الأراضي المقدسة الخضراء /GHLands
يعتقد البعض ان ازهار البوصلان هذه النبتة الجميلة التي تتفتح أزهارها في شهر سبتمبر من كل عام تحكي حكاية كيف سيكون عليه طقس هذا الموسم القادم .
هذا وكتب الأستاذ فهمي طعم الله على موقع حكي القرايا عن طريقة التشريب في تنبو كيف سيكون عليه الطقس والموسم المطوي فقال :
التشريب-التنبؤ بالمطر في ليلة الصليب 26-27 أيلول:
هي طريقة قديمة في الموروث الزراعي الكنعاني، استخدمها فلاحو فلسطين للتنبؤ بأحوال المناخ في الموسم المطري المقبل باستخدام الملح -ويسمونها في شمال فلسطين ولبنان "البواحير". والتشريب لغة يعني الإشباع، وتشريب الملح يعني "إشباعه بالماء". أما طقس التشريب فيتمثل في أن يجمع أطفال القرية الملح من بيوت القرية عصر يوم التشريب، ويوضع الملح في ستة او سبعة أكوام في العراء ليلة الصليب 26-27 أيلول، وكل كوم يمثل شهر من الأشهر 10 حتى شهر 4 ، وهي الأشهر المطيرة في بلادنا. ويقوم بهذه المهمة شخص تقي والأهم يحمل اسماً لا يحمله غيره في القرية، حيث يُسمي الله ويقول "يا سموم اقلب ندا، ما في البلد على إسمي حدا" اثناء وضع اكوام الملح. تتم مراقبة أكوام الملح قبل بزوغ شمس اليوم التالي في الصباح الباكر، ويبدأ العد من كومة الشهر الأول أي تشرين الأول، ثم الثاني وهكذا، لمعرفة أي الأشهر فيها شتاء وفير، وأيها شتاؤها ضعيف، فإن كانت إحدى هذه الاكوام تغير لونها وسال ماؤها فهو شهر شتاء وفير. أي أن ذوبان الأكوام أو بعضها يدل على مقدار المطر في الشهر الذي تمثله بمعنى ان الكوم او الاكوام التي تذوب أكثر بفعل الندى تعني توقع ان تشهد امطار وفيرة والعكس صحيح. وإذا كانت الكومات كلها رطبة قليلاً فالسنة تكون محلاً (إذا كان الملح جامدا يكون البرد قارسا، وإذا ذاب الملح فالشهر يخبئ أمطارا وافرة وإذا لم يتغيّر حال الملح فالطقس سيكون صافيا وجافاً). هناك من يعتقد ان الملح المستخدم في التشريب يجب أن يكون من الملح الصخري الطبيعي، كما ويجب أن توضع الأكوام على سطح حجر البازلت او الصوان الذي لا يتأثر بالرطوبة وتكون في اتجاه من الشمال للجنوب.
بغض النظر عن رأينا فيها وان كانت صحيحة ام لا، فالثابت ان هذه الطقوس مارسها اجدادنا قديما قبل الأقمار الصناعية والراصد الجوي، ويبدو أنها أوفت بالغرض على مدار مئات السنين، ومن واجبنا توثيقها للأجيال القادمة.
No comments:
Post a Comment