نحو بيئة نظيفة وجميلة

test

أحدث المقالات

Post Top Ad

Your Ad Spot

Thursday, September 12, 2024

الأمل ينبت في طوباس: مهندس فلسطيني يتحدى الصعاب بزراعة الأناناس

 الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands 



في الأغوار الشمالية وتحديداً مدينة طوباس، حيث الأراضي الزراعية المهددة بالمصادرة وشح المياه ومحدودية الدعم الحكومي، يبرز المهندس الزراعي عامر أبو خضر كنموذج للمثابرة والابتكار في الزراعة. قرر أبو خضر، رغم التحديات الكثيرة، خوض تجربة غير تقليدية بزراعة الأناناس، وهي فاكهة استوائية نادرة في فلسطين، محولاً فكرة بدت مستحيلة إلى مشروع ناجح.

البدايات

"لماذا لا أمتلك مشروعي الخاص"؟، سؤال راود أبو خضر بعد سنوات من العمل في مشتل عائلي كمهندس زراعي. جاءت فكرة زراعة الأناناس بعد اقتراح من زملائه في العمل، الذين شجعوه على تجربتها. بدأ بدراسة الفكرة من جميع الجوانب، مع التركيز على تكييف الظروف البيئية والتكلفة الاقتصادية. وجد أبو خضر أن الأناناس فاكهة تحظى بطلب متزايد في السوق المحلي، ما جعل الفكرة قابلة للتنفيذ اقتصادياً، خاصة أن سعرها في السوق مرتفع نسبياً.

يقول عامر: "كميات الأناناس المحلي لدينا ضئيلة جداً، ويتم تسويقها في السوق الإسرائيلي. فلماذا لا يكون لدينا أناناس من إنتاجنا الفلسطيني المحلي وبشكل وفير؟".



مزرعة الأناناس في طوباس

التحديات

واجه عامر العديد من التحديات في بداية مشروعه، بدءاً من التكيف مع الظروف المناخية الفلسطينية غير المؤهلة لنمو الأناناس، مروراً بصعوبة الحصول على المياه اللازمة للري المنتظم، وصولاً إلى التكلفة العالية للتقنيات المطلوبة. ومن هنا، استعان عامر بخبرات زراعية من أستراليا، إذ تواصل مع مزارعين للحصول على الإرشادات والمشورة اللازمة، في ظل غياب الخبرة المحلية لزراعة هذه الفاكهة.

بدأ المشروع بزراعة دونم واحد فقط في طوباس، ولكن طموح عامر لا يتوقف هنا، إذ يخطط للوصول إلى زراعة 10 دونمات في المستقبل. ورغم الصعوبات، كان لدعم عائلته والجمعية التعاونية التي ينتمي لها دور كبير في نجاح المشروع. ساعد تخصصه كمهندس زراعي في التعامل مع المشروع بشكل علمي ومدروس، ما أسهم في التغلب على بعض العقبات.

من أكبر التحديات التي واجهها عامر شح المياه في فلسطين، إذ تحتاج زراعة الأناناس إلى ري منتظم ومصدر مياه دائم. ومع أن استخدام الري بالتنقيط ساعد في تقليل الاستهلاك، إلا أن التحدي ما زال قائماً.

ظروف خاصة لزراعة الأناناس

ينمو الأناناس بشكل أمثل في المناخات الاستوائية والدافئة، حيث يتطلب درجات حرارة تتراوح بين 20 و30 درجة مئوية، ولا يتحمل الصقيع أو درجات الحرارة المنخفضة. بالنسبة للتربة، فإن الأنسب هي التربة الرملية أو الطينية الخفيفة بشرط أن تكون جيدة التصريف للماء، ويفضل أن تكون حمضية قليلاً، بدرجة حموضة تتراوح بين 4.5 و6.5.

يحتاج الأناناس أيضاً إلى فترات طويلة من التعرض للشمس، إذ يجب أن يتعرض للنور لمدة تتراوح بين 6 و8 ساعات يومياً. أما فيما يتعلق بالري، فإن الأناناس يتطلب رياً منتظماً مع تجنب الإفراط في المياه. وقد أشار المهندس أبو خضر إلى أن الري بالتنقيط هو الأسلوب الأمثل لتحقيق التوازن بين توفير المياه وتجنب الري الزائد، رغم الحاجة إلى الري ثلاث مرات يومياً.

بالإضافة إلى ذلك، تحتاج شتلات الأناناس إلى تغذية جيدة، إذ يجب توفير الأسمدة الغنية بالنيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، إلى جانب استخدام السماد العضوي لتحسين خصوبة التربة.



مزرعة الأناناس التي أنشاها المهندس الزراعي عامر أبو خضر في طوباس

طرق زراعة الأناناس

هناك عدة طرق لزراعة الأناناس، منها زراعة النبتة من التاج، والتي تتم عن طريق قطع التاج (الجزء العلوي الأخضر) من فاكهة الأناناس وإزالة الأوراق السفلى. يتم تجفيف التاج لمدة يومين إلى ثلاثة أيام قبل زراعته في التربة على عمق حوالي 5 سم.

طريقة أخرى تشمل زراعة الأناناس من الشتلات (الفراخ)، عبر فصل الفراخ الصغيرة التي تنمو حول النبات الأم وزراعتها في تربة جيدة التصريف. كما يمكن زراعة الأناناس من القصبات (الأجزاء الجذرية)، التي تتكون على النبات الأم، من خلال قطعها وزراعتها مباشرة في التربة.

الأمل بمستقبل أفضل

يمثل المهندس الزراعي عامر أبو خضر نموذجاً للمزارع الفلسطيني الذي لا يعرف اليأس. من خلال مشروعه الطموح بزراعة الأناناس في بيئة غير مؤهلة، يظهر عامر قوة الإرادة والإبداع في تحويل المستحيل إلى واقع. ومع استمراره في توسيع مشروعه، يأمل أن يصبح الأناناس الفلسطيني رمزاً للجودة والاستدامة، منافساً قوياً في السوق المحلي والدولي.

تُعد قصة نجاح أبو خضر مصدر إلهام لكل من يسعى لتطوير الزراعة في فلسطين في ظل محدودية فرص العمل وارتفاع معدلات البطالة، رغم التحديات الكبيرة التي يفرضها الاحتلال وشح الموارد. في المقابل، تبرز الدعوة لتوفير دعم حكومي ومجتمعي للمشاريع الزراعية المحلية التي يمكن أن تسهم في تعزيز الاقتصاد الفلسطيني.  عن مجلة آفاق البيئة و التنمية 

No comments:

Post a Comment

الزراعة المنزلية في شمال قطاع غزة... أم فارس "فلاحة" للمرة الأولى

 الأراضي المقدسة الخضراء /GHLands مشى خطوتين ولمس نبتة زرعها البارحة خرج نسغ من يديه إلى عروقها خرجت من عينيه أوراق إلى غصونها وحين أراد الع...

Post Top Ad

Your Ad Spot

???????