نحو بيئة نظيفة وجميلة

test

أحدث المقالات

Post Top Ad

Your Ad Spot

Tuesday, May 20, 2025

الطقس والصراعات يقتلعان السكان.. 83 مليون نازح داخليًا حول العالم.. غزة والسودان الأشهر

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands

النزوح في غزة


أظهرت أرقام رسمية أن الأعاصير والفيضانات وسائر الكوارث أجبرت الناس على ترك منازلهم 45.8 مليون مرة خلال العام الماضي، وهو ما يقرب من ضعف المتوسط السنوي على مدى العقد الأخير.

جميع هذه “النزوحات الكارثية” تقريبًا كانت نتيجة لأحداث طقس متطرفة، تفاقمت بفعل تغير المناخ، وفقًا لأحدث تقرير صادر عن مركز رصد النزوح الداخلي.

وقد كشف التقرير أن عدد الأشخاص الذين كانوا يعيشون في نزوح داخلي مع نهاية عام 2024 تجاوز 80 مليون شخص لأول مرة.

في المجمل، اضطر 83.4 مليون شخص إلى النزوح داخل بلدانهم، بسبب تصاعد النزاعات والعنف إلى جانب الكوارث المتزايدة.
هذا الرقم يعادل عدد سكان ألمانيا، ويتجاوز الضعف مقارنة بما كان عليه قبل ست سنوات فقط.

وقالت ألكسندرا بيلاك، مديرة مركز رصد النزوح الداخلي: “النزوح الداخلي هو النقطة التي تتصادم فيها الصراعات والفقر والمناخ، مما يؤثر بشدة على الفئات الأكثر ضعفًا”.

وفي السياق ذاته، وصفت سارة روزينجارتنر، نائبة المدير الإداري في المركز العالمي للتنقل المناخي، الأرقام الأخيرة بأنها “محزنة ولكنها ليست مفاجئة”.

وبحسب سارة: “يتماشى هذا مع التقارير التي تفيد بأن العالم قد بلغ، إن لم يكن تجاوز، عتبة 1.5 درجة مئوية من متوسط الاحتباس الحراري العالمي”.

وأضافت: “للأسف، يمكننا أن نتوقع المزيد من الكوارث، وبالتالي زيادة أخرى في النزوح المرتبط بها في السنوات المقبلة”.

الفيضانات

أين وقعت النزوح الأكبر بسبب الكوارث؟

يحصل مركز رصد النزوح الداخلي- التابع للمجلس النرويجي للاجئين – على بياناته عبر احتساب كل مرة يُجبر فيها شخص على النزوح، لذا فإن رقم النزوح البالغ 45.8 مليون لا يشير إلى الأفراد، بل إلى حالات الإجلاء.

وبحسب التقرير، فإن 9.8 مليون شخص نزحوا بسبب الكوارث بنهاية عام 2024، بزيادة بلغت 29% عن عام 2023، وأكثر من ضعف الرقم المسجل قبل خمس سنوات.

وأظهر التقرير أن 99.5% من حالات النزوح المرتبطة بالكوارث خلال العام نتجت عن أحداث مناخية، كتلك التي تسببت فيها الأعاصير والفيضانات.

فمثلًا، ساهمت الأعاصير مثل “هيلين” و”ميلتون” اللذان ضربا الولايات المتحدة، و”ياجي” الذي اجتاح بلدانًا في شرق آسيا، في 54% من التحركات المرتبطة بالكوارث، بينما شكلت الفيضانات 42%، ووقعت في مناطق متعددة من العالم، من تشاد إلى البرازيل، ومن أفغانستان إلى الفلبين، وصولًا إلى أوروبا.

وكانت العديد من هذه الحالات عبارة عن عمليات إخلاء استباقية أنقذت الأرواح في بلدان مثل الولايات المتحدة والفلبين وبنجلاديش.

ويعتبر المركز أن هذا يُظهر كيف يمكن أن يشكل النزوح آلية إيجابية للتكيف مع المخاطر.

ووفقًا للتقرير، سجلت الولايات المتحدة أعلى عدد لحالات النزوح الناجمة عن الكوارث في عام واحد، بواقع 11 مليون حالة.

الفيضانات

النزوح بسبب الصراع… والوجهة الأكثر تأزمًا

رغم تصاعد النزوح الناجم عن الكوارث، فإن 90% من النازحين داخليًا بنهاية 2024 – أي نحو 73.5 مليون شخص – فرّوا من الصراع والعنف.

في السودان، أدى النزاع الأهلي المدمر إلى نزوح 11.6 مليون شخص، وهو أكبر عدد نازحين داخليًا في بلد واحد على الإطلاق.

