نحو بيئة نظيفة وجميلة

test

أحدث المقالات

Post Top Ad

Your Ad Spot

Thursday, July 24, 2025

حصار من البلاستيك.. صراع داخل أروقة الأمم المتحدة.. العلماء في مواجهة لوبيات البلاستيك

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands



لم يكن من المفترض أن تسير مفاوضات الأمم المتحدة الرفيعة المستوى على هذا النحو. لكن البروفيسورة بيثاني كارني ألمروث، الأخصائية في علم السموم البيئية بجامعة جوتنبرج في السويد، وجدت نفسها محاطة بعدد من موظفي شركة أمريكية كبرى للصناعات الكيماوية وهم يصرخون في وجهها ويتهمونها بـ”تشويه الواقع”، في أحد الاجتماعات الرسمية لمعاهدة عالمية تهدف للحد من التلوث البلاستيكي في أوتاوا، كندا.

وفي واقعة أخرى بنفس المدينة، تقول ألمروث إنها تعرّضت للمضايقة والترهيب من قِبل ممثل عن إحدى شركات التغليف البلاستيكي، حيث اقتحم اجتماعًا نظمته الأمم المتحدة، وبدأ يصرخ متهمًا إياها بنشر الذعر والمعلومات المضللة. ورغم تقديمها بلاغًا رسميًا بالأمر، فإن الشخص ذاته حضر الاجتماع التالي.

تؤكد ألمروث أن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها للمضايقات، بل إنها واجهت سلوكًا مماثلًا في لقاءات غير رسمية، ومؤتمرات علمية، وحتى عبر البريد الإلكتروني.

وقد اضطرت لاتخاذ تدابير احترازية مثل تركيب واقٍ خصوصي لهاتفها المحمول لتجنب تصوير ملاحظاتها أو محادثاتها من قِبل ممثلي الصناعة. تقول: “لا أفتح حاسوبي في أي قاعة دون التأكد من الجالسين خلفي. إنها بيئة تتطلب يقظة شديدة وتسبب ضغطًا نفسيًا كبيرًا.”

ما تواجهه ألمروث يمثل جزءًا من ظاهرة أوسع تُوصف بـ”التسلل الكامل” من قِبل مصالح صناعية إلى مفاوضات المعاهدة الخاصة بالبلاستيك، وفقًا لشهادات ستة مصادر.

وأعرب بعضهم عن صدمتهم من حجم نفوذ الشركات داخل برنامج الأمم المتحدة للبيئة (يونيب)، الجهة المسؤولة عن تنظيم المفاوضات، واصفين الأمر بـ”الاستيلاء المؤسسي” الذي يعرقل الحلول الحقيقية للتلوث البلاستيكي.

التلوث البلاستيكي مشكلةً رئيسيةً في المدن الساحلية

إنتاج بلا حدود

بعد فشل الجولة الخامسة من المحادثات في ديسمبر الماضي، يُستأنف التفاوض في أغسطس المقبل بمدينة جنيف، وسط خلاف جوهري بين الأطراف.

إذ تطالب أكثر من 100 دولة، بدعم من أكثر من 1100 عالم، بضرورة فرض سقف على إنتاج البلاستيك لكبح تداعياته البيئية والمناخية.

في المقابل، تقود السعودية، مدعومة بمجموعة من الدول المنتجة للنفط، جبهة معارضة ترفض الحد من الإنتاج، وتقترح التركيز على تحسين إدارة النفايات وإعادة التدوير.

لكن الخبراء يشككون في جدوى ذلك. يقول ديفيد أزولاي، المستشار القانوني البارز بمركز القانون البيئي الدولي: “كمية البلاستيك المنتَجة حاليًا غير قابلة للإدارة تقنيًا أو سياسيًا، ورغم ذلك تطمح الشركات لمضاعفة الإنتاج”.

ويصف حلول الصناعة المعتمدة على تقنيات إعادة التدوير المكلفة بـ”الخيال السحري”، مذكرًا بأن 9% فقط من البلاستيك يُعاد تدويره عالميًا.

