المخططات الاستيطانية في معاليه أدوميم ومنطقة E1 تهدد حل الدولتين بشكل مباشر، وتحذيرات فلسطينية من ضياع فرص السلام

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands

 حذرت جهات رسمية فلسطينية وعلى راسها دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية من أن التوسع الاستيطاني المتسارع في الضفة الغربية المحتلة، لا سيما في كتلة معاليه أدوميم ومنطقة E1 المجاورة لها، يُشكّل تهديدًا حقيقيًا لحل الدولتين، ويمسّ بجوهر إمكانية إقامة دولة فلسطينية متصلة وقابلة للحياة.

ويأتي هذا التحذير عشية جلسة حاسمة من المقرر أن تعقدها "اللجنة العليا للتخطيط" الإسرائيلية في 6 أغسطس الجاري، للنظر في الاعتراضات المقدمة ضد خطة بناء أكثر من 3,400 وحدة استيطانية جديدة في منطقة E1 المثيرة للجدل.

ووفقاً لدائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، فإن المصادقة على هذا المشروع تمثّل ضمًا فعليًا لهذا الممر الاستراتيجي الذي يربط مستوطنة معاليه أدوميم بالقدس الشرقية، ما يعني فصل القدس عن الضفة الغربية، وتقويض إمكانية قيام دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي.

وبحسب التقرير، فقد أعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إحياء هذه الخطة عام 2012، وتمت الموافقة على إيداعها رسميًا عام 2020، ورغم التأجيلات المتكررة نتيجة الضغوط الدولية، فإن حكومة الاحتلال الحالية تسعى إلى فرض وقائع ميدانية مستغلةً انشغال المجتمع الدولي بالحرب على غزة المستمرة منذ أكتوبر 2023.

وفي أبريل الماضي، صادقت الحكومة الإسرائيلية على مشاريع بنية تحتية جديدة تشمل "طريق السيادة" بين العيزرية والزعيّم، و"بديل طريق 80" بين بيت لحم وأريحا، بهدف تسهيل حركة المستوطنين ومنع الفلسطينيين من الوصول إلى قلب الضفة الغربية.

أبعاد التوسع الاستيطاني

وجاء في تقرير دائرة شؤون المفاوضات ان  كتلة معاليه أدوميم الاستيطانية تضم مستوطنات تابعة مثل كفار أدوميم، وعلمون، وكيدار، ومنطقة ميشور أدوميم الصناعية، ويقطن فيها حاليًا أكثر من 47,500 مستوطن إسرائيلي على مساحة تقارب 58 كيلومترًا مربعًا تمتد 14 كيلومترًا داخل أراضي الضفة الغربية.

منذ أبريل 2024، وافقت السلطات الإسرائيلية على بناء ما يزيد عن 3,165 وحدة استيطانية في معاليه أدوميم، فيما يجري التحضير لآلاف أخرى في مختلف مناطق الضفة الغربية خلال العام الجاري. كما تم تفعيل مخطط E1 مجددًا، ويشمل بناء 3,400 وحدة سكنية ومجمعات صناعية وتجارية على أكثر من 12 كيلومترًا مربعًا من أراضي الفلسطينيين المصادرة.

ويُقدّر عدد المستوطنين في الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية بأكثر من 740,000 حتى منتصف 2025. وتشير معطيات وحدة دعم المفاوضات إلى وجود أكثر من 97,000 وحدة استيطانية قيد التنفيذ أو في مراحل التخطيط المتقدمة – منها 42,000 في الضفة الغربية، و55,000 في القدس الشرقية – ما يعكس وتيرة توسع غير مسبوقة.

تأثيرات على الفلسطينيين

تؤكد الجهات الفلسطينية أن مشروع E1 يعمّق تجزئة الأراضي الفلسطينية، ويفصل القدس الشرقية عن محيطها الفلسطيني، ويفصل جنوب الضفة الغربية عن شمالها. ويهدد هذا التوسع أكثر من 18 تجمعًا بدويًا يقطنها نحو 3,700 نسمة، معظمهم من عشيرتي الجهالين والسواحرة، ويواجهون خطر التهجير القسري للمرة الثالثة منذ عام 1948.

كما ستؤدي مشاريع المصادرة والبنية التحتية المرتبطة بخطة E1 إلى تقييد حرية الحركة، وعزل الأحياء الفلسطينية، وتعزيز واقع التقسيم الذي يمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة.

انتهاكات صارخة للقانون الدولي

تعد الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في معاليه أدوميم وE1 وباقي الضفة الغربية انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، خاصة المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر نقل السكان المدنيين إلى الأراضي المحتلة. كما تنتهك هذه المشاريع قرارات مجلس الأمن 242 و338 و2334، والرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية في يوليو 2024، والذي أكد عدم شرعية التوسع الاستيطاني والضم.

وقد أدانت الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية وفرنسا والمملكة المتحدة والأردن مشروع E1، واعتبروه غير قانوني ومدمرًا لفرص تحقيق السلام.

توصيات عاجلة

طالبت منظمة التحرير المجتمع الدولي باتخاذ خطوات عاجلة لوقف جميع الأنشطة الاستيطانية، بما في ذلك في E1 ومعاليه أدوميم، ووقف تمويل ودعم الاستيطان، ومنع مصادرة الأراضي وهدم المنازل وتهجير السكان قسرًا.

كما دعت إلى توفير الدعم القانوني والإنساني للتجمعات البدوية المهددة، وضمان إيصال الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء وصحة، إضافة إلى تفعيل آليات مراقبة الاستيطان والتهجير.

وحثّت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، لا سيما الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، على إصدار موقف موحد وتحذير واضح لإسرائيل، وربط العلاقات الثنائية بشروط قانونية، وتعزيز جهود المساءلة الدولية بالتنسيق مع دولة فلسطين.

وأوصت كذلك بتكثيف حملات التوعية والدبلوماسية العامة عالميًا، لتسليط الضوء على المخاطر غير القابلة للعكس الناتجة عن التوسع الاستيطاني، وبناء رأي عام عالمي داعم للعدالة وحق الفلسطينيين في تقرير المصير.

المصدر :https://pnn.ps/news/710508