الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands
أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) نتائج أحدث جولة من اختبارات مياه الشرب المعبأة، بعد أن أجرت فحصًا واسعًا لعشرات العينات العشوائية من الأسواق الأمريكية خلال عامي 2023 و2024، بهدف الكشف عن وجود مركّبات PFAS المعروفة بـ”المواد الكيميائية الأبدية “(Forever Chemicals).
ما الذي وجدته إدارة الغذاء والدواء؟
شملت الاختبارات أنواعًا مختلفة من المياه المعبأة، منقاة، ونبع، وجوفية، ومعدنية، وتم تحليل 18 نوعًا من مركبات PFAS.
النتائج أظهرت وجود ما بين مركّب واحد وأربعة مركّبات في 8 عينات محلية، ومركّبين في عينتين مستوردتين، لكن جميع القيم المكتشفة جاءت أقل من الحدود القصوى التي وضعتها وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA) لمياه الشرب.
في المقابل، تضمّنت التحاليل مركّبين لا تضع لهم وكالة البيئة حدًا فدراليًا حتى الآن. ولم تحدد إدارة الغذاء والدواء أسماء العلامات التجارية أو أرقام التشغيلات التي خضعت للاختبار.

معايير وكالة حماية البيئة
حددت وكالة حماية البيئة في عام 2024 حدودًا وطنية جديدة لبعض مركبات PFAS، أبرزها:
– PFOA وPFOS : حد أقصى يبلغ 4 أجزاء من التريليون (ppt)
– ثلاثة مركبات أخرى: حد أقصى يبلغ 10 أجزاء من التريليون
وتُعتبر هذه المقاييس دقيقة للغاية، إذ تُقاس عند مستويات متناهية الصغر، ما يستدعي استخدام تقنيات تحليل فائقة الحساسية.
وتعتزم وكالة البيئة مراجعة تلك الحدود بشكل دوري حتى عام 2031، مع إعادة النظر في “مؤشر المخاطر” الذي يُستخدم لتقييم التأثير التراكمي لمجموعة من المواد الكيميائية.

لماذا تظهر مركّبات PFAS في المياه؟
تُستخدم هذه المواد في الصناعات لخصائصها المقاومة للحرارة والزيوت والماء، إلا أن تلك المتانة تجعلها صعبة التحلّل في البيئة.
وقد أشارت وكالة “ATSDR” التابعة لمراكز السيطرة على الأمراض (CDC) إلى أن بعض مركبات PFAS قد ترتبط بارتفاع الكوليسترول وضعف الاستجابة للقاحات.
ويحذر العلماء من أن استمرار انبعاث هذه المواد في البيئة سيؤدي إلى تراكمها تدريجيًا في المياه والتربة والكائنات الحية، حيث يمكن أن تبقى لعقود طويلة قبل أن تتحلل طبيعيًا.
ماذا تعني النتائج للمستهلكين؟
تشير نتائج إدارة الغذاء والدواء إلى أن مياه الشرب المعبأة المتوفرة حاليًا في الأسواق آمنة وفق المعايير الفدرالية، لكنها قد تحتوي على كميات ضئيلة من PFAS.
وتختلف نسب المواد بحسب مصدر المياه وتقنيات الترشيح التي تستخدمها كل شركة.
وتُعد تقنيات الكربون النشط والتناضح العكسي من أكثر الطرق فعالية في خفض مستويات PFAS.
في حين تُلزم القوانين الأمريكية مرافق المياه العامة بنشر تقارير سنوية عن جودة المياه، تخضع مياه الشرب المعبأة لقواعد الأغذية، ما يمنح إدارة الغذاء والدواء صلاحية التدخل في حال ثبوت وجود خطر صحي.
ما الذي ينتظرنا؟
لم تفصح إدارة الغذاء والدواء بعد عن تفاصيل كل عينة أو العلامات التجارية، لكنها أشارت إلى خطط مستقبلية لمزيد من الشفافية في النتائج والاختبارات التفصيلية.
ومن المنتظر أن تشهد السنوات القادمة تحديثات أكثر صرامة في المعايير، وتحسينًا لطرق الكشف، ووضوحًا أكبر في الملصقات.
وبينما تتطور القوانين تدريجيًا، يبقى الاختبار المستمر والدقيق للمياه هو المفتاح لفهم الاتجاهات قصيرة الأمد وحماية المستهلك على المدى الطويل. نقلا عن موقع المستقبل الأخضر

No comments:
Post a Comment