غبار المنازل يحتوي على ميكروبلاستيك.. يسهم في تلف الخلايا وتسريع الشيخوخة

 الأراضي المقدسة الخضراء : GHLands

يحتوي غبار المنازل على جسيمات بلاستيكية دقيقة يمكنها تسريع الشيخوخة على المستوى الخلوي.
هذه الجسيمات الصغيرة ليست موجودة في المحيطات والطعام والمياه المعبأة فقط، بل تستقر أيضًا في الغبار العادي داخل المنازل، حيث يمكن أن تدخل الجسم وتؤثر في الميتوكوندريا المسؤولة عن تشغيل الخلايا.
يستعرض بحث علمي حديث كيفية انتقال الميكروبلاستيك والنانو بلاستيك من الهواء والطعام والغبار إلى الجسم، حيث يمكن أن تستقر في الأنسجة وتتفاعل مع الخلايا، وتلحق الضرر بأغشية الميتوكوندريا، وتعطل إنتاج الطاقة وتزيد إشارات الإجهاد.
الاضطراب الميتوكوندري يُعد علامة بارزة للشيخوخة. وعندما تتعطل هذه العضيات الخلوية تقل قدرة الخلايا على أداء وظائفها الأساسية والتخلص من الأضرار.
ومع الوقت تتراكم الضغوط المزمنة على الميتوكوندريا لتسرّع التغيرات المرتبطة بالعمر وتزيد احتمالات الإصابة بالأمراض.

خطورة الغبار الداخلي على جسم الانسان

المنازل يحتوي على جسيمات ميكروبلاستيك أكثر من الخارجي

البيئات الداخلية تجمع أليافًا وجسيمات من السجاد والملابس والأثاث والتغليف. وقد أظهرت دراسات متعددة أن الهواء والغبار داخل المنازل يحتويان على جسيمات ميكروبلاستيك أكثر من الهواء الخارجي، ما يعني أن البشر يستنشقون ويبتلعون جزءًا منها أثناء الأنشطة اليومية، خاصة الأطفال الصغار الذين يتعرضون أكثر في سنواتهم الأولى.
المياه المعبأة مصدر آخر للتعرض. فقد أحصى تحليل عالي الدقة نحو 240 ألف جسيم بلاستيكي في كل لتر من مياه الشرب المعبأة، معظمها على مستوى النانو، كما عُثر على ميكروبلاستيك في مياه معبأة في زجاج أيضًا.
وكلما صغر حجم الجسيم زادت قدرته على الانتقال داخل الجسم والوصول إلى أنسجة حيوية.
رُصدت بوليمرات بلاستيكية في دم الإنسان، بتركيز متوسط بلغ نحو 1.6 ميكروغرام لكل مليلتر في دراسة على 22 متبرعًا سليمًا.
ورغم أن هذه البيانات لا تثبت التأثير الصحي مباشرة، فإنها تؤكد أن هذه الجسيمات متاحة بيولوجيًا وتصل إلى أماكن حساسة داخل الجسم.

تُظهر تجارب على الحيوانات أن بعض النانو بلاستيك يمكنه عبور الحاجز الدموي الدماغي وتفعيل خلايا التهابية في الدماغ.
كما بيّنت تجارب مخبرية على خلايا الأوعية الدماغية حدوث تغييرات في الروابط الضيقة وتسرب في الحواجز بعد التعرض.

يبرز البحث إصابة الميتوكوندريا كآلية محورية، إذ يؤدي فقدان بنيتها أو ضعف ضبط جودتها إلى دفع الخلايا نحو الالتهاب المزمن وضعف الإصلاح.
وترتبط هذه العمليات بتراجع العضلات والأوعية والأعصاب مع التقدم في العمر.
وإذا دفعت جسيمات الميكروبلاستيك الميتوكوندريا في هذا الاتجاه، فإن التعرض اليومي قد يؤثر في المخاطر الصحية طويلة الأمد.

في دراسة سريرية حديثة، تبيّن أن مرضى الشرايين السباتية الذين احتوت لويحاتهم على جسيمات بولي إيثيلين أو بولي فينيل كلوريد كانوا أكثر عرضة بأربعة أضعاف ونصف تقريبًا للإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو الوفاة خلال 34 شهرًا من المتابعة.

لا يمكن تجنّب البلاستيك كليًا

لا يمكن تجنّب البلاستيك كليًا، لكن يمكن تقليل التعرض عمليًا.، التنظيف بالمكنسة المزودة بفلتر هواء عالي الكفاءة والمسح المبلل يقللان من تركيز الجسيمات.
كما يُنصح بتبريد الطعام قبل تخزينه واستخدام الزجاج أو الفولاذ المقاوم للصدأ لحفظ الأطعمة الساخنة، فالعادات البسيطة في الطهي والتخزين تخفف تآكل البلاستيك.

خطورة الغبار الداخلي على جسم الانسان

أدوات تتبّع التعرض تتحسن سريعًا، بما يشمل عد الجسيمات الأصغر ببصمات كيميائية دقيقة، تمهيدًا لدراسات بشرية تربط الحمل الداخلي المباشر بإشارات الإجهاد الميتوكوندري المبكرة.
مع تراكم الأدلة سيمكن توجيه الإرشادات الصحية نحو المصادر الأكثر تأثيرًا. نقلاً عن موقع المستقبل الأخضر