نحو بيئة نظيفة وجميلة

test

أحدث المقالات

Tuesday, September 9, 2025

زجاجات المياه القابلة لإعادة الاستخدام تُخزن البكتيريا والفطريات

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands




حمل زجاجة ماء قابلة لإعادة الاستخدام يُعد عادة ذكية وصحية، فهي توفر المال وتقلل من استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام وتحافظ على ترطيب الجسم على مدار اليوم.
لكن هناك مشكلة كبيرة يجب الانتباه إليها. كثير من الأشخاص لا ينظفون زجاجاتهم جيدًا أو بشكل منتظم، والبكتيريا التي تنتقل عبر اليدين والأغطية والفوهات يمكن أن تتراكم على السطح الداخلي والخارجي، مما يشكل خطرًا صحيًا محتملًا.
في عام 2024، بلغ حجم السوق العالمي لزجاجات المياه القابلة لإعادة الاستخدام نحو عشرة مليارات دولار أمريكي، مع تسجيل نسب استخدام متفاوتة بين طلاب الجامعات بلغت ما بين خمسين إلى واحد وثمانين بالمئة.
أجرت جامعة بوردو دراسة علمية شاملة لتحليل مدى نظافة الزجاجات التي يستخدمها الطلاب يوميًا، وهدفت الدراسة إلى تقديم توصيات عملية للحفاظ على الزجاجات آمنة للاستخدام اليومي.

دراسة الزجاجات القابلة لإعادة الاستخدام

ركز فريق البحث على سؤال محدد: “ما مدى نظافة الزجاجات التي يستخدمها الطلاب طوال اليوم؟” للحصول على إجابات واقعية، قام الباحثون بجمع تسعين زجاجة مباشرة من الطلاب وسجلوا كيفية استخدامها وطرق تنظيفها، ثم اختبروا الزجاجات بطريقتين

السطح الخارجي: تم مسح الأسطح الخارجية باستخدام اختبار سريع يسمى ATP، الذي يظهر ضوءًا عند وجود بقايا عضوية، ويُستخدم على نطاق واسع في سلامة الغذاء لتحديد ما إذا كانت الأسطح نظيفة بعد الغسل.
الداخل: تم شطف الداخل وقياس عدد البكتيريا الموجودة على الأسطح التي تلامس المياه. كما تم فحص البكتيريا المعروفة باسم الكوليفورم، التي تُعد مؤشرًا على إمكانية وجود تلوث أكبر.
قاد الدراسة كارل بهنكي من جامعة بوردو بمشاركة مجموعة من الأكاديميين والعلماء، فيما أضافت الدكتورة يوريكو فوكوتا، أستاذ مساعد في الطب (أمراض معدية) في كلية بايلور للطب، السياق السريري للنتائج.
كان الهدف من الدراسة ليس توبيخ أي شخص، بل ربط عادات الاستخدام اليومية بمستويات النظافة الفعلية، بحيث يمكن للناس تعديل سلوكياتهم للحفاظ على الزجاجات أكثر أمانًا.

ما على السطح الخارجي

أظهرت النتائج أن الأسطح الخارجية للزجاجات كانت أكثر قذارة مما يبدو للعين المجردة. أشار اختبار ATP إلى أن جميع الزجاجات التي جُمعت، بما في ذلك زجاجتين جديدتين تم شراؤهما من متجر محلي، فشلت في اختبار النظافة.
هذا ليس مفاجئًا، إذ تنتقل الجراثيم بسهولة عبر اليدين، سواء من الهاتف أو مقابض الأبواب أو لوحات المفاتيح إلى أغطية الزجاجات.
كل عملية إعادة تعبئة تضيف نقاط اتصال جديدة بين اليدين والغلاف الخارجي والزجاجة نفسها. وتركزت النقاط الحرجة على الفوهة، لأنها المنطقة التي تلتقي فيها اليد بالفم مباشرة.

ما داخل الزجاجة

اختبر العلماء الداخل لمعرفة عدد البكتيريا الحية التي تتواجد داخل الزجاجات. أظهرت النتائج أن حوالي سبع من كل عشر زجاجات تجاوزت الحد المسموح به للبكتيريا في مياه الشرب، وهو أقل من 100 إلى 500 وحدة تكوين مستعمرة لكل ملليلتر.
ووجد أن حوالي ثلث الزجاجات تجاوزت 200 وحدة تكوين مستعمرة لكل ملليلتر، وأن ثلاثة من كل خمس زجاجات تجاوزت 500 وحدة تكوين مستعمرة لكل ملليلتر.
كما أظهرت النتائج أن حوالي واحد من كل أربعة زجاجات احتوى على بكتيريا كوليفورم، وهي مؤشر على وجود ملوثات قد تشمل فضلات الإنسان.