أما في قطاع غزة، فقد ظلّ ما يقرب من كامل السكان في حالة نزوح حتى نهاية العام، إذ اضطر بعضهم إلى الفرار من القصف الإسرائيلي أكثر من عشر مرات.

تغير المناخ والصراع.. تقارب يُطيل أمد الأزمات

تضاعف عدد الدول التي أبلغت عن حالات نزوح نتيجة للصراعات والكوارث ثلاث مرات منذ عام 2009.

وبحسب بيانات مركز رصد النزوح ومبادرة نوتردام العالمية للتكيف، فإن أكثر من ثلاثة أرباع النازحين داخليًا بسبب الصراعات يعيشون في دول ذات تعرض مرتفع أو مرتفع جدًا لتغير المناخ.

وقال فيسينتي أنزيليني، مدير التحليل العالمي والإقليمي بالمركز: “تغير المناخ يزيد خطر النزوح ويعمّق هشاشة المجتمعات، خاصةً في البيئات المتأثرة أصلًا بالنزاع. وحين تقع الكوارث في مناطق الصراع، تتضاعف المخاطر”.

هذا التشابك يعقّد الأزمات ويطيل أمد النزوح، ويعيق الوصول إلى حلول دائمة.

ويؤكد التقرير أن تجاهل هذه المخاطر المتداخلة يعرّض الناس لمخاطر النزوح طويل الأمد.

أثار الفيضانات والطقس المتطرف

كيف يمكن التصدي للنزوح المرتبط بالمناخ؟

يقول أنزيليني، إن الاستجابة لهذا النوع من النزوح تتطلب إجراءات عاجلة وتخطيطًا طويل الأمد. فإلى جانب المساعدات الإنسانية، هناك حاجة لاستثمارات في التكيف مع المناخ والحد من آثاره.

وشددت روزينجارتنر على أهمية “تحالف بين القادة السياسيين وخبراء السياسات ورجال الأعمال وقادة المجتمع” لحماية حق الناس في البقاء وتمكينهم من التنقل بكرامة، وأضافت، أن تقليل الانبعاثات يُعد أولوية قصوى، مع الإشارة إلى أربع خطوات رئيسية يدعو لها برنامج GCCM المدعوم أمميًا:

– الحد من التدهور البيئي وتحسين البنية التحتية وقوانين البناء.

– الاستعداد للكوارث والتأقلم معها، من الإنذارات المبكرة إلى الحماية الاجتماعية.

– دعم من يرغبون في مغادرة المناطق المعرضة للكوارث.

– توفير حلول مستدامة للنازحين الذين يفتقرون إلى السكن والخدمات وسبل العيش.

وقالت روزينجارتنر، إن المدن غالبًا ما تكون في طليعة مواجهة النزوح، وينبغي أن تكون مستعدة لتوفير الأمان والفرص.

النزوح في السودان بسبب الصراع

تمويل الخسائر والأضرار.. ومخاطر تقليص المساعدات

وصفت أنزيليني النزوح الداخلي بأنه “يقتلع الأرواح”، واعتبره شكلًا واضحًا من “الخسائر والأضرار” التي وافقت الدول على تمويلها في قمة المناخ 2022.

لكنه أشار إلى أن التمويل الحالي “أقل بكثير من المطلوب، وغالبًا لا يغطي التكاليف الحقيقية للنزوح”.

وأوضحت روزينجارتنر، أن الاعتراف المتزايد بالحاجة إلى تمويل التكيف لا يعني توفر الأموال، ولا أن آليات التوزيع عادلة من منظور الدول المتلقية.

وأضافت أن أولويات التمويل قد تصبح أكثر تنافسية، مع خفض الدول الغنية ميزانيات المساعدات الإنسانية.

خيم للنازحين في جوبا جنوب السودان

وحذّرت من أن “هذه التخفيضات تُزهق أرواحًا بالفعل، وتجعل المجتمعات الضعيفة أكثر عرضة للكوارث”.

ومع ذلك، أشارت إلى إمكانية إعادة التفكير في مساعدات التنمية وتمويل المناخ، وذكرت أن تعويض التخفيضات يمكن أن يتم من خلال تحسين شروط التجارة أو نقل التكنولوجيا.

وختمت بالقول: “الأهم هو أن تصل الموارد إلى من يحتاجونها، وأن تُوظف لبناء القدرات والمهارات محليًا”.

No comments:

Post a Comment

مستعمرون يشعلون النار في أراضي حوارة جنوب نابلس

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands صورة تعبيرية   قام المستعمرون صباح اليوم الاحد بإشعال  ، النار   في   أراضي   بلدة   حوارة   جنوب   نابلس...

Post Top Ad

Your Ad Spot

???????