نحو بيئة نظيفة وجميلة

test

أحدث المقالات

شركة كسابري للتجارة و الصناعة

شبكة صبا الإعلامية

شبكة صبا الإعلامية

Tuesday, October 21, 2025

«حرب الزيتون» «دموية» إسرائيلية موسمية في حقول الضفة

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands



لم تسلم الفلسطينية المُسنة «أم صالح» أبو عليا من هجوم المستوطنين الإسرائيليين على قاطفي الزيتون في منطقة ترمسعيا شمال شرقي رام الله، الأحد الفائت، وذلك في ذروة هجوم سنوي ينفذه المستوطنون على قاطفي الزيتون الفلسطينيين، والذي يتوسع ويشتد عاماً بعد عام ويتحول إلى دموي.

وأظهرت لقطات فيديو بوضوح كيف انهال مستوطن ملثم بعصاه على الحاجة «أم صالح»، في حين كان آخرون يهاجمون مثل قطيع هائج كل قاطفي الزيتون في المنطقة ومناطق أخرى محيطة.

وأكدت مصادر أمنية أن المستوطنين أصابوا الحاجة «أم صالح»، وشاباً آخر ومتضامناً أجنبياً في الهجوم، في حين نجت عائلة أيمن أبو عليا بأعجوبة بعد أن فقد السيطرة على سيارته التي هاجمها عشرات المستوطنين في حين كان في طريقه لقطف الزيتون.

ويشن المستوطنون سنوياً هجمات على قاطفي الزيتون فيما بات يُعرف بـ«حرب الزيتون». وأصبح هذا الاعتداء تقليداً مع تنامي قوة المستوطنين، وقلة حيلة الفلسطينيين في القرى القريبة من المستوطنات.

انتقام وتنغيص

لكن لماذا يستهدفون الموسم؟ وفي أي مناطق؟ ثمة أسباب مختلفة؛ أولها الانتقام من الفلسطينيين عامة، والتنغيص عليهم؛ إذ لوحظ أن كثيراً من الهجمات استهدفت حرمان الفلسطينيين من ثمار الزيتون والاعتداء عليهم، وتخريب وحرق أشجار الزيتون ومركبات أصحاب الأراضي في عمل تخريبي واضح.

ووفق «هيئة مقاومة الجدار والاستيطان»، فقد نفَّذ المستوطنون الإسرائيليون 490 اعتداء في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي.

ومنذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، نفذَّ المستوطنون ما مجموعه 7154 اعتداء بحق المواطنين وممتلكاتهم؛ ما تسبب في مقتل 33 مواطناً في الضفة، واقتلاع وتحطيم وتضرر ما مجموعه 48728 شجرة، منها 37237 من أشجار الزيتون. لكن ليس الانتقام وحده هو الدافع، بل إن جزءاً كبيراً من المستوطنين يأتون مدفوعين بفتاوى دينية لحاخامات، منهم مردخاي إلياهو الذي أفتى بأن «أرض (يهودا والسامرة) - الضفة الغربية - هي ميراث شعب إسرائيل، وإذا غرست من قبل الأغيار فإن المزروعات من شجر أو ثمر تصبح ملكاً لنا؛ لأن ملكية الأرض لنا وليس لهم».

وفي سنوات طويلة سُجلّت مئات الهجمات التي استهدفت سرقة محاصيل الزيتون سواء قبل وصول الفلسطينيين إلى أرضهم أو بعد منعهم.



واقع جديد

أما السبب الثالث المباشر فيتعلق بالسيطرة على الأرض. ويحاول المستوطنون منذ سنوات، وتحديداً بعد السابع من أكتوبر، فرض واقع جديد في المناطق «ج» في محيط المستوطنات، عبر السيطرة على التلال وأكبر مساحة من أراضي الضفة الغربية، وتوسيع المستوطنات القائمة، وتقع معظم المناطق المهاجمة في «ج» التي تشكل ثلثَي مساحة الضفة الغربية.

ويقسم اتفاق أوسلو الضفة الغربية إلى 3 مناطق: «أ» و«ب» و«ج». وتتضمن مناطق «أ» المراكز السكانية الفلسطينية الرئيسة، وتقع تحت السيطرة الفلسطينية أمنياً وإدارياً، وتبلغ مساحتها 18 في المائة من مساحة الضفة الغربية، في حين تقع مناطق «ب» تحت السيطرة الإدارية الفلسطينية، والسيطرة الأمنية لإسرائيل، وتبلغ مساحتها 21 في المائة من مساحة الضفة الغربية، أما مناطق «ج» فتقع تحت السيطرة الإسرائيليّة أمنياً وإدارياً، وتبلغ مساحتها 61 في المائة من مساحة الضفة الغربية.

ويستغل المستوطنون عادة وجود أكثر من 80 قرية تعتمد على محاصيل الزيتون بالقرب من المستوطنات (نحو 30 في المائة من أشجار الزيتون)؛ أي في مناطق «ج» وتحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، لينفذوا هجماتهم في كل وقت، وقد سُجلّت في أكثر من قرية اشتباكات بالأيدي ومواجهات طويلة.



هجمات الأحد

وسُجلت الأحد هجمات في مناطق «ج» في بيت لحم ورام الله ونابلس وسلفيت والخليل، ضمن سلسلة هجمات يومية حرمت مئات العائلات من حصاد الموسم.

وينتظر الفلسطينيون موسم حصاد الزيتون بفارغ الصبر، خاصة أن الضفة تنتج أحد أجود زيوت الزيتون في العالم. ويتفاوت إنتاج زيت الزيتون في الأراضي الفلسطينية من 15 إلى 30 ألف طن كل عام، ويُصدّر جزء منه إلى الخارج.

ويبدأ موسم جني الزيتون عند الفلسطينيين منتصف أكتوبر ويستمر شهراً كاملاً. وتقدر المؤسسات الفلسطينية الرسمية وجود 10 ملايين شجرة في الأراضي الفلسطينية، منها أشجار عمرها آلاف السنين منذ عهد الرومان.

الزيتون الفلسطيني

وتوجد عدة أصناف للزيتون في فلسطين، أشهرها «النبالي والسوري والنبالي المحسن والمليسي والبري والرصيصي».

وتشارك العائلات كاملة في قطف الزيتون، وتتعاون فيما بينها، لكن منذ أعوام طويلة يستغل المستوطنون أن كثيراً من القرى المنتجة للزيت تقع بالقرب من المستوطنات، وتحت سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي، لينفذوا هجماتهم ضد المزارعين.

وهذا العام شارك جنود الاحتلال في منع فلسطينيين من الوصول إلى مناطق واسعة في «ج» بعد أن وضعوا حواجز هناك. وتريد إسرائيل ضم «المنطقة»، لكن تعقيدات سياسية تؤجل ذلك.

المصدر: الشرق الأوسط

No comments:

Post a Comment

كوزمتكس مريم دعيبس

كوزمتكس مريم دعيبس
كل ما تحتاجينه في مكان واحد

Featured Post

«حرب الزيتون» «دموية» إسرائيلية موسمية في حقول الضفة

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands لم تسلم الفلسطينية المُسنة «أم صالح» أبو عليا من هجوم المستوطنين الإسرائيليين على قاطفي الزيتون في منطقة ...

Post Top Ad

Your Ad Spot

???????