نحو بيئة نظيفة وجميلة

test

أحدث المقالات

شركة كسابري للتجارة و الصناعة

شبكة صبا الإعلامية

شبكة صبا الإعلامية

Friday, December 5, 2025

نصف مليون مكب نفايات متهالك في أوروبا قد يسرّب مواد سامة إلى الأنهار والتربة

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands




خبراء يحذرون: تغيّر المناخ يحول مكبات النفايات التاريخية إلى قنابل بيئية موقوتة

كشفت أول عملية رسم خرائط واسعة النطاق لمكبات النفايات في المملكة المتحدة وأوروبا عن آلاف المواقع المتمركزة داخل مناطق فيضانات، ما يهدد بتسريب مواد سامة إلى مياه الشرب والأنهار والتربة والنظم البيئية.

وجاءت هذه النتائج نتيجة تحقيق مشترك بين صحيفة الجارديان و”ووترشِد إنفستيغيشنز” و”إنفستيجيت يوروب”.

وقال باتريك بيرن، من جامعة ليفربول جون مورز، إن تزايد شدة الفيضانات والتعرية بفعل تغير المناخ يزيد خطر انجراف النفايات إلى البيئة، موضحًا أن ذلك يشمل المخلفات البلاستيكية ومواد البناء وكذلك المعادن السامة والمواد الكيميائية مثل مركبات PFAS المعروفة بـ”المواد الأبدية”، ومواد PCBs.

دخول الملوثات إلى المياه الجوفية والسطحية

وأشارت كيت سبنسر، أستاذة الكيمياء الجيولوجية البيئية في جامعة كوين ماري، إلى أنه جرى العثور على نفايات متنوعة في مكب ساحلي متآكل في تيلبري، من بينها أكياس دم طبية.

وأضافت أن عشرات الآلاف من المواقع القديمة، التي لم تُبطّن ولم تُصمَّم لمنع التسرب، قد تسمح بدخول الملوثات إلى المياه الجوفية والسطحية ثم إلى السلسلة الغذائية.

ويُقدّر عدد مكبات النفايات في الاتحاد الأوروبي بما يصل إلى 500 ألف مكب، 90% منها أُنشئ قبل تطبيق اللوائح الحديثة الخاصة بالوقاية من التلوث، ومن بينها 22 ألف مكب في المملكة المتحدة.

وفي المسح الأخير، جرى تحديد أكثر من 61 ألف مكب، 28% منها في مناطق مهددة بالفيضانات، بينما تشير النماذج إلى أن العدد الحقيقي قد يصل إلى 140 ألف موقع.

آلاف من مكبات النفايات تهدد المياه والحياة البرية

معظم المكبات قد تكون آمنة

وتُظهر البيانات أن سجلات مكبات النفايات في أوروبا غير مركزية ومجزأة، ما يجعل تحديد المخاطر أمرًا صعبًا.

وقالت سبنسر: “لدينا سجلات غير كافية وأساليب مختلفة لتصنيف هذه المواقع، وهذا يعقّد التعامل معها، معظم المكبات قد تكون آمنة، لكن عددًا صغيرًا فقط يحتوي على مواد شديدة السمية قد يحدث مشكلة كبيرة، ولا نعرف أيها هي”.

ويُوجد أكثر من نصف المواقع المرسومة في مناطق لا تستوفي معايير جودة المياه الجوفية، ما يشير في بعض الحالات إلى احتمال مساهمة المكبات في التلوث.

فقد وجد بيرن تسربًا من مكب تاريخي في محمية نيوغيت في تشيشاير إلى جدول مائي صغير، وكشفت التحاليل عن مستويات من مركبات PFAS تفوق المعايير المقبولة لمياه الشرب بـ20 مرة.

وفي اليونان، أظهرت اختبارات وجود نسب مرتفعة من مركبات PFAS إلى جانب الزئبق والكادميوم المتسربين إلى نهر نيدونتاس من مكب ماراثولاكا القديم.

10 آلاف مكب داخل مناطق مصادر مياه الشرب في ست دول أوروبية

وتشير التحليلات إلى وجود ما يقرب من 10 آلاف مكب داخل مناطق مصادر مياه الشرب في ست دول أوروبية، من بينها المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا.

وفي إنجلترا وويلز وحدهما يوجد أكثر من 4 آلاف مكب تاريخي لا تضم عادة أي وسائل للحماية من التسرب.

