة باسم مكتب أوتشا لأخبار الأمم المتحدة إن الناس في غزة يخاطرون بحياتهم، باستمرار،
"في محاولة للعثور على شيء يأكلونه أو يُتركون مع خيار الموت جوعا"، حيث لا تزال المساعدات التي
تسمح السلطات الإسرائيلية بدخولها إلى القطاع محدودة للغاية.
أخبرت إحدى النساء السيدة أولغا بأنها ذهبت مع صديقة لها حامل في شهرها التاسع أملا في العثور على
بعض الطعام في أي من المناطق التي يمكن أن تكون فيها بعض التوزيعات الإنسانية، لكن خوفهما الشديد
حال دون وصولهما.
وقالت السيدة تشيريفكو: "الحوادث التي يُقتل ويصاب فيها الناس وهم ينتظرون الطعام فقط – أملا في إيجاد
ما يسد جوع أطفالهم – هي حوادث مروعة وغير مقبولة على الإطلاق".
وقد زار فريق من الأمم المتحدة أمس مجمع ناصر الطبي في خان يونس، والذي "يكافح من أجل البقاء قيد
التشغيل تحت ضغط مستمر ونقص حاد في كل شيء تقريبا"، وفقا للمتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان
دوجاريك، حيث شاهدوا "مئات الضحايا، بمن فيهم العديد ممن تعرضوا للهجوم أثناء انتظارهم للطعام".
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس إن مستشفى ناصر يستضيف ضعف عدد
المرضى الذي يمكنه استيعابه، مضيفا أنه لا يمكنه توسيع طاقته لأنه يحتاج إلى أجهزة التنفس الصناعي
وأجهزة المراقبة والأسرّة وكذلك الموظفين للعمل.
وقال السيد دوجاريك إن المنظمة تمكنت من إيصال الحد الأدنى من الوقود إلى المستشفى لتشغيل مولداته
الاحتياطية.وأكد أن وضع الأمن الغذائي مستمر في التدهور لأن المساعدات التي تدخل "غير كافية على
الإطلاق لتلبية احتياجات الناس". وقال إن السبيل الوحيد لمعالجة الوضع هو السماح بتدفق المساعدات،
دون قيود وبشكل مستدام، وتمكين العاملين في المجال الإنساني من إيصالها بأمان لتخفيف المعاناة في
غزة.
وفي غضون ذلك، قالت السيدة تشيريفكو إن الهجمات العنيفة مستمرة في جميع أنحاء القطاع. وأضافت أن
خمس قنابل متتالية أُلقيت على منطقة الشجاعية خلال زيارة الفريق الأممي لمركز إيواء للنازحين، مضيفة
أن مثل هذه الهجمات لا تزال ترعب السكان.
وقالت: "الكثير منهم معتادون على ذلك، وفي الواقع قرروا في هذه المرحلة أنهم يفضلون الموت أينما كانوا
بدلا من الانتقال إلى منطقة أخرى، لأن العديد من تلك المناطق التي ينتهي بهم الأمر إلى الانتقال إليها
تتعرض للقصف أيضا".
انقطاع الاتصالات
من جهة أخرى، قال السيد دوجاريك إن جهود إصلاح كابل الألياف الضوئية الذي تضرر في غزة تعرقل،
مما تسبب في انقطاع كبير في الاتصالات لليوم الثالث على التوالي. وأكد أن السلطات الإسرائيلية وافقت
اليوم مبدئيا، لكنها أعاقت حركة فريق أُرسل لتحديد مكان قطع خط الألياف الضوئية.
وأضاف أن القطع يؤثر على وسط وجنوب غزة، وإلى أن تُحل المشكلة، "سيحرم الناس من المعلومات
المنقذة للحياة حول أماكن الحصول على المساعدة، وستظل فرقنا الإنسانية غير قادرة على التنسيق والتنقل
بأمان في غزة".
وأشار المتحدث باسم الأمم المتحدة أيضا إلى أنه لم يُسمح بدخول مواد الإيواء إلى غزة منذ الأول من آذار/
مارس، ولا تزال الخيام والأخشاب والأقمشة المشمعة وأي مواد إيواء أخرى محظورة.
وقال: "لقد نزح جميع سكان غزة تقريبا عدة مرات خلال هذه الحرب، وتتدهور ظروف المأوى بسرعة أكبر.
وتتركز أماكن الإقامة المؤقتة في المدارس التي تم قصفها والساحات العامة والأنقاض الحضرية، وغالبا ما
تتجاوز طاقتها الاستيعابية بكثير، ومن الواضح أنها تفتقر إلى أي بنية تحتية أساسية".
وأضاف السيد دوجاريك أن لدى الأمم المتحدة وشركائها حوالي 980 ألف مادة للإيواء، تشمل 50 ألف خيمة
، جاهزة لدخول القطاع بمجرد السماح بذلك.
No comments:
Post a Comment