كارثة بيئية في الساحل السوري: حرائق ضخمة تلتهم غابات ريف اللاذقية وصعوبات بالغة في الإخماد

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands

تواجه محافظة اللاذقية شمال غربي سوريا واحدة من أسوأ الحرائق التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، حيث اندلعت حرائق ضخمة منذ مساء الخميس في مناطق حرجية واسعة من جبل التركمان، وامتدت بسرعة كبيرة بفعل اشتداد الرياح وارتفاع درجات الحرارة، مما أدى إلى توسع رقعتها وصعوبة السيطرة عليها.

 الطقس والرياح عاملان أساسيان

بحسب مسؤولي الدفاع المدني، فإن العامل الأساسي الذي ساهم في اشتعال وانتشار الحرائق هو الطقس الجاف والرياح القوية، إلى جانب الارتفاع غير المعتاد في درجات الحرارة خلال الأيام الأخيرة، وهي ظروف مثالية لاندلاع حرائق الغابات. وقد أكدت الجهات المختصة أن الحرائق بدأت في منطقة البسيط وقسطل معاف، ثم تمددت إلى جبل التركمان بفعل سرعة الرياح، ووصلت إلى أكثر من 20 كيلومترًا كقطر انتشاري، ما أدى إلى قطع عدة طرقات حيوية.

عقبات كبيرة أمام الإطفاء

أوضح مدير الدفاع المدني في اللاذقية، عبد كيال، أن فرق الإطفاء تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى بؤر النيران بسبب:

• وعورة التضاريس

• وجود ألغام وذخائر غير منفجرة من مخلفات الحرب

• انعدام خطوط إطفاء قريبة

• سقوط أشجار أغلقت الطرقات تمامًا

وقد دعت البلدية السكان إلى تجنب الطرق المؤدية إلى المناطق المحترقة، وإخلاء بعض القرى مؤقتًا، تحسبًا من امتداد النيران إلى المناطق السكنية.

توسّع مستمر وتعزيزات من المحافظات

من جانبه، أشار وزير الطوارئ والكوارث رائد الصالح إلى أن الحرائق شهدت توسعًا ملحوظًا خلال الساعات الماضية، لا سيما في منطقة قسطل معاف، ما استدعى إرسال تعزيزات من محافظات عدة، بينها دمشق وحمص وحماة وطرطوس، لمساندة فرق الإطفاء المحلية.

وأوضح الصالح أن فرق الإطفاء تواجه عوائق إضافية بسبب نقص البنية التحتية اللازمة في الغابات، بما يشمل غياب طرق الخدمة ومصادر المياه القريبة، إلى جانب غياب خطط التأهيل المسبق للمنطقة.

الوضع الصحي والبيئي

أكد مدير صحة اللاذقية خليل الآغا أن الحرائق لم تصل بعد إلى المناطق السكنية، فيما سُجلت إصابتان طفيفتان تم نقلهما إلى المشفى لتلقي العلاج. في المقابل، حذرت الجهات المعنية من كارثة بيئية تهدد الغطاء النباتي الهام في الساحل السوري، في وقت تُبذل فيه جهود كبيرة للسيطرة على النيران وحماية الموارد الطبيعية.