شذرات بيئية وتنموية...بنية تحتية وحلويات قبيحة وحاكورة ونوبل وزيتون و"سيباط"

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands

تقرير خاص بمجلة آفاق البيئة و التنمية 

غرق

شهدت جنين في 9 تشرين أول الماضي هطولًا مطريًا استمر قرابة ساعة، فغرقت المدينة، وانكشفت عورة البنية الهشة لتصريف مياه الأمطار.

ليس مقبولاً بحق جنين ألا يستطيع الأهل والتجار والباعة والمارة والضيوف التنقل بين ضفتي طرقاتها، التي غرقت من أول غيمة.

تواصلنا مع رئيس بلدية المدينة، محمد جرار، الذي أخبرنا بأنها تحتاج 12 مليون دولار لحل المعضلة، وهذه معلومة وليست من مسؤوليات المواطنين الذين يكابد معظمهم سوء الحال.

المرجو أن تؤدي كل جهة مسؤولياتها، وأن تقتصد في نشر الصور الهامشية لأنشطتنا، وألا ننتظر حتى ساعة الصفر؛ لحل قضايانا العالقة.

ضبط مصنع حلويات في جنين مليء  بالصراصير والعفن والسموم	ضبط مصنع حلويات في جنين مليء  بالعفن والسموم

نظافة!

شاهدنا، بقرف، ضبط إحدى مصانع الحلويات في جنين. الجميع يسأل الآن، من هو ذلك الذي كان يغلف لنا السموم، ويتعمد الإضرار بصحتنا، ويقدم لنا حلويات قبيحة بنكهة الصراصير والعفن.

ونشرت الضابطة الجمركية، في 2 تشرين أول الفائت: خلال القيام بالجولات التفقدية على المحال والأسواق، أغلق جهاز الضابطة الجمركية، بالتعاون مع مديرية صحة جنين وقسم الرقابة الغذائية في بلدية جنين، معملاً لتصنيع الحلويات في المحافظة، لمخالفته شروط السلامة العامة ولافتقاره لأدنى شروط السلامة الصحية والبيئية المطلوبة. وأحالت القضية لنيابة مكافحة الجرائم الاقتصادية لاستكمال الإجراءات القانونية.

المرجو تغييرات قانونية، تتيح كشف هوية بائعي ضمائرهم، والمتسببين بنشر الأمراض بين المبتهجين بمناسباتهم والطامحين بقطعة حلوى نظيفة، يدفعون ثمنها.

مصنع حلويات في جنين تنتشر فيه السموم والأعفان

والأهم قانون يحاكم هذا التاجر وأمثاله ويمنعهم من ممارسة أي مهنة تتصل بالطعام والشراب مدى الحياة.

قاتل الله الجشع، وطوبى للأيادي البيضاء التي لا تغش ولا تخدع ولا تطلق العنان للصراصير في مطابخ مصانعها!

متجر الحاكورة في جنين للمنتجات البلدية والمحلية

تعاونيات

عرضت قرابة 120 سلعة تراثية صنعت غالبيتها نساء، على رفوف متجر (الحاكورة) في مدخل جنين الجنوبي، الذي انطلق إلى النور قبل أسابيع.

وافتتحت تعاونيات نسوية ورياديات وجمعية منتجي العنب التعاونية الزراعية، نقطة بيع دائمة لمنتجات محلية.

وقالت مديرة الزراعة في جنوب جنين، لمى أبو بكر، إن المعرض المفتوح ونقطة البيع الدائمة مدعومة من وزارة الزراعة ضمن مشروع (ريلاب المنفذ) في جنوب جنين، والممول من الصندوق الدولي للتنمية الزراعية.

وأكدت أن المنتجات التي ستعرضها (الحاكورة) طبيعية وآمنة، وتمنح فرصة للنساء لتسويق منتجاتهن في نقطة دائمة تحل مشاكل التسويق وتعقيداته.

ويقدم المشروع مساعدة للمزارعين الراغبين في عرض سلعهم الصناعية الزراعية، وينطلق بالشراكة مع جمعية منتجي العنب، التي تدعمهما الوزارة منذ 7 سنوات، وأثبتت قدرتها على تنظيم صفوف الفلاحين، وساهمت في تنفيذ عدة مهرجانات لتسويق العنب.

و"الحاكورة" سوق مفتوح ودائم، وفق رئيس جمعية منتجي العنب، عمر نزال، وتنخرط فيه 50 سيدة، ينتجن عشرات الأصناف البلدية الخالية من الكيماويات، والأهم منتجة ذاتية وبعيدة عن صناعات الاحتلال والشركات العالمية الداعمة له.

