الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands
غمرت الأمطار الغزيرة في غزة الخيام والملاجئ، مهددةً آلاف العائلات التي نزحت جراء عامين من الحرب، وبعد أن تضررت هذه المباني بفعل القصف، جاءت ليلة من الأمطار الغزيرة والرياح العاتية لتكون القشة التي قصمت ظهر البعير في مدينة غزة.
ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات في البداية، إلا أنها كانت واحدة من عدة مبانٍ انهارت وسط أشد عاصفة تضرب القطاع هذا الشتاء.
وارتفعت حصيلة الوفيات نتيجة البرد الشديد وانهيار المباني بسبب المنخفض الجوي والأمطار الغزيرة إلى 13 قتيلًا، بينهم أطفال.
وأشارت المصادر إلى انهيار نحو 13 منزلًا على الأقل، كان آخرها في حي الكرامة وحي الشيخ رضوان بمدينة غزة، فيما لا تزال طواقم الدفاع المدني تتعامل مع مئات النداءات والاستغاثات.
كما توفي مواطنان بعد سقوط حائط كبير فوق خيام للنازحين في حي الرمال غرب مدينة غزة، إضافة إلى وفاة طفلة بسبب البرد القارس، ورضيع في مخيم الشاطئ، بينما قضى مواطن آخر أمس إثر انهيار جدار في المخيم ذاته.
وأُصيب طفلان عقب سقوط خيمة في “مخيم أبو جبل” بمنطقة العمادي، فيما أدى البرد القارس إلى وفاة رضيعة داخل خيام النازحين في منطقة المواصي بخان يونس.
وأشارت طواقم الدفاع المدني إلى انهيار ما لا يقل عن عشرة منازل خلال الساعات الماضية، كان آخرها منزلان في حي الكرامة وحي الشيخ رضوان.
وأدى المنخفض أيضًا إلى غرق مخيمات كاملة في منطقة المواصي بخان يونس وتضرر مناطق واسعة في “البصة والبركة” بدير البلح و”السوق المركزي” في النصيرات، فضلًا عن منطقتي “اليرموك والميناء” في مدينة غزة.
وقال شهود إن أكثر من 27 ألف خيمة من خيام النازحين غمرتها المياه أو جرفتها السيول أو اقتلعتها الرياح الشديدة.
وفي وقت سابق، ذكرت مصادر محلية أن خمسة مواطنين تُوفوا وأُصيب آخرون جراء انهيار منزل يؤوي نازحين في منطقة بئر النعجة ببيت لاهيا شمال القطاع، بحسب وكالة “وفا”.
واجتاحت الأمطار الغزيرة خيام النازحين، فيما هبطت عاصفة “بيرون” على قطاع غزة الذي مزقته الحرب، لتزيد من معاناة آلاف العائلات التي تعيش في ظروف صعبة.
وفي المخيمات، اختفت أقدام الأطفال تحت المياه الملوثة، وتحولت أكوام القمامة والمجاري إلى شلالات جارية، بينما باتت خيام كثيرة مهترئة بعد عامين من النزوح ولا يجد سكانها مأوى بديلًا.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن سقوط قتلى ومفقودين نتيجة البرد وتداعيات المنخفض الجوي، وسط نقص حاد في المساعدات.
وأوضحت بلدية غزة أن غالبية الخيام تضررت بسبب الرياح والأمطار المتواصلة، مشيرة إلى أن فرق الإنقاذ تعمل بوسائل بسيطة ولا تملك آليات لشفط المياه التي ارتفع منسوبها.
وكشف الدفاع المدني عن تلقيه أكثر من 2500 مكالمة استغاثة منذ بدء العاصفة، فيما حذرت وكالة “الأونروا” من أن البيئات الباردة والمكتظة وغير الصحية تزيد من خطر الأمراض.
كما قالت منظمات الإغاثة الدولية إن إسرائيل لم تسمح بدخول كميات كافية من المساعدات، رغم الاتفاق على إدخال 600 شاحنة يوميًا ضمن هدنة يناير 2025.
وتواجه مخيمات النزوح في غزة أسوأ الظروف؛ فقد اجتاحت السيول مخيمات وسط القطاع، حيث حاول السكان، الذين لم يملكوا إلا المجارف، تصريف المياه عبر حفر الخنادق وتثبيت الخيام بالطين.
وفي تطورات ميدانية أخرى، انهارت ثلاثة مبانٍ غربي غزة بعد أمطار غزيرة، كانت تؤوي نازحين لم يجدوا بديلًا للسكن. وحذّر جهاز الدفاع المدني من مخاطر انهيار المباني المتضررة والآيلة للسقوط، خاصة مع الانجرافات والتصدعات الناتجة عن القصف السابق والأمطار الحالية.
وخلال الساعات الماضية، أعلن الدفاع المدني إخلاء عشرات الخيام في رفح بعد غرقها الكامل، محذرًا من تفاقم الأوضاع الإنسانية في ظل غياب مساكن مؤقتة تؤوي النازحين، بينما يعيش نحو 250 ألف أسرة في خيام مهترئة تفتقر لوسائل التدفئة والصرف الصحي والبنى الأساسية.
ومع استمرار المنخفض الجوي، تحولت آلاف الخيام إلى برك مياه غمرت الفراش والملابس والطعام، تاركة مئات العائلات بلا دفء أو مأوى، في ظل قيود مشددة على دخول المساعدات. وتشير التقديرات إلى أن 93% من خيام غزة باتت غير صالحة للاستخدام، أي نحو 125 ألف خيمة من أصل 135 ألفًا.كتب عن التنمية المستدامة
ويأتي هذا المنخفض ليضيف طبقة جديدة من المعاناة لفلسطينيي غزة، الذين يعيشون واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخهم، وسط أجواء من البرد والجوع والدمار المستمر منذ حرب 7 أكتوبر 2023. نقلا عن موقع المستقبل الأخضر
No comments:
Post a Comment