الفقمات تواجه خطر الانقراض والطيور تتراجع... والسلاحف الخضراء تنتعش

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands

كشف الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) في أحدث تحديث لقائمة الأنواع المهددة بالانقراض، الصادر خلال مؤتمر الكونغرس العالمي للطبيعة، عن تدهور وضع فقمات القطب الشمالي بسبب ذوبان الجليد البحري، في وقت يشهد فيه العالم تراجعًا في أعداد أكثر من نصف أنواع الطيور، مقابل تعافٍ ملحوظ للسلاحف الخضراء بفضل جهود الحماية.

يشمل التحديث الجديد 172,620 نوعًا، من بينها 48,646 نوعًا مهددًا بالانقراض.

وقالت الدكتورة جريثل أجويلار، المديرة العامة للاتحاد:

"النتائج تسلط الضوء على التحديات العاجلة التي يواجهها التنوع البيولوجي، لكنها أيضًا تُظهر أن الحماية تنجح عندما تتضافر الجهود، كما نرى في حالة السلاحف الخضراء. ومع اقتراب مؤتمر المناخ في البرازيل، علينا تسريع وتيرة العمل لحماية المناخ والطبيعة معًا."

 

فقمات القطب الشمالي... ضحايا ذوبان الجليد

أوضح التقرير أن فقمة الغطاء (Cystophora cristata) انتقلت من فئة "معرّضة للخطر" إلى "مهددة بالانقراض". كما أصبحت فقمة اللحية (Erignathus barbatus) وفقمة القيثارة (Pagophilus groenlandicus) مصنّفتين ضمن الفئة "قريبة من التهديد".

السبب الرئيس وراء هذا التراجع هو ذوبان الجليد البحري الناتج عن الاحترار العالمي، إذ تعتمد هذه الفقمات على الجليد للتكاثر وتربية صغارها والراحة والبحث عن الغذاء. ومع تقلص المساحات الجليدية، تصبح أكثر عرضة لتأثيرات النشاط البشري.

يحدث الاحترار في القطب الشمالي بمعدل أسرع أربع مرات من بقية أنحاء العالم، مما يهدد بقاء الفقمات والدببة القطبية وكائنات البحر الأخرى.

وقال الدكتور كيت كوفاكس من المعهد القطبي النرويجي:

"ما نراه سنويًا في سفالبارد من تراجع الجليد يوضح أن الخطر ليس مستقبليًا، بل واقع نعيشه اليوم."

فقمة الغطاء Cystophora cristata

الطيور... تراجع مقلق على مستوى العالم

قيّم الاتحاد هذا العام 1,360 نوعًا من الطيور، وتبيّن أن 11.5% منها مهددة عالميًا، بينما شهدت 61% من أنواع الطيور انخفاضًا في أعدادها، مقارنة بـ 44% فقط عام 2016.

يُعد فقدان المواطن الطبيعية بسبب الزراعة المكثفة وقطع الغابات أبرز أسباب التراجع، خصوصًا في مناطق مدغشقر وغرب إفريقيا وأمريكا الوسطى، حيث أُدرجت أنواع جديدة ضمن فئات “قريبة من التهديد” و”مهددة بالانقراض”.

وأشار الدكتور إيان بورفيلد من منظمة بيردلايف إنترناشونال إلى أن:

"انخفاض أعداد ثلاثة من كل خمسة أنواع من الطيور حول العالم يوضح مدى عمق أزمة التنوع البيولوجي."

وأضاف أن نجاح استعادة طائر “الهازجة الرودريغية” من فئة “مهدد بشدة” إلى “غير مهدد” بفضل إعادة تأهيل الغابات في جزيرة رودريجز، يؤكد أن الحماية الفعالة تحقق نتائج ملموسة.

طائر الهازجة الرودريغية

السلاحف الخضراء... قصة نجاح بيئية 

على الجانب الإيجابي، سجّل التقرير تحسنًا كبيرًا في أوضاع السلاحف الخضراء (Chelonia mydas)، حيث انتقل تصنيفها من “مهددة بالانقراض” إلى “أقل قلقًا” بعد عقود من جهود الحماية المكثفة.

ارتفع عدد السلاحف الخضراء عالميًا بنسبة 28% منذ سبعينيات القرن الماضي، ويُعزى هذا النجاح إلى حماية الإناث خلال فترات وضع البيض، ودعم المبادرات المجتمعية، واستخدام أجهزة تمنع تشابك السلاحف في شباك الصيد.

وشهدت مناطق جزر أسنشن والبرازيل والمكسيك وهاواي نجاحات واضحة في حماية هذه الأنواع.

لكن رغم هذا التقدم، لا تزال التنمية الساحلية والصيد غير المستدام وتغير المناخ تهدد مواطن السلاحف ومناطق تعشيشها.

وقال رودريك ماست، الرئيس المشارك لمجموعة السلاحف البحرية في الاتحاد:

"تعافي السلاحف الخضراء عالميًا يبرهن على أن العمل الجماعي الطويل الأمد قادر على إعادة التوازن للطبيعة."

Chelonia mydas- السلحفاء الخضراء

أنواع انقرضت حديثًا

ضمّ التحديث أيضًا إعلان انقراض ستة أنواع جديدة، منها:

• زباب جزيرة الكريسماس

• نوع من الحلزون المخروطي

• طائر الكروان رفيع المنقار

• ثلاثة أنواع من الباندكوت الأسترالي

• نبات ديليسيا سينيواطا من هاواي

 

زباب جزيرة الكريسماس

المقال :https://www.nature.com/articles/s43247-022-00498-3