ويطمح نزال في أن يتحول إلى وجهة للمؤسسات المحلية وللمتسوقين، فقد حان الوقت للانحياز للمنتجات الوطنية.

وأشار إلى أن التحدي الاقتصادي كبير، وأن انطلاق المعرض في توقيت صعب، لكنه تأكيد على ضرورة دعم صغار المزارعين والرياديات.

وسيرت الجمعية عربة متنقلة إلى المحافظات الأخرى، لترويج العنب والمنتجات النسوية بأسعار عادلة، وستحرص على استدامة المشروع بكل السبل.

واستعرض مدير التسويق للمعرض، حابس سباعنة، الأصناف البلدية العديدة التي تتجاوز 120 صنفًا، كلها أنتجها مزارعون ونساء من جنين وبلداتها.

جائزة

يستحق مؤسس جائزة نوبل ومخترع الديناميت عام 1867، محاكمة رمزية بأثر رجعي على ما فعله سلاحه بالبشرية، لا التكريم والابتهاج بجائزته.

وألفريد نوبل، لمن لا يعرفه، عالم كيميائي ومهندس وصناعي سويدي، اكتشف الديناميت ومتفجرات قوية أخرى استخدمت في الحرب. تسببت اختراعاته في عداء كثيرين له، فوصف بـ"تاجر الموت" وجامع المتناقضين "صانع الموت الداعي للسلام" لتوصيته قبل وفاته باستثمار ثروته في تأسيس جائزة نوبل للسلام.

محصول الزيتون هذا العام الأسوأ منذ سنوات

معادلة

يعتبر محصول الزيتون هذا العام الأسوأ منذ سنوات؛ لأسباب كثيرة. للأسف، سيحرم غالبية الفلاحين من عوائد أرضهم، ويتقاطع هذا مع هجمة استعمارية شرسة تلاحق أشجار السماء، ليس بالاقتلاع والحرق والمصادرة فحسب، بل بمنع قطف الثمار وسرقة المحصول، وإقفال بوابات جدار الضم والتوسع.

معادلة الزيتون والأرض بحاجة إلى تصويب، والسعر العادل للزيت ينبغي أن يكون حقيقيًا ومتوافقًا مع ما يدفعه المزارع من مستلزمات ورعاية واهتمام وانتظار.

مهرجان السيباط في جنين

مهرجان

أقيم مهرجان السيباط (جنين.. تراث وحياة)، في 2 و3 تشرين أول في مدينة يحاصرها الاحتلال منذ 21 كانون ثاني الماضي.

ونظمت الفعاليات وزارة السياحة والآثار ومسرح الحرية وجمعية الكمنجاتي ومركز نقش، بالتعاون مع محافظة جنين، وبالشراكة مع وزارة الثقافة ولجنة تنشيط السياحة في محافظ جنين وبلدية جنين، بدعم من البنك الوطني والغرفة التجارية الصناعية والزراعية.

وتناوب ممثل محافظ جنين، أحمد القسام، ووزير السياحة هاني الحايك، ونائب رئيس الغرفة التجارية، مصطفى القنيري، ورئيس بلدية جنين، محمد جرار، ومدير فروع البنك الوطني في منطقة الشمال، زاهر براهمة على كلمات الافتتاح.

ووفق مطوية المهرجان، فإن السيباط، أقدم سوق في جنين وأكثرها أصالة، وقد بني في الحقبة العثمانية، وهو كلمة عربية تعني البناء المسقوف، وله أكثر من مدخل ومخرج، وتحرسه 5 أبواب: اللجون، والعطار، والحلواني، والبيطار، والسراج.

وسعى المهرجان إلى إحياء السوق القديم عبر الفنون والأنشطة الثقافية، وتعزيز التوعية بأهمية السياحة الداخلية وحكاية الأمكنة الأثرية، ودعم الاقتصاد المحلي، وإبراز التراث الثقافي، وبناء شراكات إستراتيجية، وتثبيت الهوية الوطنية.

وقدم السيباط عرضًا مسرحيًا، وعروضًا موسيقية، وفقرات زجل وغناء ملتزم، وعروض للأطفال، ومعارض رسم وفني تشكيلي وأفلام شبابية قصيرة.

ووقع المهرجان في فخ التشابه، فالمعروضات هي ذاتها التي تقدم في المعارض والمهرجانات الأخرى وترتكز على التصنيع الغذائي، المطرازات، والأشغال اليدوية، دون التفكير خارج السرب، وبلا عرض لمبادرات وأفكار جديدة، كما أن الرواد في اليوم الثاني كانوا قلة، وانسحب كثير من العارضين، وأقيم المهرجان عمومًا، وسط وضع اقتصادي صعب، أثر على القدرة الشرائية للمتسوقين.