الأراضي المقدسة الخضراء / GHLands
أكد القائم بأعمال رئيس سلطة جودة البيئة، م. أحمد أبو ظاهر، أن التحول الأخضر يشكل ضرورة وطنية مشيرا على أهمية دمج حماية البيئة في عملية التنمية الاقتصادية بما ينسجم مع خطط الحكومة الفلسطينية نحو تحقيق تنمية مستدامة ومتوازنة.
جاء ذلك خلال مشاركة أبو ظاهر في مؤتمر التحول الأخضر 2025، الذي عُقد في رام الله بمشاركة عدد من الوزراء وممثلي القطاعين العام والخاص والمؤسسات الدولية، بهدف بحث آليات الانتقال نحو الاقتصاد الأخضر في فلسطين.
وأشار أبو ظاهر إلى أن سلطة جودة البيئة تعمل، من خلال الاستراتيجية البيئية عبر القطاعية 2025–2027، على دمج البعد البيئي في التخطيط الاقتصادي، وتعزيز مفاهيم الإنتاج والاستهلاك المستدام ، وتشجيع الاقتصاد الدائري واستخدام التكنولوجيا الصديقة للبيئة.
واضاف أن سلطة جودة البيئة تشجيع الصادرات الخضراء وسلاسل التوريد منخفضة الكربون، إلى جانب رقمنة الإجراءات الإدارية لتسهيل تراخيص الشركات البيئية واعتمادها و تطوير سياسات وطنية للشراء الأخضر داخل المؤسسات الحكومية.
وبين أن سلطة جودة البيئة تضطلع بمهام الرقابة والتفتيش البيئي اليومي على المنشآت الصناعية والإنشائية والخدمية في مختلف المحافظات، لضمان التزامها بالمعايير البيئية ومنع أي مصادر للتلوث، مشيرا إلى أن العديد من هذه المنشآت باتت تتبنى مبادرات إنتاج نظيف وإعادة تدوير ضمن توجهاتها نحو الاقتصاد الأخضر.
وأكد أبو ظاهر أن الاحتلال الإسرائيلي يشكل عائقا مباشرا أمام عمل مفتشي سلطة جودة البيئة، خصوصا في المناطق المصنفة (ج)، حيث يمنعهم من الوصول إلى مواقع مختلفة ما يزيد من المخاطر البيئية على الأرض الفلسطينية.
وفي حديثه عن التحديات، أشار إلى أن الاقتصاد الأخضر في فلسطين لا يزال في مرحلة التأسيس، ويواجه صعوبات تتعلق بضعف التمويل الأخضر وغياب الحوافز الضريبية، فضلا عن الحاجة إلى بناء قدرات فنية للمؤسسات والشركات الصغيرة وتعزيز التنسيق المؤسسي بين الجهات ذات العلاقة.
كما استعرض أبو ظاهر أبرز المبادرات الوطنية في هذا المجال، ومنها مبادرة "Green Forward" التي تهدف إلى ربط السياسات بالمشاريع التنفيذية، والتركيز على قطاعات الطاقة والزراعة والصناعة وإدارة النفايات كمحاور رئيسية للتحول الأخضر، إلى جانب دعم مشاريع إعادة التدوير والزراعة الذكية مناخيًا والطاقة المتجددة.
وأكد أن التحول الأخضر مسار وطني شامل يتطلب شراكة حقيقية بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، مؤكدا أن البيئة ليست عبئا على الاقتصاد وانما رافعة للتنمية ولخلق فرص عمل جديدة، مشيرا إلى أن فلسطين قادرة رغم محدودية الموارد على أن تكون نموذجا إقليميا في تبني اقتصاد مستدام ومتكامل.


No comments:
Post a Comment