الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands
لم تمضِ 24 ساعة على إحراق أراضي مادما جنوب نابلس، حتى كرّرت مجموعات من المستعمرين المشهد ذاته في أكثر من موقع، في تصعيد متواصل لما بات يُعرف بسياسة الأرض المحروقة التي تنفذها أذرع الاستيطان تحت حماية جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ففي ظهيرة يوم الثلاثاء، تحولت أطراف قرية مادما إلى كتلة لهب، بعدما أقدم مستعمرون على إشعال عشرات الحرائق على امتداد الطريق الالتفافي بين قُرى تل ومادما وبورين. واستخدم المستعمرون مشاعل نارية موزعة كل 200 متر تقريبًا، ما أدى إلى انتشار سريع للنيران، التهم مئات أشجار الزيتون خلال دقائق.
رئيس مجلس قروي مادما، عبد الله زيادة، وصف ما جرى بأنه "تكتيك مدروس لإبادة الأرض"، مشيرًا إلى أن النيران استهدفت أراضي مصنفة B بحسب اتفاق أوسلو، لكنها مغلقة منذ أشهر بقرارات عسكرية وسواتر ترابية.
وأضاف: "نصف زيتون القرية دُمر خلال عام، ولم يعد الزيتون هدفًا اقتصاديًا فقط، بل سياسيًا، يحرقونه لأنه رمز وجودنا".
وبعد ساعات فقط، اندلعت حرائق مشابهة في أراضي اللبن الشرقية، حيث استخدم المستعمرون الأسلوب ذاته، ما أسفر عن دمار واسع في محاصيل الزيتون واللوزيات، وسط عراقيل متعمدة لقوات الإطفاء الفلسطينية، بحسب ما أكده رئيس المجلس يعقوب عويس.
وفي تصعيد متزامن، شهدت بلدة كفر الديك غرب سلفيت جريمة جديدة، حيث اقتحم مستعمرون منطقة "ظهر صبح"، واعتدوا على أراضي تعود للشقيقين جهاد وسليمان الديك، فقطعوا عشرات أشجار الزيتون والعنب واللوز، وخربوا نحو 50 خلية نحل، ما يمثل تدميرًا مزدوجًا للأرض والحياة البيئية.
No comments:
Post a Comment