???????

Friday, July 25, 2025

تحذير علمي : غطاء الزجاجة قد يلوث مشروبك بجزيئات بلاستيكية دقيقة

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands



كشفت دراسة حديثة، أُجريت بإشراف وكالة السلامة الغذائية الفرنسية وخضعت لمراجعة علمية دقيقة، أن أغطية الزجاجات المعدنية تُعد مصدرًا رئيسيًا لتلوث المشروبات بجزيئات الميكروبلاستيك.

ووجد الباحثون أن الميكروبلاستيك كان حاضرًا في جميع العينات التي شملت مياه الشرب والعصائر والمشروبات الغازية. لكن المفاجأة كانت في أن الزجاجات الزجاجية سجّلت أعلى مستويات التلوث، وُتبين أن السبب يعود إلى طلاء أغطيتها المصنوع من مادة البوليستر.

وأوضح ألكسندر دوهو، أحد المشاركين في إعداد الدراسة، أن النتائج كانت غير متوقعة، مضيفًا أن التحاليل أظهرت تطابقًا بين جزيئات الميكروبلاستيك المعزولة من المشروبات ولون ومكونات الطلاء المستخدم في الأغطية المعدنية، ما يعزز فرضية مسؤوليتها المباشرة عن التلوث.

الميكروبلاستيك هو جزيئات بلاستيكية دقيقة لا يتجاوز حجمها 5 ميليمترات، وقد تُضاف عمدًا إلى بعض المنتجات مثل مستحضرات التجميل والمنظفات، أو تتكوّن نتيجة تحلل المواد البلاستيكية الأكبر بسبب عوامل مثل أشعة الشمس والاحتكاك والحرارة. ورغم صغر حجمها، فإن لهذه الجزيئات تأثيرات بيئية وصحية متزايدة، إذ باتت تُرصد في الماء والغذاء وحتى داخل أجسام الكائنات الحية.


تُظهر الدراسات الحديثة أن جزيئات الميكروبلاستيك لا تقتصر على تلوث البيئة فقط، بل باتت مكوّنًا غير مرئي في العديد من الأطعمة والمشروبات التي نستهلكها يوميًا. هذه الجزيئات، التي قد تُضاف عمدًا لبعض المنتجات أو تنشأ عن تحلل المواد البلاستيكية الأكبر، تحتوي على آلاف المركبات الكيميائية الضارة مثل الـBPA، الفثالات، وPFAS، المعروفة بآثارها السمية على الأعصاب، وقدرتها على اختراق الحواجز الحيوية في الجسم، وارتباطها بأمراض خطيرة كالنوبات القلبية والسرطان.

ويُعد النظام الغذائي، بحسب الخبراء، المسار الرئيسي لتعرض الإنسان لهذه الجزيئات، خاصة في ظل تنامي الاعتماد على المواد البلاستيكية في التغليف والتخزين. دراسة جديدة أجرتها وكالة السلامة الغذائية الفرنسية كشفت أن الميكروبلاستيك موجود في جميع أنواع عبوات المشروبات التي خضعت للفحص، بما في ذلك الزجاجية، والبلاستيكية، والمعدنية، وعبوات "بريك" الورقية.

لكن المثير للقلق أن الزجاجات الزجاجية، التي يُفترض أن تكون خيارًا أنظف، احتوت على أعلى مستويات التلوث، إذ بلغت نسبة الجزيئات فيها ما يقارب 50 ضعف تلك الموجودة في الزجاجات البلاستيكية. ووفقًا للباحثين، فإن السبب يعود إلى أغطية الزجاجات المعدنية المطلية بطبقة بوليستر، وهي مصدر رئيسي لانبعاث الجزيئات البلاستيكية الدقيقة.

ويرجح الباحثون أن احتكاك الأغطية ببعضها أثناء التخزين في صناديق كبيرة يؤدي إلى خدوش مجهرية في الطلاء، تنتج عنها جزيئات دقيقة تتسرب إلى المشروب أثناء عملية الإغلاق. وتم تأكيد هذا التلوث من خلال فحوص مجهرية أظهرت تطابق الجزيئات من حيث اللون والمادة مع طلاء الأغطية المعدنية.

هذه النتائج تسلط الضوء على مصدر غير متوقع لتلوث المشروبات بالميكروبلاستيك، وتدعو لإعادة النظر في مواد التغليف المستخدمة على نطاق واسع في الصناعات الغذائية.

ما الحل ؟

تُظهر نتائج الدراسة أن الحل لمشكلة تلوث المشروبات بالميكروبلاستيك قد يبدو بسيطًا من الناحية النظرية، إذ يمكن تقليل كمية الجزيئات الدقيقة المنبعثة من أغطية الزجاجات المعدنية عبر غسلها وتجفيفها بالهواء قبل الاستخدام. ومع ذلك، يحذّر الباحثون من أن تنفيذ هذه الخطوة على نطاق صناعي واسع قد يكون معقدًا من الناحية العملية ويواجه تحديات تقنية ولوجستية.

كما تشير الدراسة إلى أن التلوث لا يقتصر فقط على الجزيئات الناتجة عن طلاء الأغطية، إذ تم رصد أنواع أخرى من الميكروبلاستيك لا تعود إلى هذا المصدر، ما يرجّح احتمال تسرب هذه الجزيئات خلال مراحل أخرى من التصنيع أو من المياه المستخدمة في التعبئة.

ورغم تصاعد القلق بشأن التأثيرات الصحية للميكروبلاستيك، لم تتمكن الدراسة من تحديد مدى خطورة الجزيئات التي تم العثور عليها داخل الزجاجات بشكل دقيق، نظرًا لتعدد أنواع البلاستيك وتباين خصائصها، إضافة إلى غياب تقييم شامل للمخاطر الصحية المرتبطة بكل نوع.

وفي ختام الدراسة، دعا الباحث ألكسندر دوهو إلى ضرورة تتبع مصادر هذا التلوث والحد منه في مراحله الأولى ضمن خطوط الإنتاج، لكنه أكد على أهمية التعامل مع المسألة بعقلانية علمية، دون الوقوع في فخ الذعر أو المبالغة.

المصدر : https://www.awanmasr.com/

No comments:

Post a Comment