الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands
بعد مرور 735 يومًا من الحرب المدمّرة، يعود مئات الآلاف من النازحين إلى مدنهم في قطاع غزة ليجدوا نحو 90% من البنية التحتية مدمّرًا.
فقد دمّرت إسرائيل 300 ألف وحدة سكنية كليًا و200 ألف جزئيًا، وأخرجت 25 مستشفى من أصل 38 عن الخدمة، وتضرر 95% من المدارس، وخرج 85% من مرافق المياه عن العمل.
ويحتاج القطاع إلى إزالة 55 مليون طن من الركام، فيما تُقدّر تكلفة الإعمار بنحو 53 مليار دولار، في وقت تنتظر فيه 170 ألف طن من المساعدات الإنسانية السماح بالدخول.
كشفت وثيقة تفصيلية تتضمن الخطوات التنفيذية لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة. وتنص الخطة على أن تتوقف الحرب بمجرد موافقة إسرائيل وحماس خلال 72 ساعة، على أن تبدأ إسرائيل انسحابًا تدريجيًا من محيط القطاع، مقابل تقديم حركة حماس معلومات عن الأسرى الإسرائيليين.
وخلال هذه الفترة، تسلّم حماس جميع الأسرى الأحياء ورفات الجنود الإسرائيليين، فيما تقدّم إسرائيل معلومات عن الأسرى الفلسطينيين لديها. وتشدد الخطة على أن تتم عملية التسليم دون مظاهر احتفالية أو إعلامية، مع إشراف الوسطاء والصليب الأحمر الدولي.
أما في الجانب الإنساني، فتبدأ وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في تسلّم وتوزيع المساعدات فور توقيع الاتفاق، بحيث تدخل ما لا يقل عن 600 شاحنة يوميًا، منها 50 شاحنة محمّلة بالوقود والغاز، إضافة إلى فتح معبر رفح في الاتجاهين وفق اتفاق 19 يناير/كانون الثاني 2025.
كما تتضمن الخطة إدخال المعدات اللازمة لإزالة الركام، وتوسيع المخيمات لاستيعاب النازحين، وبدء تشغيل محطة الكهرباء، وصيانة شبكات المياه والصرف الصحي، وترميم المستشفيات والطرق والمخابز.
6 آلاف شاحنة مساعدات جاهزة للدخول
من جهته، أكد المتحدث باسم وكالة “الأونروا” جوناثان فولر أن لدى الوكالة 6 آلاف شاحنة مساعدات جاهزة للدخول إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن أكثر من 170 من موظفيها قتلوا خلال الحرب.
وفي العريش المصرية، رُصدت طوابير طويلة من الشاحنات بانتظار الإذن للتحرك نحو معبر كرم أبو سالم الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، قبل دخولها إلى غزة.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل حيّز التنفيذ ظهر الجمعة، متزامنًا مع انسحاب جزئي للجيش الإسرائيلي من بعض مناطق القطاع. لكن الحكومة الإسرائيلية أدرجت بنودًا سرّية في الاتفاق، ما اعتبره محللون “ألغامًا سياسية” قد تُستخدم لاحقًا لخرق الهدنة.
البند السري في قرار الحكومة الإسرائيلية
وقال مدير مكتب الجزيرة في فلسطين وليد العمري إن البند السري في قرار الحكومة الإسرائيلية يمنح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الحق في تعليق الاتفاق بحجة عدم استعادة جثامين الجنود الإسرائيليين، مضيفًا أن هذا يعكس “نوايا غير سليمة” تهدف إلى استثمار الاتفاق سياسيًا داخل إسرائيل.
في المقابل، أكدت حركة حماس أنها تتابع تنفيذ الاتفاق بدقة، وتنفي وجود أي بنود سرية، مشيرة إلى أنها مستعدة للتعامل مع أي طارئ.
مشهد عودة النازحين إلى المدينة بأنه “أمل جديد ينبض في قلب الدمار”، مؤكدًا أن هذا التدفق البشري الواسع يثبت فشل المخطط الإسرائيلي لتهجير سكان القطاع.
التحدي الأكبر الآن هو إعادة تشغيل الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء والمياه والمستشفيات، وتوفير الوقود والمساكن المؤقتة للنازحين.
مشاهد العودة تمثل “وجهًا آخر للهزيمة الإسرائيلية”، إذ فشلت حكومة نتنياهو في تهجير نحو 700 ألف فلسطيني كما كانت تخطط.
المرحلة المقبلة من الاتفاق تتعلق بصفقة تبادل الأسرى، وهي الأكثر حساسية، محذرًا من أن أي تأخير أو خرق من الجانب الإسرائيلي قد يؤدي إلى انهيار الاتفاق خلال الساعات الـ72 الحاسمة المقبلة.
No comments:
Post a Comment