نحو بيئة نظيفة وجميلة

test

أحدث المقالات

Post Top Ad

Your Ad Spot

Tuesday, August 12, 2025

ميكروبات مدفونة لملايين السنين تكشف أسرار الحياة على الكواكب الأخرى

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands


هناك عالم كامل تحت أقدامنا، قديم وصلب وغريب إلى حد يصعب تصوره. خلال العقدين الماضيين، كشف العلماء أن قشرة الأرض تعج بكتلة حيوية هائلة، حيث تعيش ميكروبات قادرة على الاستمرار لمئات الآلاف، بل وحتى مئات الملايين من السنين، في أماكن كانت تُعد في السابق غير صالحة للحياة.

تتحمل هذه الميكروبات حرارة الغليان، والحموضة الشديدة، وكيميائيات تشبه المُبيّض، وبعضها “يتنفس” المعادن، بينما تعيش أنواع أخرى على مستويات طاقة منخفضة للغاية بالكاد تكفي للبقاء.

هذا هو عالم العالمة الجيوبيولوجية كارن لويد، الذي يجبرنا على إعادة التفكير في ماهية الحياة وكيفية استمرارها.

قبل ثماني سنوات، وقفت لويد على حافة بركان بوأث في كوستاريكا، تحدق في فوهة مليئة بالأحماض، تجمع عينات من المياه الجوفية العميقة التي دفعتها القوى التكتونية إلى السطح. كان المشهد أشبه بعالم آخر.وعندما سألت زميلًا محليًا عن خطة الهروب في حال ثار البركان، أجاب ساخرًا: “فقط استدِر لتستمتع بالمنظر، لأنه سيكون الأخير الذي ستراه”.

وبعد أقل من شهرين، ثار البركان في أعنف ثورة تشهدها كوستاريكا منذ أكثر من ستة عقود.

تعمل لويد، أستاذة علوم الأرض بجامعة جنوب كاليفورنيا، ضمن فريق عالمي جعل من المستحيل تجاهل البيوسفير العميق. وبعد سنوات من العمل المضني لتفادي تلوث العينات، أصبح الدليل على وجود هذه الميكروبات العميقة قاطعًا.

وهي كائنات حية بأساليب حياة غريبة وفريدة، نقف فقط على أعتاب فهمها.

بركان

فرصة جديدة لرصد الحياة العميقة

تشمل مواقع أبحاثها أحواض الشقوق القارية في جنوب غرب الولايات المتحدة، ومناطق النشاط البركاني في آيسلندا ونيوزيلندا، إضافة إلى مناطق الاندساس في كوستاريكا وجبال الأنديز، حيث تعصر الأرض المياه الجوفية القديمة نحو السطح. ولكل موقع تركيب كيميائي مختلف وفرصة جديدة لرصد الحياة العميقة وهي تمارس أنشطتها.

تحت قاع المحيط، تكشف أعمدة الطين التي تستخرجها فرق لويد باستخدام الحفارات والغواصات عن “كبسولات زمنية” للحياة الميكروبية، حيث تُدفن الخلايا تدريجيًا عبر العصور، وتبقى على قيد الحياة لآلاف أو ملايين السنين، رغم غياب الطاقة الكافية للتكاثر، مكتفية ببطء شديد في التمثيل الغذائي يكفي بالكاد للبقاء.

هذه الميكروبات متنوعة وراثيًا بشكل مذهل، إذ تعود بعض سلالاتها إلى مليارات السنين، وتتنفس المعادن أو ثاني أكسيد الكربون بدل الأكسجين، مستفيدة من تفاعلات الأكسدة والاختزال لتوليد الطاقة.

وتنتشر هذه القدرة بين فروع متباعدة من شجرة الحياة، في دليل على براعة التطور في إيجاد حلول متشابهة لبيئات مختلفة.

الميكروبات

تطوير بروتينات مستقرة

تفتح هذه الأبحاث آفاقًا عملية، مثل تطوير بروتينات مستقرة في درجات الحرارة القصوى للمساعدة في حفظ اللقاحات دون تبريد، أو تحسين استراتيجيات تخزين الكربون بتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى معادن في باطن الأرض.

وفي بعض الحالات، يمكن لهذه الميكروبات تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى غاز الميثان القابل للاستخدام كوقود.

وترى لويد أن الهدف الأساسي هو دفع حدود المعرفة، فيما قد يقود هذا المجال الجديد، المسمى “الجيوكيمياء الحيوية”، إلى تطبيقات ضخمة، وربما يساعد في التنبؤ بالزلازل أو اكتشاف الحياة على كواكب أخرى.

إن البيوسفير العميق يغيّر تصوراتنا حول متطلبات الحياة، إذ يكشف أن البطء في النمو، والصبر الشديد، والقدرة المذهلة على التكيف، قد تكون مفاتيح البقاء في بيئات فقيرة بالطاقة وغنية بالزمن.

وربما تحمل هذه الحياة العميقة مفاتيح حل بعض أكبر ألغاز الأرض وتحدياتها.
نقلا عن موقع  المستقبل الأخضر

No comments:

Post a Comment

ميكروبات مدفونة لملايين السنين تكشف أسرار الحياة على الكواكب الأخرى

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands  الميكروبات في التربة العميقة هناك عالم كامل تحت أقدامنا، قديم وصلب وغريب إلى حد يصعب تصوره. خلال العقدين...

Post Top Ad

Your Ad Spot

???????