???????

Friday, July 25, 2025

البلاستيك في فلسطين: هل تعلم ؟

الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands



سنويا، تزداد الحاجة إلى البلاستيك للاستخدام اليومي تماشيا مع ارتفاع عدد السكان في فلسطين، ومع انعدام خطوات فعالة للتخلص من هذا العنصر، يزداد الأمر خطورة على تعافي البيئة الفلسطينية.

بالولوج في المعطيات الرسمية المتعلقة بالبلاستيك في الضفة الغربية وقطاع غزة بموازاة ما هو على الأرض، يمكن اكتشاف الخطر الذي تمثله هذه المادة المنتشرة في كل مكان، على البيئة.

يدخل عنصر البلاستيك كواحد من العناصر الأساسية في حياة المواطن الفلسطيني في كل أعماله اليومية، وفي كافة الاستخدامات الحياتية.

-تشير بيانات المسوح الاقتصادية للعام 2019 إلى إن عدد المنشآت العاملة في مجال صناعة المنتجات اللدائنية (البلاستيك) في القطاع الخاص والقطاع الأهلي في فلسطين بلغ 243 منشأة، ويشتغل في هذا القطاع 3,486 عاملاً.

ـ بلغت إجمالي القيمة المضافة لقطاع الصناعات البلاستيكية حوالي 64 مليون دولار أمريكي عام 2019.

-في الضفة الغربية، بات التلوث البيئي من البلاستيك مقلق فعليا.

 -والأمر يزداد خطورة في قطاع غزة حيث تعمقت أزمة البلاستيك بعد لجوء المواطنين الى حرقه واستخدامه كوقود.

-تقول سلطة جودة البيئة، والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، في بيان صدر مؤخرا بعنوان “غزة في يوم البيئة العالمي تئن تحت وطأة الإبادة الإنسانية والبيئية”، أن نصف مليون طن نفايات مكدسة و50 مليون طن ركام في مساحة لا تتجاوز 365 كيلو مترا مربعا.

كم ينتج الفلسطينيون من النفايات الصلبة سنويا؟

في سنة 2019، أنتج الفلسطينيّون نحو 4,333 طنّ من النفايات الصلبة في اليوم الواحد، أي ما يقارب 1.58 مليون طنّ في سنة واحدة، وهو ما يكافئ تقريبًا 0.87 كغم/للفرد/اليوم (0.9 كغم/للفرد/اليوم في الضفّة الغربيّة، و0.7 كغم/للفرد/اليوم في غزّة).

 يُتوقّع لهذه الأرقام، التي تشمل القدس الشرقيّة، أن تزداد بما يقارب 4 بالمائة سنويًّا بفعل النموّ السكّانيّ وأنماط الاستهلاك الحاليّة.

إذا، ما نسبة البلاستيك من النفايات الصلبة في الضفة الغربية وقطاع غزة؟

يعد البلاستيك واحد من العناصر التي تدخل في مكونات النفايات الصلبة التي ينتجها الفلسطينيون يوميا.

وبسبب هذه الصفة، يشكل البلاستيك حسب إحصاءات رسمية، حوالي 16.4% من النفايات الصلبة البلدية في الضفة الغربية و14.0% في غزة.

لا تعتبر هذه النسبة قليلة لعنصر واحد من مجمل عناصر تشكل معا النفايات الصلبة التي ينتجها المواطنون سنويا.

تعطي هذه النسبة طابعا مقلقا على البيئة الفلسطينية من تلوثها من هذا العنصر الذي يظل فيها لعشرات السنوات قبل أن يهترئ ويتحلل.

بكل تأكيد، تغيرت نسبة البلاستيك في قطاع غزة إلى الأسوأ، بسبب تدمير إسرائيل كافة أشكال الحياة في القطاع.

وكان 1200 طن من القمامة (من بينها البلاستيك)  تتراكم يوميا حول المخيمات والملاجئ بحلول تشرين الثاني/نوفمبر 2023. 

