أمطار غزة وجفاف إيران.. الوجه الآخر لأزمة المناخ العالمية

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands

بينما يناقش الزعماء السياسيون ما إذا كان الآن هو الوقت المناسب لاتخاذ إجراءات حاسمة بشأن الوقود الأحفوري، يتسبب الطقس المتطرف الناجم عن حرق النفط والغاز والفحم في الموت والدمار في المجتمعات حول العالم.

وفي غزة، تؤدي الأمطار الغزيرة إلى تفاقم الكارثة الإنسانية للفلسطينيين النازحين الذين يبحثون عن ملجأ في الخيام وغيرها من الملاجئ المؤقتة غير الملائمة، وفقًا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

غمرت مياه الأمطار مخيمات واسعة في أنحاء غزة يوم السبت، مما أدى إلى تحويل الطرق الترابية إلى مجاري مياه ملوثة، وغمرت المياه العائلات المقيمة في الخيام مع أمتعتها.

دمرت إسرائيل أو ألحقت أضرارًا بأكثر من 80% من المباني والمنازل منذ شنّ هجومها الشامل في أكتوبر 2023، بالإضافة إلى تجريف الأراضي الزراعية والحدائق وغيرها من النباتات التي تساعد على امتصاص مياه الأمطار والسيطرة على الفيضانات. وقتلت إسرائيل عشرات الفلسطينيين منذ اتفاق وقف إطلاق النار المزعوم الشهر الماضي، بينما تواصل منع دخول الخيام والبيوت المتنقلة إلى القطاع.

التدمير الممنهج للأرض والماء في غزة

النازحين قسرًا من بين الفئات الأكثر عُرضةً للكوارث المناخية

يُعدّ اللاجئون وغيرهم من النازحين قسرًا من بين الفئات الأكثر عُرضةً للكوارث المناخية، وفقًا لتقرير صادر عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الأسبوع الماضي. وقد تضاعف عدد الدول التي أبلغت عن حالات نزوح ناجمة عن النزاعات والكوارث ثلاث مرات منذ عام 2009.

مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل في البرتغال وإصابة العشرات في إسبانيا والبرتغال،

في أوروبا، أسفرت الأمطار الغزيرة والرياح العاتية الناجمة عن العاصفة كلوديا عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل في البرتغال وإصابة العشرات في إسبانيا والبرتغال، بالإضافة إلى أضرار جسيمة في أجزاء من المملكة المتحدة.

غمرت المياه سكان بلدة مونماوث في ويلز خلال عطلة نهاية الأسبوع بعد أن فاض نهر مونو. يأتي هذا بعد أن أودت الفيضانات المفاجئة بحياة 237 شخصًا على الأقل في فالنسيا أواخر أكتوبر، مما يجعلها واحدة من أخطر الكوارث الجوية التي ضربت إسبانيا على الإطلاق.

العاصفة كلوديا تتسبب في مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل في البرتغال

الجفاف في طهران

في غضون ذلك، تُسبب أزمة المناخ كارثة من نوع آخر في إيران، لم يهطل سوى مليمتر واحد من الأمطار في العاصمة طهران هذا العام، في حين بلغ متوسط هطول الأمطار السنوي بين عامي 1991 و2000 حوالي 350 مليمترًا، ما يُشير إلى السنة السادسة على التوالي من الجفاف.

وكما أفاد زميلي باتريك وينتور في طهران، قامت السلطات بترشيد الإمدادات، وبدأت عمليات تلقيح السحب، وتدرس إخلاء أجزاء من العاصمة. وتُقام صلوات الاستسقاء في جميع أنحاء البلاد.

صلاة الاستسقاء في إيران

بعد سبعة أسابيع من بدء موسم الأمطار في إيران، لم تشهد أكثر من عشرين محافظة أي زيادة في  منسوب المياه حتى الآن، كما ارتفع عدد السدود التي تقل سعتها التخزينية عن 5% من ثمانية إلى 32.

وانخفض الغطاء الثلجي بنسبة 99% على مستوى البلاد مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفي طهران كانت درجة الحرارة لطيفة عند 20 درجة مئوية في موسم البرد.

في COP30 يرفعون لافتات تطالب بإنهاء الوقود الأحفوري

بدلاً من الحديث عن الوقود الأحفوري وأزمة المناخ، أشار بعض الزعماء الدينيين إلى أن الجفاف رسالة من الله. تمتلك إيران ثالث أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم وثاني أكبر احتياطيات من الغاز الطبيعي.

بلغ نصيب الفرد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون 9.6 طن متري في عام 2024، مقارنة بـ5.6 طن مكافئ ثاني أكسيد الكربون في الاتحاد الأوروبي و13.6 طن مكافئ ثاني أكسيد الكربون في الولايات المتحدة.