الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands
النصف الأول من 2025 ثاني أكثر الفترات دفئًا على الإطلاق
أظهرت تحليلات أجرتها منصة “كربون بريف” Carbon Brief، أن عام 2025، مع بلوغه منتصفه، يسير نحو أن يكون ثاني أو ثالث أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق، لكن من غير المرجح أن يتجاوز عام 2024 الذي سجل الرقم القياسي في درجات الحرارة.
ويُعزى ذلك إلى أن حرارة عام 2024 كانت مدعومة بتأثير ظاهرة النينيو القوية، التي بدأت بالانحسار.
وتشير التحليلات إلى أن احتمال تجاوز متوسط درجات حرارة عام 2025 مستوى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية لا يتعدى 10%.
ورغم أن هذا الحد لم يُكسر بعد، فإن مسار الاحترار طويل الأمد يتجه صعودًا بثبات، وربما بسرعة متزايدة، ما يُرجّح تخطي هدف اتفاق باريس – والذي يشير إلى متوسط الاحترار طويل الأجل وليس إلى سنة واحدة – خلال السنوات الخمس المقبلة.

أبرز ما كشفه التقرير المناخي الفصلي الأخير:
سجّل شهر يناير 2025 أعلى درجات حرارة على الإطلاق، في حين جاء شهرا فبراير ويونيو في المرتبة الثالثة، ومارس وأبريل ومايو في المرتبة الثانية على التوالي.
منذ عام 1970، ارتفع متوسط درجات الحرارة العالمية بنحو 1.1 درجة مئوية، وبحوالي 1.4 درجة مئوية مقارنة بمنتصف القرن التاسع عشر.
من المتوقع استمرار ظروف “النينيو المتعادلة” ENSO Neutral حتى نهاية 2025 وبداية 2026.
امتدت مساحة الجليد البحري في القطب الشمالي إلى مستويات قياسية منخفضة خلال يونيو وأوائل يوليو، ولا تزال دون المعدلات التاريخية (1979-2010).

النصف الأول من العام: ثاني أكثر الفترات دفئًا على الإطلاق
استند تحليل “كربون بريف” إلى بيانات خمس جهات علمية رائدة هي: ناسا، الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، مركز هادلي البريطاني، بيركلي إيرث، وكوبرنيكوس الأوروبي.
وقد جُمعت هذه البيانات في متوسط موحد يعكس أفضل تقدير، على غرار ما يعتمده المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO).
رغم ظهور مؤشرات على ظروف “لا نينيا” معتدلة مطلع العام – والتي تميل إلى خفض درجات الحرارة عالميًا – فإن الأشهر الستة الأولى من 2025 سجلت مراتب ضمن الثلاث الأعلى حرارة تاريخيًا لدى جميع الجهات.
ويُظهر الرسم البياني المعتمد أن متوسط درجات الحرارة خلال النصف الأول من 2025 كان أقل بـ0.08 درجة مئوية فقط من الرقم القياسي المسجل في 2024، والذي تزامن مع ذروة ظاهرة النينيو.

تراجع طفيف في درجات الحرارة منذ الربيع
رغم بداية العام الساخنة، بدأت درجات الحرارة العالمية بالتراجع في أبريل ومايو ويونيو، نتيجة انخفاض حرارة سطح المحيطات بعد نهاية النينيو، إلى جانب تأثير “لا نينيا” الضعيفة التي سادت في بداية العام.
تشير التوقعات المناخية إلى استمرار الظروف المتعادلة لظاهرة ENSO حتى بداية 2026، دون وجود مؤشرات على عودة النينيو خلال العام الجاري أو بدايات العام المقبل.

الاحتمالات: 2025 في قائمة الثلاثة الأوائل
وفقًا لنموذج توقعات “كربون بريف”، والذي يستند إلى العلاقة بين درجات حرارة الأشهر الستة الأولى والمتوسط السنوي منذ عام 1970، فإن احتمال أن يكون عام 2025 في قائمة السنوات الثلاث الأكثر حرارة شبه مؤكد.
– احتمال أن يكون العام الحالي الأكثر حرارة لا يتعدى 1%
– احتمال أن يكون الثاني: 51%
– احتمال أن يكون الثالث: 49%
– احتمال تجاوز 1.5 درجة مئوية خلال العام: حوالي 9%.
ويُشار إلى أن تسجيل سنة واحدة بدرجة حرارة أعلى من 1.5 درجة لا يعني بالضرورة اختراق هدف اتفاق باريس، والذي يُقاس على مدى عقدين من الزمن.

موجات حرارة غير مسبوقة في عدد من المناطق
رغم أن المتوسط العالمي يعكس صورة عامة، فإن الأثر المناخي الفعلي يختلف إقليميًا.
ويُظهر تحليل بيانات “بيركلي إيرث” أن معظم أنحاء العالم – باستثناء أجزاء من المكسيك وأنتاركتيكا – شهدت درجات حرارة أعلى من معدلات الفترة المرجعية (1951-1980)، حيث تجاوزت أوروبا وآسيا 2 درجة مئوية فوق المتوسط.
وسُجلت درجات حرارة قياسية في جنوب غرب أستراليا، والصين، ومنطقة البحر المتوسط، بينما لم تُسجَّل أي مناطق بدرجات حرارة منخفضة بشكل غير معتاد.
وفي يونيو، شهد غرب البحر المتوسط موجة حر بحرية استثنائية هي الأكبر منذ يونيو 2003، والتي سبقت موجة قاتلة أودت بحياة نحو 70 ألف شخص.

ذوبان الجليد في القطب الشمالي عند أدنى مستوياته
وصل امتداد الجليد في القطب الشمالي خلال يونيو وأوائل يوليو إلى مستويات قياسية منخفضة، قبل أن يرتفع قليلًا في منتصف يوليو، لكنه لا يزال أقل بكثير من المعدلات التاريخية.
أما في القطب الجنوبي، فقد بقيت مساحة الجليد في الحد الأدنى من النطاق الطبيعي خلال معظم العام، مع استثناءات قصيرة في فبراير ومارس.

تحذير علمي: فقدان بيانات الأقمار الصناعية قريبًا
ورغم أهمية بيانات الجليد اليومية – التي تجمعها الأقمار الصناعية التابعة للمركز الوطني الأمريكي لبيانات الجليد والثلج (NSIDC) منذ عام 1979 – فإن هذه البيانات مهددة بالتوقف، بعد إعلان وزارة الدفاع الأمريكية نيتها وقف توفير بيانات الأقمار الصناعية للمركز بنهاية يوليو.
ورغم توفر بدائل جزئية، فإن هذا الانقطاع قد يضعف القدرة العلمية على تتبع هذا المؤشر المناخي الحساس بدقة.

No comments:
Post a Comment