أي القطاعات استخداما للبلاستيك؟

في فلسطين، ثلاث قطاعات أساسية تستخدم البلاستيك في حياتها اليومية، للحد الذي يشكل خطرا حقيقيا على البيئة الفلسطينية، تستهلك الأسر حوالي 45-50% من إجمالي النفايات الصلبة يأتي من المصادر السكنية، وبسبب ذلك تبقى  الأماكن المحيطة بالتجمعات السكنية  مليئة بالبلاستيك.

 فيما تولد قطاعات البناء والصناعة حوالي 20-25% من النفايات، بينما تساهم القطاعات التجارية/المؤسسات بنسبة 25-30% من إجمالي حجم النفايات.

لكن، مع حالة التدمير التي تسببت بها الحرب على قطاع غزة، غابت هذه المسميات الثلاثة، وأصبح البلاستيك يظهر مع أكوام النفايات التي تقترب من خيام المواطنين. 

في القطاع المنكوب، أصبحت العائلات أكثر الجهات استخداما للبلاستيك، وتصريفه إلى البيئة ضمن النفايات الصلبة التي تنتجها تلك العائلات يوميا.

أين يمكن أن نرى التلوث البلاستيكي في الضفة الغربية وقطاع غزة؟

يظهر البلاستيك في كل مكان في فلسطين، ومع الشح في عدد المنشآت التي تعمل على تدوير ومعالجة البلاستيك في الضفة الغربية، وقطاع غزة تكون البيئة الملاذ الوحيد له.

ويمكن ملاحظة زيادة في نسبة البلاستيك في الأراضي الزراعية التي تعتمد بشكل أساسي عليه.

يظل الأمر في الضفة الغربية أقل ضررا منه في غزة، حيث عملت الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع من 18 شهرا على تدمير كل مناحي الحياة.

راهنا، تظهر أكوام البلاستيك كواحد من عناصر النفايات الصلبة التي تلتهم البيئة في قطاع غزة، بسبب تكدسها بعد غياب الحلول التي من شأنها تخفيف هذه الكارثة البيئة.

أصبحت أكوام النفايات الصلبة بكافة مكوناتها تقترب من خيام النازحين، بعد تدمير الاحتلال لمنظومة إدارة النفايات الصلبة، مسببا الحشرات والقوارض، إضافة إلى تحلل النفايات وانبعاث الغازات السامة، حيث يتعرض أكثر من %42 من السكان لمخاطر صحية نتيجة هذه النفايات.

أدى  نقص غاز الطهي المتزايد في القطاع، إلى إجبار المواطنين على حرق الخشب والبلاستيك والنفايات، مما يعرض النساء والأطفال للخطر بشكل خاص، ومما يرجح أن يؤدي كذلك إلى جانب الحرائق وحرق الوقود، إلى انخفاض حاد في جودة الهواء في غزة، على الرغم من عدم توفر بيانات متاحة المصدر حول جودة الهواء في القطاع.

كيف يتم التخلص من هذه النسبة من البلاستيك؟

لا يملك المواطنين خيارات كثيرة للتخلص من كميات البلاستيك، فنسبة عالية من المواطنين تتبع طرق تقليدية كالحرق والطمر.

 لكن نتائج سلبية لهاتين الطريقتين كانتشار الروائح الكريهة في حالة الحرق، وبقاء البلاستيك في باطن الأرض كما هو.

يزداد خيار حرق المواد البلاستيكية في الأراضي الزراعية، خاصة في المناطق الشرقية من الضفة الغربية.

فيما يذهب قسم آخر من خلال الجهات الرسمية إلى طمر البلاستيك مع النفايات الصلبة بشكل عام.

