نحو بيئة نظيفة وجميلة

test

أحدث المقالات

شركة كسابري للتجارة و الصناعة

شبكة صبا الإعلامية

شبكة صبا الإعلامية

Monday, October 6, 2025

طفيل جديد يفتك بمستعمرات النحل في العالم.. من آسيا إلى أوروبا اجتياح قاتل أسرع من الفاروا

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands



منذ عقود طويلة، يخوض مربو النحل حول العالم حربًا شاقة ضد طفيلي مجهري يُعرف باسم فاروا ديستركتور، الذي تسبب في انهيار ملايين المستعمرات وألحق خسائر فادحة بصناعة العسل والتلقيح الزراعي.
لكن الخبراء اليوم يحذرون من عدو أكثر شراسة، هو الطفيلي تروبيلابيس ميرسيدساي، المعروف اختصارًا بـ”تروبى”، والذي يُتوقع أن يحدث آثارًا كارثية على النحل وإنتاج الغذاء عالميًا.

انتشار سريع من آسيا إلى أوروبا

الموطن الأصلي لـ”تروبى” هو نحلة العسل العملاقة (Apis dorsata) المنتشرة في جنوب وجنوب شرق آسيا، غير أن الطفيلي تمكن في مرحلة ما من الانتقال إلى نحلة العسل الغربية (Apis mellifera)، وهي الأكثر انتشارًا في مزارع العالم.
هذا التحول سمح له بالتوسع تدريجيًا خارج موطنه الطبيعي. فقد تم رصده بالفعل في أوكرانيا وجورجيا وجنوب روسيا، ويُعتقد أنه موجود في إيران وتركيا، ما يفتح الطريق أمام دخوله إلى أوروبا الشرقية ثم باقي القارة.
ولا يقتصر الخطر على أوروبا، بل إن أستراليا وأمريكا الشمالية مهددتان أيضًا بانتقال الطفيلي إلى أراضيهما.

لماذا يشكل “تروبى” خطرًا مضاعفًا؟

رغم أن “تروبى” يشبه الفاروا في اعتماده على الخلايا المغلقة (capped brood cells) للتكاثر، إلا أن هناك اختلافات تجعله أكثر فتكًا:

– دورة حياة أسرع: إناث “تروبى” تتكاثر داخل الخلية المغلقة بسرعة أكبر من الفاروا، ما يؤدي إلى إنتاج أعداد أكبر من الطفيليات خلال وقت قصير.

– انهيار أسرع للمستعمرات: في حين يستغرق الفاروا شهورًا ليتسبب في تراجع أعداد النحل، يمكن لـ”تروبى” أن يقضي على المستعمرة في أسابيع.

– خطورة الفيروسات: الطفيلي ينقل فيروسات قاتلة، أبرزها فيروس تشوه الأجنحة، الذي يُعد أخطر أمراض النحل.
قصور في العيش على النحل البالغ: على عكس الفاروا الذي يمكث طويلًا على النحل البالغ، لا يعيش “تروبى” إلا أيامًا قليلة خارجه، ما يجعله دائم البحث عن يرقات جديدة، ويزيد سرعة انتشاره داخل الخلية.

مكن لمستعمرات النحل المصابة بطفيليات تروبي أن تنهار أسرع بكثير
مكن لمستعمرات النحل المصابة بطفيليات تروبي أن تنهار أسرع بكثير

طرق المكافحة الحالية

في المناطق الآسيوية التي يستوطنها الطفيلي، يلجأ مربو النحل إلى بعض الأساليب التقليدية لمواجهته، من أبرزها:

حبس الملكة: يتم وضع ملكة النحل في قفص لمدة 4–5 أسابيع، ما يوقف عملية وضع البيض، وبالتالي يختفي الغذاء الذي يعتمد عليه الطفيلي.
هذه الطريقة فعّالة في المناحل الصغيرة، لكنها شبه مستحيلة في أوروبا حيث يدير المربون آلاف الخلايا.


– العلاج بحمض الفورميك: وهو أسلوب واعد نسبيًا، إذ يستطيع الحمض اختراق أغطية الشمع وقتل الطفيليات دون الإضرار باليرقات إذا استُخدم بتركيزات منخفضة.

لماذا تفشل أدوية الفاروا أمام “تروبى”؟

الكثير من المربين يطرحون سؤالًا منطقيًا: هل يمكن استخدام نفس المبيدات الكيميائية الموجهة ضد الفاروا للقضاء على “تروبى”؟ والجواب – في معظم الحالات – لا.
الفاروا يقضي فترات طويلة على أجساد النحل البالغ، ما يجعله معرضًا مباشرة للمواد الكيميائية التي تنتشر داخل الخلية.
أما “تروبى” فلا يلتصق كثيرًا بالنحل، بل يختبئ ويتنقل على سطح الأقراص الشمعية، وبالتالي لا يتأثر بتلك المواد بنفس الدرجة.
كما أن محاولة دمج أكثر من علاج – مثل الفورميك مع المبيدات الحشرية – قد تكون قاتلة للنحل نفسه، بالإضافة إلى مخاطر تكوين سلالات مقاومة نتيجة الإفراط في استخدام المبيدات، وهي المشكلة ذاتها التي واجهها مربو النحل مع الفاروا.

التأثير على الزراعة والأمن الغذائي

الخطر الحقيقي لا يقتصر على مربي النحل أو صناعة العسل فقط، بل يمتد ليهدد الأمن الغذائي العالمي.
فالنحل يعد الملقح الأساسي لمئات المحاصيل الزراعية، من الخضروات والفواكه إلى المكسرات والبذور الزيتية.

ومع انهيار المزيد من المستعمرات، ستزداد تكلفة التلقيح الصناعي، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية وربما نقصها في الأسواق.

تروبي سوس صغير يتغذى على عذارى نحل العسل وينقل فيروسات قاتلة
تروبي سوس صغير يتغذى على عذارى نحل العسل وينقل فيروسات قاتلة

أبحاث لإنقاذ النحل

في بلدان مثل تايلاند والصين، يعمل الباحثون على تطوير استراتيجيات أكثر كفاءة لمكافحة “تروبى”، سواء عبر تحسين أساليب الإدارة أو تطوير مواد آمنة تستهدف الطفيلي دون الإضرار بالنحل.
لكن الخبراء يحذرون: إذا لم يتم التوصل سريعًا إلى حلول عملية، فقد يكون انتشار “تروبى” حول العالم أكثر تدميرًا من قصة الفاروا، التي قلبت موازين تربية النحل خلال العقود الماضية.

الخلاصة

“تروبى” ليس مجرد تهديد جديد، بل هو كابوس حقيقي لمستقبل النحل العالمي وللزراعة التي يعتمد عليها مليارات البشر.
سرعة انتشاره، وقصر دورته، وصعوبة السيطرة عليه، كلها عوامل تجعله عدوًا غير مسبوق في عالم تربية النحل. نقلا عن موقع المستقبل الأخضر


No comments:

Post a Comment

كوزمتكس مريم دعيبس

كوزمتكس مريم دعيبس
كل ما تحتاجينه في مكان واحد

Featured Post

مشروع الاستيطان اليهودي في قطاع غزة: المنظَّمات، والجهود العمليّة، وإمكانات التحقّق

الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands تتناول هذه الورقة تقدير الموقف الراهن لمشروع الاستيطان اليهودي في قطاع غزة بعد حرب 2023، من حيث خلفيته الت...

Post Top Ad

Your Ad Spot

???????