وتؤكد المفوضية الأوروبية أن دول الاتحاد ملزمة بضمان جودة المياه حتى نقطة الاستخدام، وفي حال وجود تجاوزات للحدود المسموح بها يجب اتخاذ إجراءات تصحيحية. كما تخضع مصادر المياه في المملكة المتحدة لمراقبة وتقييم دوري من قبل شركات المياه والجهات التنظيمية.

وتضم مناطق السواحل عددًا كبيرًا من المكبات الحساسة؛ فقد رُصد 335 مكبًا في مناطق تعرّض للتعرية الساحلية في إنجلترا وويلز وفرنسا، إضافة إلى 258 مكبًا في أوروبا تقع على بعد أقل من 200 متر من الساحل، وهي عرضة للانجراف والعواصف البحرية

الإرث السام تحت مكبات النفايات في بريطانيا

وقد اكتشفت سبنسر مستويات مرتفعة من الزرنيخ في مكب لينماوث شمال شرقي إنجلترا، ومن الرصاص في مكب لايم ريجيس جنوب غرب البلاد، وكلاهما يشكل خطرًا على الحياة البرية.

وتشير سبنسر إلى ضرورة تقييم تأثيرات تغير المناخ على جميع المكبات التاريخية، وليس الساحلية فقط، مع توفير تمويل كافٍ لمعالجة المواقع عالية الخطورة.

وتُظهر البيانات أيضًا أن 80% من سكان بريطانيا يعيشون على بعد أقل من كيلومترين من أحد مكبات النفايات، وغالبًا في مناطق أكثر حرمانًا اقتصاديًا.

وعلى الرغم من تقرير وكالة الأمن الصحي البريطانية الذي أكد أن السكن بجوار مكبات نشطة أو مغلقة تُدار جيدًا لا يشكل خطرًا كبيرًا على الصحة، فإن الصورة أقل وضوحًا بالنسبة للمكبات التاريخية بسبب نقص المعلومات.

تتراكم النفايات غير القانونية في جميع أنحاء المملكة المتحدة
تتراكم النفايات غير القانونية في جميع أنحاء المملكة المتحدة

مخاطر على الحياة البرية

ويواجه أكثر من ألفي مكب في أوروبا مخاطر على الحياة البرية لوقوعها داخل مناطق حماية بيئية. فالمواد البلاستيكية والكيماويات المتسربة قد تتراكم في الحيوانات والأنظمة البيئية الحساسة.

وتتصاعد كذلك جرائم التخلص غير القانوني من النفايات، والتي يُعدّها “يوروبول” من أسرع أنشطة الجريمة المنظمة نموًا في أوروبا.

ففي كرواتيا، اعتُقل 13 شخصًا بتهمة تفريغ 35 ألف طن من النفايات القادمة من 3 دول أوروبية بهدف تحقيق أرباح وصلت إلى 4 ملايين يورو. وفي إنجلترا، يوجد 137 تحقيقًا مفتوحًا حول مواقع تفريغ غير قانونية تضم أكثر من مليون متر مكعب من المخلفات.

أما في جنوب إيطاليا، فترتبط عصابات المافيا تاريخيًا بإلقاء نفايات سامة تسببت في ارتفاع معدلات المرض والوفاة في إقليم كامبانيا.

ومع توقع نفاد القدرة الاستيعابية لمكبات النفايات في إنجلترا وويلز بحلول 2050، تتزايد المخاوف بشأن إنشاء مواقع جديدة في ظل الاعتراضات المجتمعية والمخاطر البيئية.

وتقول وكالة البيئة البريطانية إنها تعمل مع شركات المياه والحكومة لفهم تأثيرات مواد PFAS وتحديد مواقع التسرب، بينما تؤكد وزارة البيئة ضرورة تقليل النفايات وتعزيز إعادة التدوير ضمن خطة الاقتصاد الدائري المرتقبة. نقلاً عن موقع المستقبل الأخضر




No comments:

Post a Comment

كوزمتكس مريم دعيبس

كوزمتكس مريم دعيبس
كل ما تحتاجينه في مكان واحد

Featured Post

نصف مليون مكب نفايات متهالك في أوروبا قد يسرّب مواد سامة إلى الأنهار والتربة

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands خبراء يحذرون: تغيّر المناخ يحول مكبات النفايات التاريخية إلى قنابل بيئية موقوتة كشفت  أول عملية رسم خرائط...

Post Top Ad

Your Ad Spot

???????