نحو بيئة نظيفة وجميلة

test

أحدث المقالات

Post Top Ad

Your Ad Spot

Saturday, July 19, 2025

إزالة الغابات تحوّل الفيضانات النادرة إلى كوارث متكررة.. الغابات ليست مجرد أشجار

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands



الغابات لا تقتصر على توفير الأخشاب ومأوىً للحياة البرية، بل تُنظم المياه، وتثبت التربة، وتقي المجتمعات من الكوارث الطبيعية .ولكن عندما تُقطع الغابات، لا يقتصر الضرر على فقدان الأشجار.

تكشف دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة كولومبيا البريطانية عن العواقب المزعجة وطويلة الأمد لقطع الأشجار على أنماط الفيضانات.

أصبح الفيضان النادر الذي كان يحدث مرة كل سبعين عامًا يتكرر الآن كل تسع سنوات.

هذه النتائج التي نُشرت في مجلة علم المياه مستخلصة من إحدى أطول تجارب علم هيدرولوجيا الغابات في العالم.

قال المؤلف الرئيسي الدكتور يونس عليلة، عالم المياه في كلية الغابات بجامعة كولومبيا البريطانية: “يتحدى هذا البحث التفكير التقليدي حول تأثير إدارة الغابات على الفيضانات”.

وأضاف: “نأمل أن يأخذ قطاع الصناعة وصنّاع السياسات بعين الاعتبار النتائج، التي تُظهر أن المسألة لا تتعلق فقط بكمية الغابات المزالة، بل أيضًا بمكان وكيفية إزالتها والظروف المحيطة بذلك”.

إزالة الغابات

عوامل المناظر الطبيعية ومخاطر الفيضانات

درس الباحثون مستجمعَي مياه متجاورين في ولاية كارولاينا الشمالية. كلاهما قُطع أشجاره بالكامل في خمسينيات القرن الماضي، لكن استجابتهما كانت مختلفة تمامًا.

أحدهما كان مواجهًا للشمال، فاحتفظ بالرطوبة وتعرض لأشعة الشمس بدرجة أقل. أما الآخر فكان مواجهًا للجنوب فجفّ بسرعة أكبر.

قال هنري فام، المؤلف الأول للدراسة: «وجدنا أن عوامل المناظر الطبيعية التي تبدو بسيطة – مثل اتجاه المنحدر – يمكن أن تحدد نجاح أو فشل استجابة مستجمعات المياه».

في الحوض الشمالي، ازدادت وتيرة الفيضانات بين أربعة أضعاف وثمانية عشر ضعفًا، وتجاوز حجم بعض الفيضانات الضعف. في المقابل، لم يُلاحظ أي تغيير يُذكر في الحوض الجنوبي.

وأكد الباحثون أن نفس المعالجة أنتجت نتائج مختلفة جذريًا، ما يبرز دور التوجه والمناخ المحلي في مرونة مستجمعات المياه.

إزالة الغابات

نماذج الفيضانات القديمة

كانت النماذج التقليدية تقدّر جريان المياه بمعادلة بسيطة، قطع نسبة معينة من الأشجار ينتج عنه زيادة متوقعة في المياه بنسبة معينة، لكن فريق البحث تحدى هذا التفكير، باستخدام إطار احتمالي يستند إلى بيانات جُمعت على مدى 70 عامًا من مختبر كويتا الهيدرولوجي.

قال الدكتورعليلة: “تثبت هذه الأدلة التجريبية صحة دعوتنا لتحسين طرق التحليل”.

وأضاف: “عندما نُطبق أدوات احتمالية ملائمة على البيانات الطويلة الأمد، نجد تأثيرات أشد وأكثر تنوعًا مما توحي به النماذج القديمة”.

كشفت الدراسة أن إزالة الغابات لا ترفع فقط معدلات الفيضانات، بل تُغير سلوكها بالكامل، بحيث تصبح الأحداث النادرة متكررة وتبلغ ذروتها بشكل غير متوقع.

إزالة الغابات

إزالة الغابات وأنماط الفيضانات

تتبّع الفريق سلوك الفيضانات لعقود بعد إزالة الغابات، وكشف أن التغيرات في الحوض الشمالي بقيت حادة لسنوات طويلة.

لم يكن الأمر مجرد صدمة عابرة، بل تحول عميق وطويل الأمد في الاستجابة الهيدرولوجية، حتى بعد مرور 40 عامًا على قطع الأشجار، ظلت الفيضانات أكثر شدة وأطول مدة.

يرى العلماء أن السبب يعود إلى تغيّر دائم في طريقة احتفاظ التربة بالمياه، وتبخر الماء عبر النباتات، ومدى تشبع الأرض بعد المطر.

إزالة الغابات

فقدان الغابات في الماضي أدى إلى فيضانات كبيرة

أشار الدكتور عليلة إلى أن النتائج يمكن أن تنطبق على كوارث الفيضانات الحالية والمستقبلية. فكولومبيا البريطانية مثلًا تضم أراضي مشابهة، بما في ذلك المناطق التي اجتاحتها فيضانات سوماس برايري عام 2021.

يقترح الفريق استخدام نماذجهم لتقييم مساهمة قطع الأشجار في هذه الكوارث والتنبؤ بالمخاطر القادمة.

وخلص الباحثون إلى أن الفيضانات الكبيرة التي ضربت تكساس بين عامي 2015 و2023 اشتدت بفعل تغييرات الأرض والأمطار الغزيرة الناتجة عن تغير المناخ، وربما ساهم قطع الغابات منذ زمن بعيد في تفاقم الأضرار.

إعادة النظر في سياسة الغابات

الدليل واضح: أين وكيف ومتى نقطع الأشجار؟ لم يعد النهج القديم القائم على مبدأ «مقاس واحد يناسب الجميع» صالحًا. الغابات ليست مجرد خزانات مياه، بل أنظمة معقدة تتشكل وفق أنماط المنحدرات والتربة والتعرض للأمطار.

تؤكد النتائج أن فهم ديناميكيات هذه الأنظمة أصبح أكثر أهمية مع تغير المناخ. ومن خلال التعامل مع مستجمعات المياه كنظم حية ذات خصائص فريدة، يمكن لصانعي السياسات اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً وأكثر مراعاة للعواقب طويلة الأمد.

نقلا عن موقع المستقبل الأخضر 




No comments:

Post a Comment

دولار ينفق اليوم في مواجهة الجفاف يوفر عشرة غدًا

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands قال تحليل جديد إن الأعباء الاقتصادية للجفاف ومغارمه قد ترتفع بأكثر من الثلث في السنوات العشر المقبلة ما ل...

Post Top Ad

Your Ad Spot

???????