نحو بيئة نظيفة وجميلة

test

أحدث المقالات

شركة كسابري للتجارة و الصناعة

شبكة صبا الإعلامية

شبكة صبا الإعلامية

Sunday, November 2, 2025

الحروب الحديثة تُشعل حرارة الأرض

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands


 انبعاثات الصراعات العسكرية ترفع متوسط درجة حرارة الكوكب وتزيد من خطر الاحتباس الحراري

تشير تقارير علمية حديثة إلى أن تصاعد النزاعات العسكرية في السنوات الأخيرة، ولا سيما الحرب الإسرائيلية على غزة، والصراع بين روسيا وأوكرانيا، والقصف المتبادل بين إسرائيل وإيران، إلى جانب الهجمات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، قد تركت أثرًا ملموسًا على تسارع ظاهرة الاحتباس الحراري على مستوى العالم.

فوفقًا للتقديرات، تسببت الانبعاثات الناتجة عن هذه الصراعات الأربعة في إطلاق ما يقارب مليار طن من ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي، أي ما يعادل نحو 2% من إجمالي كمية ثاني أكسيد الكربون العالمية. ويُعتقد أن هذه الزيادة قد رفعت متوسط درجة حرارة الأرض من 15.0 إلى 15.3 درجة مئوية، أي بمقدار 0.3 درجة مئوية، وهي كمية من الحرارة تعادل الطاقة المنبعثة من انفجار 2000 قنبلة نووية.

تحدث هذه الانبعاثات بسبب الاحتراق السريع للمركبات العضوية في المواد المتفجرة، مثل مادة الـTNT، التي تتفاعل مع الأكسجين لتُنتج غازات متعددة تشمل ثاني أكسيد الكربون، وأول أكسيد الكربون، وبخار الماء، مصحوبة بإطلاق حرارة هائلة خلال زمن قصير.

ويُقدّر العلماء أن الزيادة الحالية في حرارة الأرض تعادل الطاقة الناتجة عن تفجير 4 إلى 5 قنابل نووية من نوع “هيروشيما” كل ثانية، وهو رقم يعكس الخطر المتزايد لتغير المناخ العالمي نتيجة تراكم الانبعاثات البشرية والعسكرية على حد سواء.

كما تُظهر بيانات الأرصاد الجوية العالمية تسجيل درجات حرارة قياسية غير مسبوقة في عدة مناطق من العالم خلال عام 2025، إذ وصلت درجة الحرارة إلى 46 درجة مئوية في جنوب إسبانيا في يوليو، وتجاوزت 40 درجة مئوية في 40% من محطات الأرصاد الأوروبية. وتشير التوقعات إلى أن موجات حر شديدة قد تضرب مناطق الخليج العربي وشمال أفريقيا، مع درجات حرارة تقترب من 50 درجة مئوية في الكويت وشرق السعودية والبحرين وقطر.

وفي البحرين، سُجلت أعلى درجة حرارة في تاريخ البلاد عند 48.5 درجة مئوية في يونيو 2025، في حين اعتُبر شهر أبريل من العام ذاته الأكثر حرارة منذ بدء التسجيلات في عام 1902.

ويرى الخبراء أن تأثير الحروب لا يقتصر على الانبعاثات المباشرة، بل يمتد ليشمل تدهور البيئة، وتدمير الأراضي الزراعية، واستنزاف الموارد الطبيعية، فضلًا عن تحويل الجهود والتمويلات عن مواجهة التغير المناخي.

ورغم أن الحرارة الناتجة عن الانفجارات العسكرية تكون موضعية ومؤقتة، إلا أن التأثير التراكمي لانبعاثات الغازات الناتجة عن استخدام الوقود والمتفجرات وإعادة الإعمار بعد الحروب يساهم بوضوح في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري على المدى الطويل.

والجدير بالذكر أن الانبعاثات العسكرية لا تُدرج رسميًا ضمن الإحصاءات الوطنية للانبعاثات الكربونية، مما يعني أن الأثر الحقيقي للحروب على المناخ قد يكون أكبر بكثير مما هو مُسجّل حاليًا.

الخلاصة

  1. الحروب الحديثة تُطلق كميات ضخمة من غازات الدفيئة، تُقدّر بنحو 2% من إجمالي ثاني أكسيد الكربون العالمي، ما يسهم في رفع درجات حرارة الأرض.

  2. التأثير المباشر للحروب على درجة حرارة الغلاف الجوي محدود زمنيًا ومكانيًا، لكنه يتراكم مع الوقت ويغذي الاتجاه العام للاحترار العالمي.

  3. التحدي المناخي الحقيقي لا يكمن فقط في الانبعاثات، بل أيضًا في الدمار البيئي واستنزاف الموارد، مما يجعل من الحرب أحد أخطر أعداء المناخ المعاصر.


No comments:

Post a Comment

كوزمتكس مريم دعيبس

كوزمتكس مريم دعيبس
كل ما تحتاجينه في مكان واحد

Featured Post

ابتكار ثوري من جامعة واشنطن: مادة ذكية تجمع بين المرونة والتوصيل الكهربائي والإصلاح الذاتي لإنهاء عصر النفايات الإلكترونية

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands في خطوة قد تغيّر مستقبل صناعة الإلكترونيات، أعلن فريق بحثي من جامعة واشنطن عن تطوير مركّب مبتكر يجمع بي...

Post Top Ad

Your Ad Spot

???????