الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands
في برية بيت لحم جنوب الضفة الغربية، ينشط فريق مختص من معهد فلسطين للتنوع الحيوي والاستدامة في جامعة بيت لحم، يرافقه عدد من المتطوعين، في جمع بذور النباتات البرية بهدف حفظها في بنك البذور التابع للمعهد، في خطوة تهدف إلى صون التنوع النباتي ومنع اندثار أصناف مهددة بالزوال.
ويؤكد محمد نجاجرة، نائب مدير المتحف والحديقة النباتية في المعهد، أن مشروع بنك البذور الذي أُطلق هذا العام يُعد الأول من نوعه في الضفة الغربية، ويستهدف جمع الأصول البرية للنباتات الفلسطينية وحمايتها، خاصة تلك المهددة بالانقراض أو الواقعة في مناطق معرضة للاستيطان.
يعمل الفريق المكون من خمسة مختصين ومتطوعين من تخصصات مختلفة على جمع بذور النباتات وفق مواعيد نضجها، حيث تُجمع بذور الأبصال في بداية الصيف، فيما تُجمع بذور السماق والبلوط في بدايات الخريف. وبعد جمعها، تمر البذور بمراحل عدة تشمل الاستخلاص، والفحص، والتجفيف، والتأكد من خلوها من الحشرات، قبل حفظها في درجات حرارة تتراوح بين 10 و16 درجة مئوية، وبنسبة رطوبة مثالية تتراوح بين 5% و10%، بما يضمن بقاءها صالحة لأطول فترة ممكنة.
وقد تمكن الفريق حتى الآن من تسجيل نحو 20 صنفًا من البذور، مع خطة لحفظ ما يقارب 500 بذرة من كل نوع، مع مراعاة تقليل الكمية في حالة النباتات النادرة. ومن بين ما جُمع بذور شجرة الزعرور في أرض مهددة بالبناء، ونبتة "كف مريم" ذات الاستخدامات الطبية. في المقابل، يتجنب الفريق جمع بذور النباتات الغازية التي تضر بالتنوع الحيوي المحلي.
إلى جانب البنك، يحتفظ المعهد بحديقة نباتية تضم أكثر من 400 نوع من النباتات البرية، بينها 95 نوعًا مهددًا بالانقراض. ويتيح هذا الجهد إمكانية إعادة بعض النباتات إلى الطبيعة إذا ما تعرضت للاندثار، بما يضمن استمرارية حضورها في البيئة الفلسطينية. كما يقيم البنك شراكات مع بنوك بذور عالمية لتبادل الخبرات والتدريب، مع خطط مستقبلية لإرسال عينات من البذور الفلسطينية إلى مؤسسات دولية لضمان حمايتها على المدى البعيد.
No comments:
Post a Comment