اعادة التعبئة
اعادة التعبئة

وحدد الباحثون ثلاثة عناصر أساسية لازدهار البكتيريا داخل الزجاجة: الرطوبة، والمواد الغذائية، والزمن.
توفر الزجاجة الرطوبة بشكل طبيعي، بينما تزداد المواد الغذائية عندما يُستخدم الزجاجة لمشروبات تحتوي على سكر أو بروتين أو دهن، ويؤدي ترك الزجاجة في بيئة دافئة على المكتب أو السيارة أو بجانب السرير إلى تراكم البكتيريا.
لوحظ نمط واضح: الزجاجات المخصصة للماء فقط كانت أقل احتواءً على البكتيريا، بينما تلك المستخدمة لمشروبات رياضية أو صودا أو شاي أو قهوة مع الحليب كانت أكثر عرضة لنمو البكتيريا.
إذ توفر السكريات والبروتينات والدهون مواد غذائية للبكتيريا وتساعد على تكوين أفلام حيوية يصعب إزالتها مقارنة بالخلايا الحرة العائمة.

تنظيف الزجاجات القابلة لإعادة الاستخدام

لم تلعب مادة الزجاجة دورًا كبيرًا في مستوى النظافة، يبدو أن الزجاج أسهل قليلًا من حيث النظافة الخارجية لأنه أملس وغير مسامي، لكن أي مادة تتطلب تنظيفًا جيدًا.

زجاجات قابلة لاعادة الاستخدام
زجاجات قابلة لاعادة الاستخدام

تصميم الزجاجة يلعب دورًا أكبر، حيث أن العنق الضيق والأغطية القابلة للفتح والصمامات والشفاطات وحلقات السيليكون توفر أماكن مخفية يمكن للبكتيريا أن تعيش فيها، وغالبًا ما تُنسى هذه الأجزاء أثناء الغسل.
أظهر الباحثون أن الأشخاص الذين ينظفون زجاجاتهم بشكل متكرر كانت النتائج أفضل، لكن الرغبة في التنظيف لا تضمن النظافة الفعلية دائمًا.
فالشطف السريع قد يترك بقايا، وغسالات الصحون تختلف في الحرارة وتغطية الرش، ولا تصل المياه إلى الخيوط والقطع الصغيرة. كما أن غسل الزجاجة دون تفكيك الأجزاء يترك البكتيريا مخفية في الفتحات الصغيرة.
قال كارل بهنكي: “هل تغسل الصحون بعد العشاء؟ نعم. لكننا غالبًا ما نأخذ زجاجات المياه معنا في كل مكان ولا نقوم بتنظيفها بشكل صحيح”.

المخاطر الصحية

أوضحت الدكتورة فوكوتا أن البكتيريا الموجودة قد تشمل المكورات العنقودية أو المكورات العقدية.
وأكدت الدراسة المشتركة أن أكثر من 20٪ من العينات احتوت على بكتيريا كوليفورم، والتي تشير إلى وجود فضلات.
يمكن للزجاجة أن تعمل كوسيط لنقل الجراثيم إذا لم تُحافظ على نظافتها.
فالأيدي تلمس الغطاء والفوهة، والفم يلامس نفس المنطقة، وإذا كان السطح الخارجي متسخًا، فإنه يصبح طريقًا للبكتيريا للوصول إلى مياه الشرب، ما قد يسبب المرض، خصوصًا للأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة

نصائح للحفاظ على الزجاجات نظيفة

تنظيف الزجاجات
تنظيف الزجاجات

 

– اعتبر الزجاجة كأي سطح غذائي: استخدم ماء ساخن وصابون وفرشاة لتنظيف الجدران الداخلية.

– استخدم فرشاة صغيرة أو عصا أو مسواك لتنظيف الخيوط والفوهات والأجزاء الصغيرة.

– افصل الغطاء والقطع الصغيرة ونظفها على حدة.

– اترك الزجاجة تجف تمامًا مع فتح الغطاء، لأن الجفاف يمنع نمو البكتيريا ويقلل من الرائحة الكريهة.

– إذا استخدمت مشروبات سكرية أو كريمية، اغسل الزجاجة في نفس اليوم.

– اختر تصاميم بسيطة ذات فوهة واسعة إذا كان تنظيف الأجزاء الصغيرة صعبًا.

– تجنب مشاركة الزجاجة مع الآخرين، إذ يضيف اللعاب بكتيريا جديدة.

– إذا وضعت الزجاجة على أسطح عامة، امسح السطح الخارجي بانتظام مع التركيز على الغطاء والفوهة.

الخلاصة

زجاجات المياه القابلة لإعادة الاستخدام تظل خيارًا صحيًا ومستدامًا إذا تم الاعتناء بها جيدًا. فهي ليست معقمة بطبيعتها، والسطح الخارجي يلتقط الأوساخ بسرعة، لكن بالالتزام بروتين تنظيف دقيق ومتكرر يمكن تحويل الزجاجة إلى أداة آمنة وصحية للحفاظ على الترطيب، بعيدًا عن كونها مشروعًا علميًا للبكتيريا المتنقلة. نقلا عن موقع المستقبل الأخضر 



No comments:

Post a Comment

عرض خاص

عرض خاص
عرض خاص

النحل الطنان يلعب: اكتشاف يغير نظرتنا إلى عقول الحشرات

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands في مشهد يبدو وكأنه مأخوذ من فيلم خيالي، أثبت فريق بحثي من جامعة كوين ماري في لندن، أن النحل الطنان لا يكت...

Post Top Ad

Your Ad Spot

???????