يوجد حاليًّا خمسة مطامر صحّيّة رئيسيّة في فلسطين، منها ثلاثة في الضفّة الغربيّة هي مطمر أريحا، زهرة الفنجان في جنين، المنيا في بيت لحم؛ واثنان في قطاع غزّة هما صوفا (الفُخري) وجحر الديك. بالإضافة إلى ذلك، تمّ في سنة 2018 تحويل موقع نفايات في بيت عنان في القدس إلى مطمر نفايات منظّم.

لكن في قطاع غزة، أتت الحرب على مقومات الحياة ودمرتها، لذلك أصبحت كل الحلول للتخلص من النفايات الصلبة بكل أشكالها، بعيدة عن متناول اليد.

تظهر أكوام النفايات الصلبة بكل مكوناتها في كل المناطق القريبة المحاذية للتجمعات السكنية ومخيمات النزوح في قطاع غزة، وإن بقاء الحال على ما هو عليه ينذر بخطر حقيقي مدمر على كافة الأصعدة.

سعت سلطة جودة البيئة، وبالتعاون مع الجهات المختصة، إلى مكافحة عمليات حرق المواد البلاستيكية، والحد من كميات البلاستيك التي يتم التخلص منها عن طريق تشجيع عمليات إعادة التدوير والاستخدام.

كم منشأة تعمل على تدوير البلاستيك في فلسطين؟

تحتاج هذه الكميات من البلاستيك المراد التخلص منه، حلولا صديقة للبيئة، وإذا ما لم يتم إعادة تدويرها للاستخدام مرة أخرى، فإن مصيرها إلى البيئة، لتزيد من حدة التلوث البيئي الذي يفتك بها.

وتدوير تلك النفايات البلاستيكية، حلا يمكن التعويل عليه للحفاظ على البيئة، واستخدام البلاستيك لمرة أخرى.

لكن حتى عملية التدوير وإعادة الاستخدام، تقتصر فقط على  محافظتي أريحا والقدس من قبل منشآت خاصة.

نحن نتحدث عن الوضع الطبيعي. إلا أن الأمور في قطاع غزة تأخذ بالتعقيد دون حلول قريبة، مع استمرار الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع.

تضررت خمسة من أصل ستة مرافق لإدارة النفايات الصلبة في غزة بسبب الحرب.

لكن، هل يمكن لهذه الخطوات الحد من خطر التلوث بالبلاستيك؟

نظرا للعدد القليل للمنشآت التي تعمل على إعادة الاستخدام، والتدوير والمعالجة، يبقى التأثير محدودا فعليا.

ورغم كل ذلك، تبذل الجهات الرسمية، والأهلية جهودا لو بالشكل الضيق  للحد من التلوث البلاستيكي الذي أصاب البيئة الفلسطينية، رغم كل الظروف الحالية التي تمر بها الضفة الغربية، وقطاع غزة.

فعلاوة على تدوير البلاستيك في عدد قليل من المنشآت الخاصة في أريحا والقدس، تخرج بين الفترة والأخرى مبادرات  بهدف تقليل الاعتماد على البلاستيك “أحادي الاستخدام” في الحياة اليومية.

يقع على عاتق الجهات المسؤولة والأهلية، تكثيف الحملات التوعوية في المدارس، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لبث المنشورات التي تهدف إلى نشر الوعي بين المواطنين تحثهم على تقليل استخدامهم للمواد البلاستيكية.

تكمن نسبة عالية من الحلول في داخل الفرد، كالابتعاد عن البلاستيك أحادي الاستخدام، والتحول إلى مواد ذات الاستخدام المتعدد والاستفادة منه في أكثر من مناسبة.

يمكن إيجاد حل جذري لمشكلة البلاستيك حتى بالنطاق المحدود، ويظهر هذا الحل عند المؤسسات التجارية بالاعتماد على الأكياس الورقية بدلا من الأكياس البلاستيكية.

المصادر:

الأمم المتحدة.

 سلطة جودة البيئة والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني 

معهد الأبحاث التطبيقية “أريج”

أطلس البلاستيك

No comments:

Post a Comment