الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands
أكثر من ربع مليون طن من النفايات تتراكم في أنحاء مختلفة من مدينة غزة، إضافة إلى نقص حاد في مياه الشرب وتسرب لمياه الصرف الصحي، ما يهدد حياة مئات الآلاف من الفلسطينيين.
وأطلق المتحدث باسم بلدية غزة عاصم النبيه تحذيرًا من تفاقم هذه الكوارث في ظل الدمار الواسع الذي خلّفته حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ عامين، وما تبعها من نقص حاد في الإمكانيات والمستلزمات اللازمة لتقديم الخدمات الأساسية.
وأوضح النبيه أن مدينة غزة تعاني من كوارث صحية وبيئية خطيرة تؤدي إلى انتشار القوارض والحشرات، فضلًا عن شح المياه الصالحة للشرب، بالتزامن مع تراكم كميات هائلة من النفايات في مختلف مناطق المدينة.
وأشار إلى أن البلدية عاجزة عن حل الأزمة بعد أن دمّرت إسرائيل أكثر من 85% من آلياتها الثقيلة والمتوسطة خلال عامي الحرب، دون وجود بدائل لتسيير العمل.

تسرب كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي
وأكد أن تسرب كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي في شوارع متعددة يفاقم الكارثة البيئية والصحية، مشيرًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع طواقم البلدية من الوصول إلى مكب النفايات الرئيسي في منطقة جحر الديك جنوب شرقي المدينة، الواقعة شرق ما يعرف بـ”الخط الأصفر”، وهو خط الانسحاب الأول المنصوص عليه في خطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فقد استهدفت القوات الإسرائيلية شبكات الصرف الصحي ودمرت أكثر من 700 ألف متر منها، ضمن دمار طال نحو 90% من البنية التحتية المدنية، بينما تُقدر الخسائر الأولية بنحو 70 مليار دولار.

انتشار المكبات العشوائية
في المقابل، تسعى بلدية النصيرات -وسط قطاع غزة- إلى إعادة تأهيل مكب الشلال للنفايات بالتعاون مع مجلس الخدمات المشترك وبدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في محاولة لاحتواء ملايين الأطنان من المخلفات الناتجة عن الحرب، والتي قد تُنتج أكثر من 90 ألف طن من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

ويهدف المشروع إلى تحويل المكب العشوائي إلى مكب صحي آمن من خلال توسيع مساحته وإعادة تأهيل طبقاته بالطين على مراحل، مع إنشاء قنوات لتجميع العصارة ومعالجتها بطرق تحد من المخاطر البيئية.
ويؤكد مسؤولو البلدية أن تكدس النفايات في المخيمات والمناطق السكنية أدى إلى انتشار الحشرات والقوارض وانبعاث روائح خانقة، مما يهدد صحة النازحين، في ظل غياب حلول جذرية لإدارة النفايات أو توفر خدمات الرش والتنظيف الدوري.

كما يعاني القطاع من انتشار المكبات العشوائية بسبب تعذر الوصول إلى المكبات الرسمية شرقي القطاع نتيجة الحصار والاجتياحات المتكررة، الأمر الذي دفع البلديات إلى إنشاء مكبات مؤقتة كحل اضطراري رغم أضرارها البيئية الكبيرة.
وفي ظل هذه الظروف، تؤكد بلدية غزة أن المدينة لم تعد قابلة للحياة نتيجة الدمار الشامل الذي طاول المياه، الصرف الصحي، والنفايات، محذّرة من انهيار بيئي وصحي شامل ما لم يتدخل المجتمع الدولي بشكل عاجل لإنقاذ السكان.


No comments:
Post a Comment