الأراضي المقدسة الخضراء/GHLands
أصدر مركز التعليم البيئي/ الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة نشرة تعريفية لليوم العالمي لمكافحة الجفاف والتصحر، التي تصادف سنويًا في 17 حزيران، وترفع هذا العام شعار "متحدون من أجل الأرض: إرثنا. مستقبلنا" لتعبئة شرائح المجتمع لدعم الإدارة المستدامة للأراضي.
ووفق المركز، فإن يوم التصحر والجفاف لهذا العام يسلط الضوء على مستقبل الإشراف على الأراضي، وهو أمر مهم؛ لأنه من غير إشراف ومتابعة وتخطيط وحرص على مستقبل الأراضي، فإنها ستكون عرضة لتسريع وتيرة التصحر واتساع دائرة الجفاف.
فيما يتزامن 17 حزيران هذا العام مع السنوية الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، المعاهدة الدولية الوحيدة الملزمة قانوناً بشأن إدارة الأراضي والجفاف وإحدى اتفاقيات (ريو) الثلاث إلى جانب تغير المناخ والتنوع الحيوي.
وأكد المركز أن ما تتعرض غزة لعدوان واسع النطاق منذ مطلع تشرين الأول 2023 تسبب في كارثة كبيرة، ووصل حد الإبادة البيئية، وفق توصيف القاعدة 45 من القانون الدولي الإنساني العرفي، وعملت على تدمير كل مظاهر الحياة.
خسائر واستعمار
وأوردت النشرة تقديرات لوزارة الزراعة، بينت أن حجم الاعتداءات على الأراضي عالية القيمة يبلغ مئات الدونمات سنويًا، إذ إن الحيز المتبقي من الأراضي عالية القيمة، وخارج المخطط المكاني يبلغ 9% فقط من مساحة أراضي الضفة الغربية البالغة نحو 550 ألف دونم، وكان حجمها في المخطط المكاني 10% عام 2014، فيما تشهد جنين ونابلس وأريحا والأغوار أكبر اعتداءات على الأراضي.
وأوضحت أنه، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فقد بلغ عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية في نهاية عام 2022 في الضفة الغربية 483 موقعاً، تتوزع بواقع 151 مستعمرة و25 بؤرة مأهولة تم اعتبارها كأحياء تابعة لمستعمرات قائمة، و163 بؤرة استعمارية، و144 موقع مصنف أخرى وتشمل (مناطق صناعية وسياحية وخدماتية ومعسكرات لجيش الاحتلال). فيما بلغ عدد المستعمرين 745,467 مستعمرًا أي حوالي 23 مستعمراً مقابل كل 100 فلسطيني، في حين بلغت أعلاها في محافظة القدس حوالي 69 مستعمراً مقابل كل 100 فلسطيني، وشهد العام 2023 زيادة كبيرة في وتيرة بناء وتوسيع المستعمرات الإسرائيلية إذ صادق الاحتلال على العديد من المخططات الهيكلية الاستعمارية لبناء أكثر من 18 ألف وحدة استعمارية، ما يعني نهب المزيد من الأراضي، واقتلاع مساحات جديدة من الأشجار، وشق طرق استعمارية، والاعتداء على المحميات الطبيعية.
قلق عالمي
ونقلت النشرة معطيات دولية أكدت أنه في كل ثانية، يتدهور ما يعادل أربعة ملاعب كرة قدم من الأراضي السليمة، أي ما يصل إلى 100 مليون هكتار (1,000,000,000 دونم) كل عام، بينما تعد 40 % من أراضي العالم متدهورة بالفعل، ما يؤثر على أكثر من نصف البشرية.
وقالت إن استصلاح الأراضي ينقذ الناس من الفقر ويبني القدرة على التكيف مع تغير المناخ، بينما يتأثر حوالي ربع سكان العالم بالجفاف، وتزداد حالة التربة في أوروبا تدهورًا سريعًا بسرعة. وتشكل حماية التربة والأراضي تحديًا عالميًا.
وبحسب نداءات عالمية وأممية علينا أن نتحرك معاً اليوم حتى تتمكن الأجيال القادمة من الوصول إلى الموارد الطبيعية الحيوية، كما سنعجز عن إطعام البشرية والتعامل مع أزمة المناخ والتنوع الحيوي إلا إذا كانت لدينا تربة صحية تنمو عليها محاصيلنا، وهي موطن للنباتات والحيوانات، وإسفنجة للمياه، ومساحة مفتوحة وممر تبريد، وإرث نورثه للأجيال القادمة.
وتابعت أن التصحر هو جفاف الأراضي بسبب انخفاض هطول الأمطار، والتوسع في الزراعة، وممارسات الري السيئة، وإزالة الغابات والرعي الجائر، ويعد أحد أكبر التهديدات البيئية التي نواجهها في عصرنا، بينما يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم التصحر.
واستنادًا إلى بيانات أممية، يعيش حاليًا حوالي ملياري شخص في الأراضي الجافة المعرضة للتصحر، ما قد يؤدي إلى نزوح ما يقدر بنحو 50 مليون شخص بحلول عام 2030، وإذا لم يتمكن الناس من زراعة الغذاء، فسوف يحتاجون إلى الانتقال إلى منطقة حيث يمكنهم ذلك، ما يزيد من خطر التصحر، ويكون له آثار سلبية على الحياة البرية وصحة الإنسان.
نداءات ودعوات
ودعت النشرة إلى حظر إقامة أي منشآت زراعية في الأراضي عالية القيمة، واتخاذ إجراءات وتدابير تحول دون تدمير الأراضي الخصبة من خلال فرض قيود مشددة.
وحثت مجلس الوزراء، على تطبيق قراره في 12 تشرين الأول 2020 لوقف التعديات على الأراضي المُصنفة بذات القيمة العالية، وضع "آليات عمل عاجلة لحماية تلك الأراضي من أخطار الزحف العمراني غير القانوني، وغيرها من التعديات."
وأهابت بالمخططين والمسؤولين بعدم التهاون في حماية الأرض الزراعية والمحميات الطبيعية، وتشجيع المواطنين والمهندسين على تبني نمط التوسع العمودي.
كما أطلقت نداءً بضرورة العودة إلى الأرض، وتنبي أنماط الاستهلاك والإنتاج المستدامين، والتوقف عن الممارسات السلبية في الزراعة، التي تزيد من وتيرة الجفاف والتصحر، واتباع أساليب ري ذكية، والمضي في ممارسات تحافظ على الاستخدام الفعال للموارد الطبيعية، خاصة المياه.
No comments:
Post a Comment