???????

Sunday, August 10, 2025

الحر المتطرف في فلسطين: من التسجيلات التاريخية إلى التوقعات القاتمة

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands



في 21 حزيران عام 1942، سجلت محطة رصد قرب مدينة بيسان شمال الغور ضمن فلسطين التاريخية حينذاك درجة حرارة قياسية بلغت 54 درجة مئوية.

 يعد ذلك اليوم أكثر الأيام حرارة في التاريخ الفلسطيني الحديث، وهو أيضا من أعلى درجات الحرارة المسجلة عالميا في ذلك الوقت، مما يفسر الظروف المناخية القاسية التي سادت في العقود الماضية.

وهذا الرقم القياسي يبرز التحديات التي تواجهها المنطقة، حيث تتفاقم موجات الحر بسبب التغيرات المناخية العالمية، مما يجعل فهم هذه الظاهرة وتوقعاتها جزء من المستقبل القاتم.

في 17 يوليو 2019، سجلت  درجة حرارة قياسية بالقرب من البحر الميت درجة حرارة بلغت 49.9 درجة مئوية وهي الأعلى الثانية تاريخيًا بعد 1942. 

وفي 4-5 ايلول 2020، شهدت فلسطين  واحدة من أشد موجات الحر في تاريخها، حين وصلت القدس إلى 42.8 درجة مئوية .

كانت مدينة القدس، بارتفاعها البالغ حوالي 800 متر في بعض اشهر الصيف خلال العقود الماضية، عرضة لدرجات حرارة غير مسبوقة، مما يبرز تاثرها ببعض الأحداث المناخية المتطرفة.

في يونيو 2024، سجلت منطقة العوجا قرب أريحا درجة حرارة بلغت 48.1 درجة مئوية ، وهي الأعلى في يونيو منذ 22 عاما.

كان صيف 2024 الأكثر حرارة في في فلسطين منذ بدء التسجيلات في عام 1950، متجاوزا الرقم القياسي السابق لعام 2012 بحوالي 1 درجة مئوية، ويعكس هذا الاتجاه تأثير التغيرات المناخية على زيادة درجات الحرارة.

كان شهر حزيران 2025 ثالث أدفأ شهر على الإطلاق على سطح البحر المتوسط، وفقا لأحدث نشرة مناخية صادرة عن مركز خدمة “كوبرنيكوس” لتغير المناخ.

 وقد أدت موجات الحر الشديدة ، التي اشتدت بفعل ارتفاع درجات حرارة سطح البحر في غرب البحر الأبيض المتوسط  إلى “إجهاد حراري شديد” في أجزاء كبيرة من غرب وجنوب أوروبا.

على غرار الاتجاهات المُلاحَظة في المحيطات والبحار حول العالم، تشهد درجة حرارة سطح البحر الأبيض المتوسط ارتفاعا مُقلقا وهو ما تعتبره مراكز الأبحاث حدثا مناخيا نادرا . 

 على سبيل المثال، في 15 آب 2024 ، سجل البحر الأبيض المتوسط أعلى درجات حرارة له منذ بدء تسجيلها.

تُقدّم خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ- تابعة للاتحاد الأوروبي-  تحديثا شهريا حول درجات الحرارة والهيدرولوجيا والجليد البحري.

في 29 حزيران من الجاري، بلغت درجات حرارة سطح البحر 26.01 درجة مئوية، وفقا لبيانات جمعها “كوبرنيكوس”.

ويعتبر المتوسط من أكثر بؤر تغير المناخ تأثرا في العالم، إذ ترتفع درجة حرارته بوتيرة أسرع بكثير من المتوسط العالمي. 

وفقا لمدونة “سيفير ويذر يوروب” لتحليل الطقس والمناخ التي اطلع محررو “سوسنة” على نشرتها  فإن موجة الحر البحرية المستمرة في البحر الأبيض المتوسط تعد إحدى أهم الشذوذات البحرية المُلاحظة عالميا هذا العام، وهي موجة حر بحرية استثنائية أخرى، بعد ارتفاع ملحوظ في درجات حرارة البحار في السنوات الأخيرة.

    تفيد بيانات كوبرنيكوس أن  متوسط درجة حرارة سطح البحر لشهر حزيران 2025 على خط عرض 60 درجة جنوبًا – 60 درجة شمالا كان 20.72 درجة مئوية، وهي ثالث أعلى قيمة مسجلة لهذا الشهر، و0.13 درجة مئوية أقل من الرقم القياسي لشهر يونيو 2024.

وهو ما يتوافق مع أعلى شذوذ يومي لسطح البحر في أي شهر (3.7 درجة مئوية فوق المتوسط).

وعلى مدار الأربعين عامًا الماضية، انتقل من موجة حر بحرية واحدة سنويا في مناطق محددة إلى متوسط أربع موجات سنويا، تغطي البحر بأكمله تقريبا. 

وظلت درجات الحرارة أعلى من المتوسط باستمرار خلال السنوات الخمس الماضية. 

كشفت تقارير حديثة أن درجات حرارة سطح البحر الأبيض المتوسط قد وصلت إلى مستويات قياسية جديدة تُنذر بالخطر. ففي منتصف أغسطس 2024، سجلت المياه قبالة الساحل المصري رقما قياسيا بلغ 31.96 درجة مئوية، وهو أعلى مستوى مُسجل على الإطلاق. 

كما ارتفع متوسط درجة الحرارة اليومية في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط إلى 28.9 درجة مئوية، متجاوزًا الرقم القياسي لعام 2023 البالغ 28.71 درجة مئوية.

المصدر : موقع سوسنة

No comments:

Post a Comment