الصيد الجائر للطيور... خطر يهدد التنوع الحيوي والطبيعة الفلسطينية

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands

تشهد بعض المناطق الفلسطينية في الآونة الأخيرة زيادة مقلقة في عمليات صيد الطيور بالشباك، سواء الأرضية أو الهوائية، وهو عمل مخالف للقانون البيئي الفلسطيني الذي يجرّم أي شكل من أشكال الصيد العشوائي الذي يهدد الحياة البرية.
ورغم وضوح القوانين، يقوم بعض الصيادين من الهواة أو المحترفين باصطياد الطيور الصغيرة والمغردة والطيور الجارحة صغيرة الحجم، بهدف بيعها في الأسواق المحلية وتحقيق مكاسب مالية سريعة، دون إدراك لما يسببه هذا السلوك من أضرار بيئية جسيمة.

 أثر الصيد الجائر على الطيور والهجرة

يؤدي الصيد الجائر إلى انخفاض أعداد الطيور المهاجرة التي تمر عبر فلسطين سنويًا، إذ تعتبر البلاد محطة أساسية على مسار هجرة ملايين الطيور بين أوروبا وأفريقيا.
ومع استمرار نصب الشباك في مواسم الهجرة، تتعرض آلاف الطيور للقبض أو الموت، مما يخلّ بالتوازن البيئي ويؤثر في سلاسل الغذاء الطبيعية.
كما أن اختفاء الطيور المغردة والجارحة يؤدي إلى زيادة أعداد الحشرات والقوارض، لأن الطيور تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على التوازن الطبيعي.

 أهداف الصيد الجائر

تتنوع دوافع الصيد الجائر، فمنها التجارة غير القانونية بالطيور النادرة أو الجميلة، أو استخدامها للزينة في المنازل والأسواق، وأحيانًا بدافع الهواية أو التفاخر.
لكن هذه الأفعال، رغم بساطتها في نظر بعض الصيادين، تترك أثرًا خطيرًا على البيئة والحياة الفطرية، وقد تؤدي مع الوقت إلى انقراض أنواع محلية ومهاجرة.

 القانون يحمي الحياة... والعقاب ينتظر المخالفين

تؤكد القوانين البيئية الفلسطينية أن الصيد بالشباك ممنوع منعًا باتًا، سواء في الطبيعة أو في مواقع البيع والاتجار بالطيور، وأن كل من يخالف يعرض نفسه للمساءلة القانونية والعقوبة.
ويهدف هذا القانون إلى حماية التنوع الحيوي وضمان استمرار الأنواع في بيئتها الطبيعية.

 دعوة للتوقف والمسؤولية

من منطلق المسؤولية الوطنية والبيئية، ندعو جميع الصيادين من الهواة والمحترفين إلى التوقف عن الصيد الجائر واحترام القوانين التي وُضعت لحماية الطبيعة الفلسطينية.
فالطبيعة ليست موردًا للاستغلال، بل أمانة يجب الحفاظ عليها للأجيال القادمة، وكل طائر نُنقذه هو خطوة نحو بيئة متوازنة وحياة أجمل.