ويؤكد أزولاي أن وجود الشركات في المفاوضات ليس المشكلة بحد ذاتها، بل في تمتعها بنفوذ مماثل – أو حتى أكبر – من الدول المتأثرة مباشرة بالتلوث، وهو ما وصفه بـ”الخلل الجوهري”.

المواد البلاستيكية الدقيقة

دور السعودية: نفوذ ومساهمات

السعودية، التي تمتلك شركة “سابك” – إحدى أكبر شركات تصنيع البلاستيك عالميًا – وُصفت من قبل موقع “بوليتيكو” بأنها “زعيمة المعارضة” لمعاهدة إنتاجية فعالة.

كما أن للمملكة علاقة متنامية مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، حيث استضافت مؤتمر التصحر في ديسمبر 2024، وتبرعت بأكثر من 20 مليون دولار للبرنامج بين عامي 2020 و2024.

وتشير وثائق إلى أن السعودية تضغط على الدول الطموحة بيئيًا لتقديم تنازلات. يقول أزولاي: “نرى مفاوضات بنوايا سيئة بالكامل. تستخدم السعودية خبرتها في عرقلة مفاوضات المناخ، وأدوات إجرائية لتعطيل التقدم، مع توظيف مواردها المالية للتأثير على الدول.”

انتشار المواد البلاستيكية الدقيقة في البيئة والطيور

لوبيات بلاستيكية تفوق عدد الدول

في جولة ديسمبر بمدينة بوسان، شارك 220 من ممثلي شركات البلاستيك، وهو رقم يفوق عدد وفود الدول المُشاركة وحتى عدد العلماء المستقلين. بعض هؤلاء كانوا ضمن وفود رسمية للدول، مما أتاح لهم دخول جلسات سرية، بحسب تقرير لمجموعة القانون البيئي الدولي.

ويقول تقرير داخلي تم تداوله بين مراقبين للمفاوضات إن هذا التوازن المختل “يقوض فعالية المعاهدة، ويُهمش الأدلة العلمية لصالح أجندات الشركات.”

ويبدو أن نقص التمويل يُعقد مشاركة الدول الصغيرة والعلماء، بينما تتمكن الشركات من إرسال وفود ضخمة بفضل إمكانياتها المالية.

تغييب العلم

لا توجد لجنة علمية رسمية لدعم المفاوضات، بل يعتمد الأمر على “الائتلاف العلمي من أجل معاهدة فعالة للبلاستيك”، وهو تجمع يضم 450 عالمًا غير ممولين من الصناعة.

وقد اشتكى الائتلاف من غيابهم عن اجتماعات رئيسية، وصعوبة التصدي للمعلومات المضللة التي تنشرها بعض الجهات ذات المصالح.

كما انتقد العلماء تقريرًا صدر عام 2023 عن “يونيب”، واعتبروه متحيزًا للتقنيات الصناعية، حيث أرسلوا أكثر من 300 تعليق لم تُؤخذ في الاعتبار.

خطر البتروكيماويات والتلوث البلاستيكي
خطر البتروكيماويات والتلوث البلاستيكي

تحذيرات وأمل

في يونيو الماضي، أصدرت 95 دولة بيانًا مشتركًا قالت فيه: “جبال البلاستيك تخنق أنظمتنا البيئية، وتُسمم سلاسل الغذاء، وتُهدد مستقبل أطفالنا.”

أما البروفيسورة ألمروث، فتستعد لجولة جنيف رغم المخاوف: “نتوقع فوضى، لكننا نُخطط لتوصيل صوت العلم بطرق واضحة.”

ورغم المضايقات، تُصرّ على البقاء: “لم أتراجع يومًا. لا أرفع صوتي، بل أرد بالأدلة. قد يبدو الأمر سطحيًا، لكنني أرتدي كعبًا عاليًا لأبدو أطول منهم – إنه تكتيك في معركة رمزية.” نقلا عن موقع المستقبل الأخضر

No comments:

Post a Comment

تحذير علمي : غطاء الزجاجة قد يلوث مشروبك بجزيئات بلاستيكية دقيقة

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands كشفت دراسة حديثة، أُجريت بإشراف وكالة السلامة الغذائية الفرنسية وخضعت لمراجعة علمية دقيقة، أن أغطية الزجا...

Post Top Ad

Your Ad Spot

???????