نحو بيئة نظيفة وجميلة

test

أحدث المقالات

شركة كسابري للتجارة و الصناعة

شبكة صبا الإعلامية

شبكة صبا الإعلامية

Friday, December 5, 2025

قشور الموز والبرتقال وتفل القهوة مفيدة للنباتات.. سماد مستدام يقلل الانبعاثات ويحسّن الإنتاج

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands


تشير دراسة حديثة إلى أن رمي قشور الموز في القمامة ليس سوى تفريط بمصدر طبيعي مهم يمكن أن يساهم في تعزيز نمو النباتات وتحسين صحة التربة. فقد بيّنت الأبحاث المنشورة في مجلة «أجريكلتشر» أن الأسمدة المصنّعة من قشور الموز تملك قدرة لافتة على دعم طول النباتات وزيادة نشاطها الحيوي مقارنة بالنمو في التربة غير المعالجة.

ويُعد الموز أحد أكثر الفواكه إنتاجًا حول العالم، إذ يصل إنتاجه السنوي إلى نحو 116 مليون طن، وتشكل القشرة ما يقارب ربع وزن الثمرة. وهذا يعني أن ملايين الأطنان من القشور تُهدر سنويًا بدلًا من إعادة تدويرها في خدمة الزراعة.

الدراسة قادتها الباحثة نوكثولا خانيلي من جامعة مبومالانجا في جنوب أفريقيا، التي تركز أبحاثها على تحويل المخلفات الزراعية إلى أسمدة صديقة للبيئة. واعتمدت مراجعة منهجية شملت 126 دراسة تناولت تأثير أسمدة قشر الموز على مجموعة من المحاصيل، وأظهرت نتائجها تفوق النباتات المعالجة بهذه القشور في النمو والإنبات وإنتاج الأوراق.

غنى غذائي ينافس الأسمدة التجارية

تكشف التحاليل الكيميائية أن قشور الموز تحتوي على عناصر رئيسية يحتاجها النبات، مثل:
البوتاسيوم، النيتروجين، الفوسفور، الكالسيوم والمغنيسيوم.
وهي العناصر ذاتها التي تتوافر في الأسمدة التجارية، لكن دون تكلفة بيئية عالية، إذ تذهب معظم قشور الموز إلى مدافن النفايات مسببة انبعاثات غازات دفيئة.

تحويل القشور إلى أسمدة يحقق فائدة مزدوجة: تقليل التلوث، وإنتاج بديل طبيعي مستدام يعتمد على إعادة تدوير المخلفات المنزلية.

اهمية قشور الموز والبرتقال وتفل القهوة للنباتات

طرق تصنيع الأسمدة العضوية

تصنَّف أسمدة قشور الموز ضمن فئة الأسمدة الحيوية، ويتم إعدادها بطرق عدة، منها:

  • تجفيف القشور وطحنها قبل خلطها بالتربة.

  • استخدام مستخلصات سائلة تُحضَّر بالغلي أو النقع ثم تُخفَّف لري النباتات.

  • التخمير مع تفل القهوة أو مخلفات نباتية أخرى لإطلاق العناصر الغذائية تدريجيًا.

وأظهرت مراجعة الدراسات أن خلط قشر الموز المجفف مع قشر البرتقال حسّن نمو الجذور ومساحة الأوراق بشكل واضح، فيما أثبتت المستخلصات السائلة تفوقًا كبيرًا في تجربة نبات الحلبة، إذ أدت إلى نباتات أطول وأكثر اخضرارًا.

نتائج متباينة حسب مدة التحلل

في تجارب على البازلاء، تبيّن أن القشور المتحللة في التربة لمدة شهرين كانت الأكثر فعالية، بينما تراجعت الفوائد مع زيادة مدة التحلل. كما أدى نقع القشور لمدة ستة أشهر إلى معدلات إنبات مرتفعة دون زيادة موازية في طول النبات.

أما في تجارب البامية، فأسهمت خلطات من مساحيق قشر الموز مع فواكه أخرى في تحسين لون الأوراق، وزيادة مساحتها، ورفع وزن القرون.

اهمية قشور الموز والبرتقال وتفل القهوة للنباتات

نحو زراعة أنظف وأقل كلفة

تعتمد الزراعة الحديثة على الأسمدة الاصطناعية التي تُنتج باستخدام الوقود الأحفوري، مما يساهم في ارتفاع الانبعاثات وتلوث المياه. وتشير تقديرات عالمية إلى أن الأسمدة النيتروجينية مسؤولة عن نحو 2% من إجمالي الانبعاثات البشرية.

في المقابل، توفر أسمدة قشور الموز خيارًا بيئيًا مستدامًا، يطلق العناصر الغذائية ببطء ويقلل الحاجة إلى تصنيع أسمدة جديدة، ما يساعد المزارعين على خفض التكاليف والحفاظ على الإنتاجية.

مستقبل واعد يبدأ من المطبخ

تكشف الدروس المستفادة أن المخلفات المنزلية مثل قشر الموز، قشر البرتقال، وتفل القهوة يمكن أن تتحول بسهولة إلى سماد فعّال دون أدوات معقدة. ورغم أن الفحم الحيوي المصنّع من قشور الموز لم يثبت فعاليته في تحسين طول النبات، فإن المجال لا يزال بحاجة إلى دراسات طويلة تمتد حتى موسم الحصاد لتقييم جودة المحاصيل بشكل أدق.

ويخلص الباحثون إلى أنه إذا جرى استثمار جزء بسيط من كميات قشور الموز عالميًا، فمن الممكن إحداث تحول حقيقي نحو أسمدة أكثر نظافة واستدامة، وربما يكون المستقبل الزراعي الأكثر صداقة للبيئة مختبئًا بالفعل في دلْو السماد المنزلي.


No comments:

Post a Comment

كوزمتكس مريم دعيبس

كوزمتكس مريم دعيبس
كل ما تحتاجينه في مكان واحد

Featured Post

نصف مليون مكب نفايات متهالك في أوروبا قد يسرّب مواد سامة إلى الأنهار والتربة

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands خبراء يحذرون: تغيّر المناخ يحول مكبات النفايات التاريخية إلى قنابل بيئية موقوتة كشفت  أول عملية رسم خرائط...

Post Top Ad

Your Ad Spot

???????