نحو بيئة نظيفة وجميلة

test

أحدث المقالات

Post Top Ad

Your Ad Spot

Thursday, July 3, 2025

بين المناخ والسياسة: جفاف العوجا يكشف حرب المياه في الأغوار

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands



يشهد نبع العوجا في منطقة الأغوار الفلسطينية هذا العام جفافًا كاملاً لأول مرة منذ عقود، في مؤشر خطير على تزايد الأزمات البيئية والمائية التي تهدد الأمن الغذائي والوجود الفلسطيني في المنطقة. لكن ما يبدو في الظاهر أزمة بيئية، يكشف في العمق عن سياسة ممنهجة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي تقوم على سرقة الموارد الطبيعية وتجفيف مقومات البقاء الفلسطينية، بالتوازي مع آثار التغير المناخي المتفاقم في المنطقة.

نهب منهجي وتحويل لمجرى المياه

بحسب مصادر محلية وتقارير ميدانية، فإن جفاف نبع العوجا جاء نتيجة مباشرة لسياسات الاحتلال الإسرائيلي التي عمدت إلى حفر آبار عميقة وتحويل مجرى النبع نحو المستوطنات القريبة، وعلى رأسها مستوطنة "نعران" وغيرها من البؤر الاستيطانية المنتشرة في الأغوار.

المياه التي كانت تتدفق طبيعيًا لري الأراضي الزراعية وتغذية المراعي الفلسطينية، أصبحت تُضخ اليوم عبر شبكات ومضخات إلى داخل المستوطنات، ضمن ما يُعرف بسياسة "التحكم بالموارد"، وهي إحدى ركائز مشروع التهجير التدريجي الذي يمارسه الاحتلال في منطقة الأغوار.

تغيّر مناخي يفاقم الأزمة

الجريمة هنا مزدوجة: فبالإضافة إلى النهب الإسرائيلي للمياه، فإن ظاهرة التغير المناخي تضيف بُعدًا كارثيًا على الأزمة. فالمواسم المطرية الأخيرة شهدت تراجعًا حادًا في كميات الأمطار، مع ارتفاع في درجات الحرارة، ما أدى إلى تسارع جفاف النبع وانخفاض منسوب المياه الجوفية.

وتحذر تقارير بيئية فلسطينية من أن استمرار هذا التدهور في الموارد المائية، خاصة في ظل الاحتلال، قد يؤدي إلى موجات نزوح قسري من الأغوار، ويُضعف قدرة الفلسطينيين على الصمود في أراضيهم.

ضربة موجعة للزراعة وتربية المواشي

كان نبع العوجا شريان حياة لمئات العائلات الفلسطينية، حيث كان يُستخدم لري الحقول والبساتين وسقاية المواشي. ومع جفافه، تراجعت مساحات الأراضي المزروعة، واضطر العديد من المزارعين إلى ترك أراضيهم لعدم توفر المياه. وهذا بدوره تسبب في خسائر اقتصادية فادحة، خاصة في قطاعي الخضروات والأعلاف.

أما مربو المواشي، فقد وجدوا أنفسهم في مواجهة أزمة غير مسبوقة. قطعان الأغنام والماعز باتت تعاني العطش، ومع انعدام مصادر المياه الطبيعية، لجأ الكثيرون إلى شراء مياه بأسعار باهظة أو بيع جزء من مواشيهم لتقليص الأعباء، بينما اضطر آخرون إلى التخلي عن المهنة كليًا.

تهديد مباشر للأمن الغذائي

يمثل هذا الجفاف تهديدًا واضحًا للأمن الغذائي الفلسطيني في واحدة من أكثر المناطق الزراعية حيوية في الضفة الغربية. فالأغوار، التي توصف بـ"سلة غذاء فلسطين"، تعتمد بشكل أساسي على المياه الجوفية والينابيع لري أراضيها. ومع تحكم الاحتلال بهذه الموارد، تزداد المخاوف من تحوّل الأزمة البيئية إلى كارثة إنسانية.

وفي غياب أي رقابة دولية أو مساءلة حقيقية للاحتلال على هذه الانتهاكات البيئية، يبقى السكان الفلسطينيون في مواجهة مباشرة مع تداعيات الجفاف، وسط غياب الدعم الكافي والمستدام من الجهات الرسمية والمؤسسات الدولية.

No comments:

Post a Comment

بين المناخ والسياسة: جفاف العوجا يكشف حرب المياه في الأغوار

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands يشهد نبع العوجا في منطقة الأغوار الفلسطينية هذا العام جفافًا كاملاً لأول مرة منذ عقود، في مؤشر خطير على...

Post Top Ad

Your Ad Spot

???????