الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands
في سابقة علمية نادرة، أعلن باحثون من جامعة تكساس في أوستن عن اكتشاف طائر هجين جديد أطلق عليه
مراقبون اسم “الجرو-جاي”، وهو ناتج عن تزاوج بين طائر الزرقاء (Blue Jay) وطائر الخضراء (Green
Jay)، بعد أن التقت موائلهما لأول مرة بفعل تغير المناخ.
وأوضح الفريق البحثي أن الطائر تم رصده في إحدى ضواحي مدينة سان أنطونيو، حيث لاحظ أحد السكان المحليين
طائرًا غريب المظهر يجمع بين ألوان الزرقاء وخطوط الخضراء.
وبعد اصطياده وفحصه عبر شبكة ضبابية، أكد التحليل الجيني أنه بالفعل هجين طبيعي من أنثى خضراء وذكر زرقاء.
أوضح بريان ستوكس،طالب دكتوراه بعلم الأحياء في جامعة تكساس بأوستن، والمؤلّف الأوّل للدراسة التي نُشرت
في دورية Ecology and Evolution:"نعتقد أنه أول فقاري مرصود مهجّن نتيجة لتوسّع نطاق نوعين من
الطيور معًا، ومرد ذلك، جزئيًا على الأقل، إلى تغيّر المناخ".
ويمكن العثور على طائر القيق الأخضر زاهي اللون في أجزاء من أمريكا الجنوبية والوسطى، والمكسيك، وجزء
محدود من جنوب تكساس. لكن منذ العام 2000، توسّع نطاق هذا الطائر الاستوائي شمالًا مئات الكيلومترات على
طول نهر "ريو غراندي" في اتجاه مدينة سان أنطونيو بولاية تكساس، بحسب المؤلف المشارك في الدراسة،
تيموثي كيت.
النوعان منفصلان تطوريًا منذ سبعة ملايين سنة
وتشير البيانات التاريخية إلى أن النوعين منفصلان تطوريًا منذ سبعة ملايين سنة، ولم تكن موائلهما تتداخل سابقًا؛ ففي خمسينيات القرن الماضي لم تكن الخضراء تتعدى جنوب تكساس، بينما كانت الزرقاء لا تصل أبعد من هيوستن.
لكن مع ارتفاع درجات الحرارة وجفاف أجزاء من تكساس، توسعت الخضراء شمالًا والزرقاء غربًا، ما أدى إلى تقاطع نطاقاتهما.
المثير للاهتمام أن هجينًا مشابهًا وُلد في الأسر خلال سبعينيات القرن الماضي وحُفظ في متحف فورت وورث للعلوم والتاريخ، وكان مطابقًا تقريبًا للطائر الجديد.
ويقول الباحث براين ستوكس، الذي قاد الدراسة: “نعتقد أن هذا هو أول هجين فقاري يظهر نتيجة مباشرة لتغير المناخ الذي أجبر الأنواع على التداخل والتهجين.”
ويفتح هذا الاكتشاف بابًا جديدًا لفهم تأثير التغير المناخي على التنوع البيولوجي، ليس فقط عبر دفع الأنواع إلى الهجرة، بل أيضًا عبر خلق كائنات جديدة من تداخلها.
.jpeg)
.jpeg)
No comments:
Post a Comment